أجمع العديد من العلماء المسلمين بالاستناد على الأدلة من القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف؛ على فضل الصدقة العظيم للميت، وأفضل الصدقات أن تكون الصدقة من مال الميت نفسه، أو من مال أحد أقاربه من الدرجة الأولى لما في الصدقة من فضل عظيم يرجع إلى الميت كما سوف نوضح لكم.
انتفاع الميت بالصدقة عنه
اتفق أهل العلم أن الصدقة بوجه عام سواء كانت؛ مال، أو دعاء، أو حج، أو استغفار فهي تصل إلى الميت، وهذا بالاستدلال بالأدلة الشرعية.
قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم (1631).
وبهذه الأدلة وغيرها الكثير من الأدلة الشرعية فقد أوصانا الله تعالى، ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام بأهمية الصدقة العظيمة للميت.
أشكال الصدقة على الميت
هناك العديد من الطرق التي نستطيع بها التصدق على الميت وهي :
1-سقي الماء من أفضل أنواع الصدقات؛ مثل توزيع الماء على الناس، أو التبرع بمبرد ماء في المساجد أو الشوارع المزدحمة.
2- المشاركة في بناء المساجد.
3- توزيع المصاحف على الناس.
4- التبرع بالملابس وإطعام الناس.
5- مساعدة طلبة العلم وإعطاءهم ما يحتاجون إليه من المال.
6- غرس الأشجار.
7- المساهمة في تجهيز الجيوش التي تجاهد في سبيل الله تعالى.
الأوجه التي ينتفع بها الميت في الصدقة
هناك عدة أمور يصل تصل صدقتها إلى الميت وهي:
1-الدعاء والاستغفار للميت بعد دفنه، وكلما تذكرنا الميت، فإن هذا الدعاء يصل إلى الميت، كما قال الله تعالى (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) [الحشر: 10].
2- قضاء الصوم عن الميت الذي لم يستطيع الصيام من الأمور الضرورية على أولادة.
3- الحج عن الميت لمن استطاع ذلك.
4- قراءة القرآن الكريم على الميت.
فضل الصدقة على الميت
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها أنَّ رَجُلاً أتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ أمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسَهَا وَلَمْ تُوصِ، وَأظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، أفَلَهَا أجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قال: «نَعَمْ». متفق عليه.
وثبت في البخاري عن سعد بن عبادة: ( أن أمه توفيت وهو غائب فقال : يا رسول الله إن أمي ماتت وأنا غائب فهل ينفعها إن تصدقت عنها فقال: نعم ، فقال: أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها ) رواه البخاري برقم 2756.
وهذه الأحاديث الشريفة تدل على أهمية الصدقة وفضلها العظيم على الميت، وهي نصوص صريحة تدل على وجوب الصدقة على الميت من أهله.
فضل الصدقة العظيم على الميت
الصدقة تطفئ غضب الله تعالى، وتساعد الميت على النجاة من الدخول في النار.
تكون الصدقة كالظل للميت في يوم القيامة.
تعتبر الصدقة بالنسبة للحي دواء من الأمراض البدنية والنفسية، وشكر لله تعالى على نعمة الصحة وداها.
الله تعالى يدفع البلاء عن المتصدق سواء كان فاجرًا أو ظالمًا أو غير ذلك.
يدعو الله تعالى كل يوم للمنفق المتصدق، بعكس الممسك فإن الله لا يبارك له في رزقه.
المال كله في فناء، بعكس المتصدق فإن ما يتصدق به فهو باقي إلى يوم القيامة ينتفع به الميت والحي.
يدعى أصحاب الصدقات من باب في الجنة يسمى (باب الصدقة).
الصدقة تريح القلب وتشرح الصدر.
الصدقة دليل على صدق الإيمان لله تعالى.
الصدقة هي نوع من أنواع الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى.