بُني الإسلام على خمس فرائض: شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ مُحمّداً رسول الله، وإقامة الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وصوم رمضان، وحجّ بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً. والحج فرض على كلّ مُسلم قادر، والقدرة تعني القدرة الجسديّة والماليّة، وأن يكون الحاجّ آمن على أهله في غيابه وهي فريضة لمرّة واحدة على المسلم، وما زاد عن هذه المرّة فهو تطوّع منه. وقد فُرِضَ الحج منذ عهد النبيّ إبراهيم عليه السّلام بعد أن أتمّ بناء الكعبة هو وولده إسماعيل عليهما السّلام بناءً على أمر الله تعالى. يحجّ المسلمون إلى بيت الله الحرام في أول ذي الحجّة، بحيث تكون وقفة عرفة في اليوم التّاسع، ويتحلّلون في اليوم العاشر وينحرون الإبل والأغنام.

الطواف

يسير الحاج مسافة حوالي ٢٨٠٠م إلى ٥٦٠٠م، حيث يكون كل المسافة التي يسيرها هي ٨كيلو متر ونصف. وحكم هذا الطواف، يرى المالكية أنه واجب ومن حج البيت ولم يقوم بهذا الطواف فعليه بإراقة دم بسبب ما ترك من الطواف، واستدل المالكية على هذا بقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحج: (وَليَطَّوَّفُواْ بِٱلبَيتِ ٱلعَتِيقِ). والبعض من العلماء يرى بأنه سنة مؤكدة؛ ومن المستحب أن يقوم الحاج به، وإن لم يقوم به فليس عليه شيء ولا حتى إراقة دم.

السعي بين الصفا والمروة

وهنا يسير الحجاج مسافة ٣٠٤٥م في السعي بين الصفا والمروة، فمن السنة ان يهرول الرجال بين العلمين أثناء السعي، وهذا اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولكن المرأة لا تهرول، وهذا بغرض الستر لها حيث يتم إظهار جسدها إذا قامت بالهرولة.

والأصل في السعي هو التذكير بحال السيدة هاجر حين تركها سيدنا إبراهيم وأبنه إسماعيل في هذا المكان وكان لا يوجد ماء ولا طعام وحين شعورها بالعطش بدأت بالسعي بين الصفا والمروة وبعد أن أتمت سبع مرات من السعي فسمعت صوت فإذا بجبريل يضرب الأرض بجناحه لتخرج الماء، وهذا المكان هو مكان زمزم الأن.

الرحلة إلى منى

يقضي الحاج فيها مسافة من ٧ إلى ٩كيلو متر من مكة إلى منى، وهذا يكون قبل التوجه للوقوف على جبل عرفة الركن الأعظم في الحج، ويذهبون إلى منى لقضاء يوم التروية بها.

ويردد الحجاج في رحلة الصعود إلى منى بصوت واحد ” لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك”. ومن المستحب الذهاب إلى منى قبل الظهر حتى يصلي الحجاج بها الخمس صلوات قصرا وبدون جمع، ومن السنة ان يقضي الحجاج اليوم في منى حتى المبيت.

الرحلة من منى لعرفة

يسير الحجاج من منى لعرفة مسافة حوالي ١٢ إلى ١٤ كم، حيث يقع جبل عرفات على بعد ١٢ كيلو متر من مكة المكرمة حتى يشهدوا وقفة عرفات ولقضاء الركن الأكبر في أركان الحج، وعند غروب الشمس ينزلون من عرفة إلى هبوا إلى مزدلفة، حيث تقع منى على بعد سبعة كيلو متر من شمال شرق المسجد الحرام، وتقع بين مكة المكرمة والمزدلفة، وهو عبارة عن واد محاط بالجبال من كلا الجهتين الشمالية والجنوبية

الإفاضة إلى المزدلفة

وهنا يقضي الحجاج من عرفة إلى المزدلفة مسافة من ٥ إلى ٧كم، حيث يقضي الحجاج أيام التشريق في منى، ثم يتوجهون بعد ذلك إلى مكة لقضاء طواف الإفاضة في المذدلفة والتحليل من ملابس الإحرام، والمعروف أن الحاج بعد غروب الشمس في يوم عرفة يذهب إلى مذدلفة ليصلي هناك صلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ويبيت هناك إلى طلوع الفجر.

رمي جمرة العقبة

ويسير الحجاج مسافة ٨كم من المزدلفة لرمي جمرة العقبة، فبعد خروج الحاج من المزدلفة ووقوفه عند المشعر الحرام يذهب مباشرة إلى الكعبة للدعاء والتضرع إلى الله وذلك حتى ظهور ضوء الفجر، فيذهب إلى منى مرة ثانية حتى يرمي الجمرات السبع.

طواف الإفاضة

وفي رحلة العودة إلى مكة من أجل قضاء طواف الإفاضة يقضي الحجاج مسافة حوالي ٧كم سيرا، وهنا يقوم الحاج بذبح هديه وحلق شعره او تقصيره، والمرأة تقصر شعرها فقط.

الإفاضة من الصحن

وهنا يقطع الحاج مسافة ٢٨٠٠م من الصحن ومسافة ٥٦٠٠ من الدور الثاني، أي إجمالي ثمانية كيلو متر ونصف، فطواف الإفاضة يكون بعد إفاضة الحجاج من عرفة ومزدلفة.

التشريق ورمي الجمرات

وهنا يمشي الحجاج مسافة ٤كم ويكون ذلك في أيام التشريق الثلاث ورمي الجمرات، وعند انتهاء الحجاج من رمي الجمرات يذهبوا إلى مكة لعمل طواف الوداع، ثم يصلي ركعتين، وبذلك تكون انتهت جميع مناسك الحج.