تحدث الكثيرين حول فكرة عصمة الوحي ، و قيل أن الأنبياء معصومين من الخطأ ، في حين أن هذا الأمر غير حقيقي ، و قد أثبتت آيات القرآن الكريم أن الأنبياء أخطئوا كباقي البشر .
خطايا الأنبياء
خطيئة آدم عليه السلام
بدأت الخطايا البشرية عند أبو البشر آدم عليه السلام الذي لم يكن معصوما من الخطأ ، و كانت هذه الخطيئة هي التي كانت سببا في هبوطه إلى الأرض ، حينما أمره ربه بأن يستمتع هو و زوجته بكل مباهج الجنة عدا شجرة واحدة أمره إلا يقترب منها ، و لكنه حينما راوده الشيطان أكل منها فكان عقابه الطرد من الجنة ، و كانت هذه الخطيئة أولى خطايا البشر .
خطيئة نوح عليه السلام
كانت خطيئة حسبما ذكر القرآن الكريم ، حين دعى على المشركين بأن يزيدهم ضلالا و كفرا ، هذا إلى جانب أنه حين دعى ربه بأن ينقذ ابنه الذي فضل البقاء مع المشركين ، و حينها رد الله عليه قائلا قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ (47) .
خطيئة إبراهيم عليه السلام
كانت خطيئة سيدنا إبراهيم الأولى حينما ظن أن الكواكب أو القمر هو ربه ، و لكنه سرعان ما آمن بأن ربه أكبر من ذلك بكثير ، و هناك خطيئة أخرى حينما طلب من الله أن يريه كيف يحي الموتى ، وقتها رد عليه الله قائلا ( قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ ) ، و قد قال المفسرين أن هذا الأمر لم يجدر أبدا بنبي الله ، و ذلك لأنه من باب الشك في قدرة الله .
خطيئة يعقوب عليه السلام
تمثلت خطيئة سيدنا يعقوب في تمييزه لابنه يوسف عن باقي اخوته ، و بشكل خاص بعدما علم أن الله قد اصطفاه ، مما كان سببا في جحود الأخوة على أبيهم و أخوهم .
خطيئة داوود عليه السلام
كان داوود نبي الله يقسم حياته يوم للعبادة و يوم للحكم بين الناس و يوم لنسائه ، و كان له 99 امرأة ، و في يوم دعى الله أن يبتليه كما ابتلى الأنبياء ، فبينما هو يصلى تمثل له الشيطان على هيئة طير من ذهب ، فالتفت له ، فطار لمسافة فخرج من صلاته و راح ورائه ، و بينما هو وراء الطير وجد امرأة جميلة كانت تغتسل و بينما رأته استترت بشعرها ، فزاد ذلك من شهوته تجاهها ، وقتها عرف أنها متزوجة ، فأرسل و قتل زوجها و تزوجها ، و بينما كان يصلي أرسل الله له ملكين في هيئة بشر ، و دخلا له يختصمان في شأن أحدهم يملك 99 نعجة و الآخر يملك نعجة واحدة ، و يريد الأول إتمام نعاجه مائة ، فحينما اختصم لصاحب النعجة الواحدة ردوا عليه قائلين أنه كان يملك 99 امرأة ، و كان لأهريا امرأة و قد أخذها منه ، وقتها عرف أنه قد أذنب فخر ساجدا لله أربعين يوما نادما على فعلته .
خطيئة موسى عليه السلام
أما عن خطيئة سيدنا موسى عليه السلام ، فقد تمثلت في رجلان وجدهم يتقاتلان ، أحدهم كان على دينه و الآخر كان قبطي على دين المصريين في ذاك الوقت ، وقتها اختصم سيدنا موسى للرجل اليهودي ، و قام باستجماع قوته و ضرب القبطي في صدره فقام بقتله من غير قصد ، بعدها استغفر سيدنا موسى لله عز و جل و اعترف بذنبه ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) .