قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بُنِيَ الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلًا”. في الحديث الشريف يتبين أن المولى عز وجل فرض الحج على كل مسلم بالغ عاقل مستطيع؛ ليتمكن من تأدية أركان الحج وواجباته على الوجه الأكمل، وجعل في الحرص عليه وإتيانه فضلًا عظيمًا ومغفرة.
الاستطاعة في الحج
وضح علماء الدين الإسلامي المقصود من استطاعة المسلم لحج بيت الله الحرام وتأدية الركن الخامس والأخير من أركان الإسلام ، فتمثلت تلك الاستطاعة في:
- الاستطاعة المادية بتوافر ما يُغطي نفقات الحج كاملة.
- الاستطاعة البدنية بالقدرة على تحمل مشاق السفر وتأدية أركان الحج ومناسكه.
- أن يأمن الحاج على نفسه وأهله وماله أثناء الحج.
اركان الحج
أركان الحج أو فروض الحج هي الأمور التي لا يصح الحج ولا يكتمل دون القيام بها، وقد أجمع جمهور العلماء على أربعة أركان لفريضة الحج هي:
- الإحرام: ويعني عقد النية على الدخول في نسك الحج، ويكون محلها القلب، إلى جانب ارتداء ملابس الإحرام. ودونها لا يصح حج المسلم، تمامًا كمن صلَّى دون تكبيرة الإحرام في بداية صلاته، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات”.
- الوقوف بعرفة: وهو الركن الثاني من أركان الحج؛ لقول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم حين سُئِل عن الحج: “الحجُّ عرفة…”. وقد حدد أهل العلم وقت الوقوف بعرفة بين زوال شمس التاسع من ذي الحجة وطلوع الفجر من ليلة النحر.
- طواف الإفاضة: أو طواف الزيارة وهو المقصود في قوله تعالى في سورة الحَج: “ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ”. وفيه يطوف المسلم والكعبة عن يساره سبعة أشواط بعد المبيت بالمزدلفة.
- السعي بين الصفا والمروة: وهو أيضًا أحد أركان الحج وفروضه التي لا يصح الحج دون القيام بها؛ لقوله تعالى في سورة البقرة: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ“.
واجبات الحج
عرف أهل العلم واجبات الحج بأنها الأمور الواجبة أثناء فريضة الحج، إلا أنه عدم القيام بأحدها لا يُبطل الفريضة، وإنما يُمكن جبره بذبح شاة أو بقرة في مكة المكرمة وتوزيعها على فقراء الحرم. وتتمثل هذه الواجبات في:
- الإحرام من الميقات المُحدد، بارتداء الرجال ملابس غير مخيطة عبارة عن إزار ورداء، أما النساء فتلتزمن بزيهن الشرعي التقليدي.
- الوقوف بعرفة حتى غروب شمس التاسع من ذي الحجة.
- المبيت بمزدلفة ليلة العاشر من ذي الحجة.
- المبيت بمنى ليال التشريق.
- رمي الجمرات، على أن تُرمى جمرة العقبة يوم العيد، والجمرات الثلاث في أيام التشريق، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه كما علمنا المولى عز وجل في محكم التنزيل.
- الحلق أو التقصير؛ لقول صلى الله عليه وسلم: “وليقصر وليحلل”.
- طواف الوداع؛ لقول صلى الله عليه وسلم: “لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت”.