سيدنا يوسف هو نبي وإبن نبي وقد ميزه الله بنعم كثيره، وكانت في حياته الكثير من العبر التي نستفيد ونتعلم منها من خلال المعاناة التي عاشها والاختبارات التي مر بها ، وقد ذكر القرآن حياته منذ أن كان طفلاً صغيراً، هو يوسف بن يعقوب والده نبي الله يعقوب ومنذ ولادة سيدنا يوسف و يشعر أباه أن ابنه يوسف سيكون له شأن عظيم، وكان يعقوب يحب يوسف حجماً جماً دون إخوته، مما جعل إخوة يوسف يحقدون عليه بسبب حب أباهم الزائد له، و قرروا التخلص من أخيهم يوسف حتى يكون حب أباهم لهم فقط ، و بالفعل قرروا التخلص منه وألقوه في بئر الصحراء، حتى وجده بعض الأشخاص فأخذوه إلى مصر، و قد اشتراه عزيز مصر وقد كان سيدنا يوسف صبياً، وقد أعطى عزيز مصر يوسف لزوجته زليخا لتهتم به وترعاه وبالفعل رعته و إهتمت به حتى كبر وأصبح شاباً، و لكنها أعجبت به و أغرمت بحبه و قد راودته عن نفسه، لكنه رفض أن يخون سيده أو يفعل الحرام ، فكانت سبباً في دخوله للسجن.
قصة زليخة
و دخل سيدنا يوسف للسجن، و بعد دخوله السجن حزنت زليخا عليه حزناً كبيراً، وذهب مالها و ذهب عنها سلطانها و قد أصابها العمى بسبب البكاء الشديد والدائم على ظلمها ليوسف، وكانت تطلب الصدقة من الناس منهم من يعطيها ومنهم من لا يعطيها هكذا ساءت أحوال زليخا بعد سجن يوسف ، أما سيدنا يوسف فقد قضى في سجنه عشر سنوات، و خرج نبياً وقد أنعم الله عليه فأصبح أمين على خزائن مصر، و أصبح سيدنا يوسف صاحب جاه و سلطان، فكان يخرج في موكب عظيم يشمل علية القوم وكبار الموظفين ؛ـى يتفقد أحوال الرعية، وقد أخبر بعض الناس زليخا أن تذهب وتكلمه أثناء مرور موكبه فلربما يشفق عليها، فسبحان الله الذي يغير و لا يتغير، فنادته زليخا بصوت عالي قائلة سبحان من جعل الملوك عبيد بمعصيتهم و سبحان من جعل العبيد ملوكاً بإيمانهم و طاعتهم لله، فتنبه يوسف وسأل من تكون هذه العجوز، فجاؤوا بها و قالت له أنا من تربيت في بيتي و كنت أعتني بك، و قد أكرمت مثواك لكنى لجهلي فرطت فيك و قد أخذت جزائي و ضاع بصري وصرت ذليلة و هذا جزاء ظلمي لك و عاقبة المفسدين.
تأثر سيدنا يوسف تأثراً شديداً لكلامها، وللحال التي وصلت لها وبكى يوسف عليه السلام بكاءا شديداً، و ذهب لبيته وأخذ يفكر في أمرها ثم بعث لها رسولا ليبلغها طلب سيدنا يوسف بالزواج منها، فقالت للرسول هل يستهزأ بي الملك لقد رفضني وكنت في شبابي وجمالي، و يريدني وأنا عجوز عمياء ما حاجته بي، فذهب الرسول لسيدنا يوسف وبلغه بردها، و عندما جاء موعد موكب سيدنا يوسف و جدها تقف فسألها لماذا رفضتي طلبي قالت له إن نظرة لوجهك أحب لي من الدنيا وما فيها، فأمر أن يجهزوها و زفت إليه، وقام سيدنا يوسف يدعوا الله وهي ورائه تدعوا الله و قد دعا سيدنا يوسف أن يعيد إليها شبابها وبصرها، و قد استجاب الله لدعائه و عادت أجمل مما كانت عليه وقت راودته عن نفسه تكريماً لسيدنا يوسف الذي رفض الوقوع في الحرام، و قد جعل الله في قلب يوسف مثل حبها له فأكرمها و عاشت معه في القصر، و قام يوسف بضم إخوته وأبيه وعاشوا جميعاً في نعمة و فضل من الله.
راعيل بنت رماييل
: زوجة سيدنا يوسف هي راعيل بنت رماييل وكانت تلقب زليخا أو زليخاء، وكانت زليخا من الحسناوات الجميلات، فقد كانت من أجمل الفتيات في مصر، وكانت زليخا متكبره بسبب هذا الجمال وبسبب أناقتها، و قد كانت زوجة بوتيفار عزيز مصر و كان ذلك في عهد امنحوتب الثالث، حيث يعد من أقوى الملوك الذين حكموا مصر، وق د أحبت سيدنا يوسف و قد هامت به و لكن الله عصمه من الوقوع في الفتنة، وحفظه من الوقوع في الخطأ و ظلت زليخا باقية على حبها له حتى أذن الله لهما أن يتزوجا و يعيشا معاً.