البلاء والابتلاء كلمتان متساويتان في المعنى، وهما يكونا ابتلاء من الله عز وجل، وهذا فيما معناه الخير والشر، وهذه الابتلاءات تكون مثل الاختبار الذي يعطيه الله سبحانه وتعالى للإنسان، والله يمنح تلك الابتلاءات إلى الناس حتى يكتشف من منهم أشد إيمانًا إلى الله عز وجل.

وما مدى تحمله الشدائد في الدنيا لكي يعوضوه في جنته، فمن الواجب أن يتحمل المؤمن الصادق، كل الأزمات التي تمر في حياته العادية، وما تكون شكوانا إلا لله عز وجل، ونصبر ونتحمل في المصائب.

مفهوم البلاء:
يأتي البلاء إلى الأشخاص الغير مقربين من الله عز وجل في حياتهم، ويعصونه، ويغضبونه في جميع أفعالهم، وهذا البلاء يأتي إليهم حتى يعودوا إلى ربهم منكسرين طالبين السماح والعفو عنها.

في كثير من الأحيان يكون هذا البلاء هو السبب الأساسي في هداية الإنسان العاصي، والله سبحانه وتعالى غفور رحيم بعبادة، لأن الإنسان في جميع حالته ضعيف لا يتحمل المصائب، فيظل متقرب من الله في جميع أمروه.

ويستمر في الدعاء لفترات طويلة حتى يرضى الله عنه، وهذا لأن الدعاء يصل إلى الله سبحانه وتعالى من بعد سبع سماوات، ويكون البلاء أنواع منه الشديد والغير ذلك، ولكن على المسلم تحمل كل هذه المصائب حتى يكون مؤمن صبور قوي الإيمان.

مفهوم الابتلاء:
الابتلاء درجة من درجات البلاء ولكن ليست قوية بل ضعيفة، وهذا لأنه امتحان من الله عز وجل للمؤمنين الصادقين، حتى يزدادوا إيمانًا على إيمانهم، أما إذا أصاب الكافرين فهذا يكون لهدايتهم مما هم عليه من كفر.

حتى يرجع الكافر إلى الله عز وجل، ودعوته ووصوله إلى درجات الهداية والإيمان، يكون هذا الابتلاء محنة شاقة وهذا هو الاختبار الذي يأتي في الحياة، فلا تخلو حياة مؤمن أو كافر من الابتلاءات وهذا بغرض أن يرجع على الله عز وجل.

ولا يصير على متاع الحياة الزائلة، ويتذكر المؤمن الله في كل وقت، ويكون على درجة رفيعة من الإيمان، وهذا يرفع مكانتهم عند الله عز وجل، ويكون له منزلة عظيمة في الجنة وهذا لأنه ظل مؤمنًا قويًا على تحمل المصائب.

الفرق بين البلاء والابتلاء:
1- جاءت الكثير من التفسيرات على تواجد الفرق بين البلاء والابتلاء، ولكن لا يوجد لهم أي دلائل تثبت أنهم كلمتان منعكستان فهما يحملان نفس المعنى الواحد، ولكن هناك كلمة تكون أخف من الكلمة الأخرى، وهي (الابتلاء) تكون أقل درجة من البلاء، وهذا كله يكون اختبار من الله عز وجل.

2- وتأتي أهمية البلاء في معرفة المسلم المؤمن الذي يتحمل كل ما يصيبه من مكروه أو شر، فالمؤمن الذي يتحمل ابتلاء الله عز وجل له مغفرة وأجر كبير.

3-ويكون الابتلاء افتعال من البلاء، وتكون صيغة البلاء هنا مبالغ بها، حتى يكون هذا من الاختبارات الشاقة.

4- يكون المؤمن مبتلي أشد الابتلاء ويظل مؤمن بالله عز وجل حتى يأتيه الأجل، وهذا المؤمن يكون له منزلة عظيمة عن الله، ويمنحه الكثير من الحسنات في حالة الصبر على الشدائد، ومن الطبيعي أن هناك كلمة مشهورة وهي أن (المؤمن مصاب) في جميع الحالات المؤمن مبتلى.

وهذا لأن الله يحبه ليس لأنه يعاقبه على أم ما في حياته، ولكن لكي يختبر ما تكون قوة تحمله وتحديد نسبة الإيمان المتواجدة في قلبه، ويكون الابتلاء في السراء والضراء وفي الفرح والحزن.

5-ويأتي البلاء على هيئة تعب أو مشقة فهذا يكون اختبار شديد من الله، وهذا لكي يخرج إنسان مؤمن من تلك المصيبة، إنسان قوي الإيمان.

عقاب من لا يتحمل البلاء والابتلاء:
الكثير من الأشخاص الذي تصيبهم أي مشكلة أو مصيبة يلجئون على بعض الحرف التي لا يصلح أن يقوم مسلم عاقل بفعلتها، فهذا يكون لها عقوبة شديدة من الله عز وجل وهي طرد من رحمته، وهذا لأنه قال في كتابة العزيز ((الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)) تدل تلك الآية الكريمة على وجود الكثير من المعاني.

وهي أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن صوروه وهو مخلوق ضعيف، ويقوم الله باختباره في بعض الأمور الصعبة في الحياة، وذلك ليعرف مدى قوة تحمله على الشدائد، والصبر في عزائم الأمور.