الصبر على الابتلاء والمصائب والشدائد من الصفات التي حثنا عليها الإسلام وهي من صفات الأنبياء والمرسلين من قبلنا، فقد تعرض سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، لأشد أنواع الأذى والبلاء من قومه لكنه صبر وشكر وكان موقناً بنصر الله، فالصبر عبادة يكافأ عليها من التزم بها، فينول العديد من الفضائل على صبره.
أنواع الصبر
يمكن تقسيم الصبر إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:
- الصبر على طاعة الله تعالى: وهو حبس النفس عن فعل المعاصي، والصبر على فعل الطاعات، مثل الصلاة والصيام والزكاة.
- الصبر عن معصية الله تعالى: وهو حبس النفس عن فعل المعاصي، مثل الزنا والربا وشرب الخمر.
- الصبر على أقدار الله تعالى المؤلمة: وهو حبس النفس عن الجزع والتسخط عند المصائب والابتلاءات.
ويمكن تقسيم الصبر إلى أنواع أخرى حسب الموضوع، مثل:
- الصبر في الجهاد: وهو الصبر على مشاق الجهاد، مثل التعب والجوع والعطش.
- الصبر في طلب العلم: وهو الصبر على مشاق طلب العلم، مثل السهر والتعب وقلة الراحة.
- الصبر على الشدائد والمصائب: وهو الصبر على الابتلاءات والمحن التي تصيب الإنسان
ويعتبر الصبر من أعظم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، فهو دليل على قوة الإيمان وثباته.
نصائح تساعد على الصبر
وفيما يلي بعض النصائح التي تساعد على التحلي بالصبر:
- التوكل على الله تعالى: الصبر لا يكون إلا بتوكل المسلم على الله تعالى، وإيمانه بأن الله تعالى هو الذي يقدر الأمور كلها، ويعطي ويمنع.
- التفكير في عاقبة الصبر: يجب على المسلم أن يتذكر أن الصبر يؤتي ثماره في الدنيا والآخرة، وأن الله تعالى لا يضيع أجر المحسنين.
- الدعاء إلى الله تعالى: الدعاء من أعظم الأسباب التي تعين على الصبر، فلا ينبغي للمسلم أن يترك الدعاء إلى الله تعالى في حال الابتلاء.
وإذا تحلى المسلم بالصبر، فسوف يجد أن الصبر هو أجمل هدية يمكن أن يهديها الله تعالى لعباده، فهو راحة للقلب، وطمأنينة للروح، وسعادة للحياة.
آداب الصبر
– استخدام الصبر في أول صدمة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى).
– الاسترجاع عند المصيبة بقول: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلمٍ تصيبه مصيبةٌ فيقول إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللهم أْجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها، إلا أخلف الله له خيرًا منها).
– سكون الجوارح واللسان والاكتفاء بالبكاء دون نواح
– أن لا تظهر أثر المصيبة على المصاب بها
فضل الصبر
– إن الله أعد للصابرين جزاءً عظيماً في الدنيا والآخرة لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى
– وعد الله الصابرين بإعطائهم الخير الوفير والرزق الكثير دون حساب
فضل الصبر في القرآن
– ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ البقرة آية 153
– ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ البقرة الآيتين 155- 156
– (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ البقرة الآية 177
– (بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴾ آل عمران الآية 125
– ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ آل عمران الآية 200
– ﴿ إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ هود الآية 11
– ﴿ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ هود الآية 115
– ﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ الرعد الآية 22
– ﴿ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ النحل الآية 96
– ﴿ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ المؤمنون الآية 111
– ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴾ الفرقان الآية 75
– ﴿ أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ القصص الآية 54
– (الصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ الأحزاب الآية 35
– ﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ الزمر الآية 10
– ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ فصلت الآية 35
فضل الصبر في الأحاديث الشريفة
للصبر فضل عظيم في الإسلام، فهو من أعظم الصفات التي يتحلى بها المسلم، وهو طريق إلى النجاة في الدنيا والآخرة.
وفيما يلي بعض فضائل الصبر:
-
الصبر يرفع الدرجات ويزيد الحسنات: قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ**﴾** (البقرة: 155-157).
-
الصبر يقرب المسلم من الله تعالى: قال تعالى: ﴿وَالْبَارُّونَ الَّذِينَ يَصْبِرُونَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ (البقرة: 177).
-
الصبر يدفع البلاء: قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ**﴾** (البقرة: 155).
-
الصبر يحقق الأهداف: قال تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: 139).
-
الصبر يمنّ على المسلم بالأجر العظيم: قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (الزمر: 10).
-
الصبر يجعل المسلم أقوى وأكثر تحملًا: قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ**﴾** (البقرة: 155-157).
ولذلك، يجب على المسلم أن يحرص على التحلي بصفة الصبر، وأن يلتزم بها في كل أحواله، سواء في السراء أو الضراء