النفخ في الصور في الدين الإسلامي هو حدث عظيم مذكور في القرآن، ويعد النفخ في الصور من أهم وأعظم و أول أحداث يوم القيامة العظيم، إذ أنه بعد أن ينفخ الملك إسرافيل المكلف بتلك النفخة  من قبل المولى عز وجل يموت كل الخلق ، حيث يصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ويقترن ذلك الحدث بأهوال عظيمة فيحدث انفطار للسماء وتناثر للنجوم ونسف للجبال، وتفصل النفخة بين الدنيا والأخرة، وبعد هذه المرحلة يبدأ العرض علي المولى القدير الرحيم لحسابهم عما فعلوا في الدنيا من خير أو شر، وبعدها ينقل بموجبها الأخيار إلى الجنة والأشرار إلى النار، فماذا تسمي النفخة الأولى في الصور يوم القيامة؟

معنى النفخ في الصور

يقصد بالنفخ في الصور عملية النفخ التي يقوم بها الملك إسرافيل عليه السلام الذي تم تكليفه بالنفخ في قرن يشبه البوق الذي يُنفخ فيه، وهذه النفخة تحدث صوتا مرتفعا، وقد اتفق غالبية العلماء على أن النفخ في الصور يتم علي مرتين، كل منهما لها مهمة مختلفة عن الأخرى إذ أن النفخة الأولي هي نفخة الصعق حيث كل الخلائق إلى زوال وموت وعدم ، وتكون النفخة الثانية هي نفخة البعث والنشور للعرض على القدير العليم وللوقف بين يديه للحساب عنما فعل الخلق أجمعين.

وقد قال بعض العلماء أن عدد النفخات ثلاث لا اثنتان، وإنها على التوالي حيث في النفخة الأولى يفزع الخلق، وفي الثانية يصعقون، وفي النفخة الثالثة يبعثون للعرض والحساب، ويري أصحاب القول الأول أنه بعد النفخة الأولى وهي نفخة الصعق  تموت كل الخلائق موتة واحدة فقط.

بينما يختلف الفريق الثاني فيري أنه بعد نفخة الفزع ، ينفخ مرة أخري فيموت الخلق أجمعين، ويبقون مدة لا يعلم مداها إلا الله  وفيها تتحلل الأجساد وتبلي، ثم يأمر المولى جل شأنه السماء فُتمطر مطراً، ينبت كل شيء يقع عليه، حتي الخلائق تنبت كما تنبت النباتات، عندئذ يأمر الحق تبارك وتعالى الملك إسرافيل عليه السلام بنفخ نفخة البعث، وتكون النفخة الثالثة نفخة العرض والحساب.

 ماذا تسمي النفخة الأولى في الصور يوم القيامة

 يقول الله تعالى في محكم آياته البينات في سورة الزمر في الآية رقم 68 (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ) تشير الآية الكريمة إلى أن النفخ في الصور في مرته الأولى يؤدي من شدة هوله وعظمة دويه وصوته، يؤدي إلى صعق الخلق كلهم، ولذلك تسمي النفخة الأولى في الصور بنفخة الصعق.

 ويلي تلك النفخة نفخة أخرى، تسمي نفخة البعث وهي التي يبعث بعدها الخلق لبدء الحساب وذلك بعد توسط الرسول المصطفى صلوات الله وتسليماته عليه عند ربه ليبدأ الحساب، وينقذهم من هول الموقف العظيم بأرض المحشر.

وتتم محاسبة الخلق على ما فعلوا في الدنيا والأخرة، سواء كان ما فعلوه إيمانا أم كفرا، فيعطي أهل الإيمان كتبهم بيمينهم ، ويأخذ أهل الشمال كتبهم بشمائلهم ، ويتم ذلك بعد تطاير الكتب، وبعدها توزع الأعمال وتزع المنازل فإما جنة ونعيما مقيما ، وإما جهنم النار  وبئس المصير.

 مراحل الحساب

يتم حساب الخلائق جميعهم على مراحل، حيث أنه في المرحلة الأولى يحاسب الجميع في نفس الوقت، بينما في المرحلة الثانية يطلع فيها المرء على ما قدمت يداه، وما جاء في كتابه من أعمال، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الوزن للأعمال ويُؤمَر القوي العزيز الرحمن الرحيم بعدها به فإما إلى الجنّة أو إلى النار.