حرب جرت بين الدولة العثمانية وملكية هابسبورغ النمساوية، سببها أن النمسا إستغلت إنشغال الدولة العثمانية بالحرب مع البندقية وحرضت جورج الثاني أمير ترانسلفانيا على التمرد على العثمانيين ومهاجمة أراضيهم في المجر عام 1658، وبنى عليها قلعة نوهزل بمساعدة النمساويين، رغم مخالفة ذلك لبنود الصلح مع العثمانيين، إلا أنهم لم يستجيبوا لنداءات العثمانيين المتكررة، وحصنت النمسا القلعة وبالغت في تحصينها حتى جعلتها من أحصن القلاع في العالم.

الدولة العثمانية قبل الحرب
– في الفترة من عام 1603 و 1618 كانت الدولة العثمانية تعاني أصعب فتراتها بسبب الحروب المستمرة مع الصفويين ، و الذين تمكنوا من استنزاف الدولة العثمانية بشدة ، مما كان سببا في الخسائر الشديدة التي تتكبدها الدولة العثمانية يوما بعد آخر ، هذا فضلا عن ضعف الأسطول و الاضطرابات الشديدة في بلاط الحكم ، تلك التي سببها السلطان إبراهيم الأول ، ثم عقب ذلك الحركة الإنكشارية و تعامل السلطان معها بطريقة تعسفية.

– التي كانت سببا في الثورة على السلطان و عزله و تولية ابنه محمد الرابع ، الذي كان أصغر سلطان في التاريخ ، فتكاثرت أعمال السلب و النهب و تولت الأم مهمة كبح النظام ، فقامت بتولية محمد باشا كوبيريللي في منصب صدر الدولة من أجل معاقبة المفسدين .

الإمبراطورية النمساوية قبل الحرب
أما عن الامبراطورية النمساوية ، فقد كانت تحاول الابتعاد عن أجواء الحروب و ذلك بعد أن انتهت من تلك الحروب التي عربفت باسم حروب الثلاثين عام ، و لذلك قامت بالذج بجورج الثاني أمير ترانسلفانيا ، و ذلك رغبة منهم في تجنب التصادم مع الدولة العثمانية ، ففي حال وقوع الأمير في قبضة العثمانيين يتركوه لقمة سائغة لهم ، و لكن هذه الحيلة تمكن العثمانيين من كشفها و ذلك لأنهم كانوا على دراية بعدم مقدرة ذلك الأمير للوقوف في وجه الدولة العثمانية.

بداية النزاع بين الدولة العثمانية والنمسا
– تمكن كوبريللي في ذاك الوقت من القضاء على الفاسدين ، فضلا عن أنه تمكن من القضاء على جورج الثاني ، و بالفعل تمكن من منعه من الاستيلاء على منطقة بولندا ، كذلك قام بفك الحصار عن اسطنبول ، بل و قام بالاستيلاء على جزر لمنوس بغرض حماية اسطنبول من الإغارة عليها مجددا.

– بعدها حاول السلطان العثماني من أن يهدئ الأمور في الدولة العثمانية ، و لكنه كان قد ضاق زرعا بمحاولات جورج الثاني للهجوم ، و بالفعل تم الهجوم على الدولة النمساوية ، و كان ذلك في الثالث من رمضان و ذلك في عام 1073 ، و كانت أولى محاولتهم للهجوم على قلعة نوفي زرين ، و لكنهم لم يتمكنوا من ذلك ، و لكنهم قاموا بفتح عدة أقاليم مجاورة منها مورفيا و سيليزيا حتى تمكنوا من فتح قلعة نوهزل.

– و بعد ذلك تم فتح العاصمة النمساوية فينا ، و لأسف دخلت النمسا لهذه الحرب و قد كانت منهكة فعليا ، و لذلك حاولت الامبراطورية النمساوية طلب العون من عدة أمكان ، و كان من بين هذه الأماكن بابا الكنيسة ، و فرنسا و غيرهم من أجل التصدي للعثمانيين.

الحرب النمساوية العثمانية
– في البداية تمكنت الدولة العثمانية من إلحاق خسائر فادحة بالامبراطورية النمساوية ، و لكن فرنسا كانت قد قدمت لهم عدة مساعدات ، مما أدى إلى قوة الجانب النمساوي بشكل كبير ، و الذي أدى إلى انتصار النمساويين في هذه الحرب ، و على الرغم من انتصار النمساويين إلا أنهم كانوا في حاجة إلى الخضوع للسلام ، و هنا تم عقد معاهدة عرفت باسم معاهدة فسفار ، تلك المعاهدة التي استمرت حتى 20 عاما بعدها .

– كانت هذه المعاهدة فرصة للعثمانيين للتركيز على حربهم مع البندقية ، و بالفعل تمكنوا من وقف الهجوم القادم على الدولة العثمانية منهم ، و على الرغم من الانتصارات العثمانية على النمساويين و البنادق في ذاك الوقت ، إلا أن هذه الحروب كانت نتيجتها تقييد قوة الدولة العثمانية و إنهاكها الكبير .

– أما على العلاقة بين الدولة العثمانية و فرنسا ، فقد كانت على شكل صداقة امتدت لفترة طويلة ، و لكن بسبب وقوف فرنسا في الجانب النمساوي في هذه الحرب ، قام صدر الدولة العثمانية بالغاء الامتيازات التجارية المخصصة لفرنسا في الأراضي العثمانية ، كعقاب لهم على ما صدر منهم في هذه الحرب.