تتحقق نية المسلم قبل البدء في الحج أو العمرة بتوافر النية القلبية، والاستعداد بالاغتسال وارتداء الزي المناسب، وقول دعاء الإحرام كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبهذا يُصبح الحاج أو المعتمر محرمًا، مع مراعاة أن لا يتجاوز الإحرام المواقيت المحددة له.

تعريف الإحرام

عرف علماء الإسلام الإحرام باعتباره نية أداء الحج أو العمرة أو كليهما، سواء كان المسلم مفردًا (أي يحرم بالحج فقط) أو قارنًا (أي يحرم بالعمرة والحج معًا) أو متمتعًا (أي يحرم بالعمرة في أشهر الحج، وبعد الانتهاء منها يتحلل، ثم يُحرم بالحج في حينه). وهو ركن أصيل من أركان الحج والعمرة لا يجوز إغفاله إلا للضرورة القصوى، مع ضرورة جبره بالدم (الذبح).

كيفية الإحرام

الإحرام من الأمور التي تحل في القلب وتوثَّق بالعمل، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأمور التي قام بها قُبيل إحرامه مباشرة استعدادًا له، وهي:

  • الاغتسال الكامل لجميع البدن، وذلك للرجل والمرأة، إذ ورد أنه صلى الله عليه وسلم أمر أم المؤمنين عائشة أن تغتسل للإحرام للحج وهي حائض.
  • إزالة ما اعتاد المرء على إزالته من الشعر، مثل شعر الإبط والعانة، وقص الأظافر؛ لكي لا يتضرر أثناء الإحرام حين تُمنَع تلك الأمور.
  • تعطير البدن بالمسك أو غيره من العطور الطيبة، إذ ورد عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: “كنت أُطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرمه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت”، وهو من الأمور المُستحبة، نظرًا لعدم إمكانية القيام بها أثناء فترة الإحرام.
  • التجرد من الثياب المخيطة بالنسبة للرجل، وارتداء إزار ورداء نظيفين، ويُستحَب أن يكونا أبيضين. أما المرأة فتحرم في ثيابها العادية بشرط أن تكون خالية من الزينة. ويُعَد الالتزام بزي الإحرام قبل نية الإحرام من السنن، أما بعد النية فهو واجب.
  • بعد ذلك تأتي نية الإحرام والدخول في النسك، وهي واجبة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات”، وترديد دعاء الإحرام المتعارف عليه. ويجب مراعاة المواقيت المحددة، بحيث لا يتجاوز الحاج أو المعتمر الميقات إلا وقد أحرم.

دعاء الإحرام

نية الإحرام تتحقق بالقلب والقول والفعل، فبعد الانتهاء من خطوات الاستعداد للإحرام السابق ذكرها، ينوي المحرم بقلبه، ثم يقول بلسانه دعاء الإحرام؛ فإن نوى العمرة فقط قال: “اللهم لبيك عمرة”، وإن نوى الحج فقط قال: “اللهم لبيك حجًّا”، وإن نواهما معًا قال: “اللهم لبيك عمرة وحجًّا”. ثم يبدأ في قول “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك” ثلاثًا، وتُختم بالصلاة على سيدنا محمَّد، ويُكرر الحاج أو المعتمر التلبية كلما ركب سيارة أو نزل منها أو صعد أو هبط واديًا أو قابل معارف وبعد كل صلاة.

محظورات الإحرام

بمجرد إحرام الحاج أو المعتمر تُحرَّم عليه مجموعة من الأمور حتى يتحلل من إحرامه، هي:

  • لبس الثياب المخيطة بالنسبة للرجال، ولبس الزينة بالنسبة للسيدات.
  • تغطية الشعر أو جزء منه بالنسبة للرجال، وتغطية الوجه أو جزء منه بالنسبة للسيدات.
  • حلق الشعر أو تقليم الأظافر.
  • استخدام أي شكل من أشكال العطور للبدن أو للثياب.
  • الجماع أو ما قدَّم له مما يثير الشهوة.
  • عقد النكاح للنفس أو لشخص آخر بولاية أو وكالة.