جاء الإسلام بالتعاليم والآداب التي تحث على الأخلاق والفضيلة حتى يعم السلام والطمأنينة جميع جوانب الحياة التي يعيشها الفرد، وجاء الرسول صل الله علينا وسلم ليعلمنا كيف نقوم على إعلاء هذا الدين من خلال نشر التعاليم السمحة فكانت البلاد الغربية يدخلها الإسلام على يد تجار العرب الذين كانوا يتصفون بالأمانة والصدق وعدم الغش في الميزان.

السوق في الإسلام

كان الصحابة رضوان الله عليهم يتعاملون في الأسواق بالبيع والشراء من أجل قضاء حاجتهم من المأكل والمشرب والتكسب من أجل التغلب على مصاعب الحياة، وقد ذكر السوق في القرآن الكريم {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} [الفرقان:20]، وجاء ذكره أيضًا في الحديث وهو عن جبير بن مطعم أن النبي صل الله عليه وسلم قال: «أحب البقاع إلى الله المساجد وأبغض البقاع إلى الله الأسواق» وقد بغض الله الأسواق لما يكون فيها من جدال وغش وحلف كذب لذلك صارت من الأماكن البغيضة لله، ولكن الحاجة اقتضت للتعامل في الأسواق من أجل الحصول على القوت بالنسبة للشاري ومن أجل تكسب المال بالنسبة للبائع، لذلك صار من الواجب التزام آداب التسوق عند النزول إلى الأسواق لتجنب المشاحنات والجدال.

آداب التسوق

– تلاوة الذكر والدعاء ومنه «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير».

– الذهاب إلى السوق وقت الحاجة، وليس الذهاب من أجل الفرجة لما فيه من إقبال عن الدنيا وانشغال عن العبادة والسوق ليس من الأماكن المحببة عند الله.

– إفشاء السلام بين الباعة والمشترين فقد قال رسول الله صل الله ليه وسلم حين سُئل أي الإسلام خير؟ قال:  « تطعم الطعام وتفشي السلام على من عرفت ومن لم تعرف».

– الصلاة على وقتها وعدم الانشغال عنها كما قال الله تعالى في سورة الجمعة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)} [سورة الجمعة: 9-10].

– السماحة في البيع والشراء كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى».
– التحلي بالأخلاق والآداب وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم وهيشات الأسواق» ويعني بها المنازعات والخصومات واللغط وارتفاع الأصوات في الأسواق.
– غض البصر للرجال والنساء كما أمرنا الله تعالى.
– الالتزام بالملابس الشرعية وعدم التبرج والتزين عند النزول إلى الأسواق.

قال الإمام النووي: أبغض البلاد إلى الله أسواقها لأنها أماكن يكثر فيها الغش، الخداع ،الأيمان الكاذبة، إخلاف الوعد بالإضافة إلى الإعراض عن ذكر الله وغير ذلك مما في معناه. فيفضل ألا يكون الشخص أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منه ، فإن ذلك شرٌ عظيمٌ، فقد روى الإمام مسلم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: ” لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته”