لقد خلق الله الأرض التي نزل إليها آدم عليه السلام من الجنة بعد أن عصى ربه واقترب من الشجرة المحرمة ، لتبدأ مرحلة عمارة الأرض حيث يقول الله تعالى “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ” ، ويُذكر في التفسيرات أن الله عز وجلّ قد خلق بعض الكائنات قبل آدم عليه السلام ؛ فهل تعلم من هم الذين خُلقوا قبل آدم ؟ ، وهناك بعض التفسيرات التي تتحدث عن خلائق سكنت الأرض قبل آدم عليه السلام ؛ فهل تعلم عن هذه المخلوقات شيئًا؟.

من هم الذين خلقهم الله قبل آدم

هل تعلم أنه قد ورد عن الطبري بسند عن الربيع بن أنس في تفسير الآية الكريمة التي يقول فيها الله تعالى “إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً” أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الملائكة أولًا في يوم الأربعاء ، ليخلق بعدهم الجن في يوم الخميس ، ثم جاء يوم الجمعة ليكون اليوم الذي خلق فيه آدم عليه السلام ، ويذكر أيضًا أن قوم من الجن قد كفروا ؛ فنزلت إليهم الملائكة لتقاتلهم ، وهو ما جعل دماء وفساد في الأرض.

من هم الذين سكنوا الأرض قبل آدم

لم يرد دليلًا في القرآن الكريم أو السُنة النبوية الشريفة عن وجود كائنات أو مخلوقات أخرى سكنت الأرض قبل آدم عليه السلام ، ولكن وُجدت بعض الأقوال المنقولة عن أهل التفسير من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم ، وهذه الآراء والتفسيرات هي :

الرأي الأول : هناك رأي يتحدث عن أن الجن قد سكنوا الأرض قبل أن يسكنها آدم عليه السلام ، وهم عبارة عن مخلوقات قد خلقها الله تعالى من النار ، وهذا ما ورد في تفسير الطبري نقلًا عن ابن عباس ؛ حيث قال بأن الجن هم أول قوم سكنوا الأرض ؛ وقد أفسدوا فيها حيث أنهم سفكوا الدماء

الرأي الثاني : وهذا الرأي يشير أن إلى أن الأرض لم يسكنها مخلوقات قبل آدم عليه السلام ، وقد ورد ذلك أيضًا في قول الطبري عن يونس الذي قال “أخبرني بن وهب ؛ قال بن زيد ؛ إن الله قد قال للملائكة إني أريد أن أخلق في الأرض خلقًا ، وأن أجعل فيها ملائكة ، وليس لله خلقًا وقتئذٍ سوى الملائكة ، ولا يوجد في الأرض وقتئذٍ خلق”

الرأي الثالث : هذا الرأي لا يستند إلى أسانيد صحيحة ، ويقال فيه أنه كان يوجد قوم عُرفوا باسم الحنّ وقد سكنوا الأرض ، لتأتي الجن فتقاتلهم وتسكن مكانهم في الأرض.

آدم عليه السلام

هل تعلم أن آدم عليه السلام هو أول إنسان ينتمي إلى بني البشر تطأ قدماه الأرض ، ويُعرف سيدنا آدم بأنه أبو البشر ، وقد أمر الله تعالى الملائكة بالسجود له حيث يقول الله تعالى “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ” ، وسكن آدم عليه السلام الجنة مع زوجته ولكن الشيطان أخرجهما منها ؛ حيث وسوس إليهما بمعصية الله والتقرب من الشجرة المحرمة عليهما ، وفي ذلك يقول الله تعالى “وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ” ، وبذلك نزل سيدنا آدم عليه السلام وزوجته إلى الأرض لتبدأ الحياة البشرية عليها.