الحديث هو ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة . والحديث ويكون مؤكداً كما في القرآن كالأمر بالصلاة و الزكاة، أو يكون مفصلاً كما ذكر في القرآن كعدد ركعات الصلوات، وأنصبة الزكاة، أو مبيناً لحكم سكت عنه القرآن كتحريم الجمع بين المرأة وخالتها في الزواج

عن أم سلمة: أن النبي صل الله عليه وسلم كان عندها وفي البيت مخنث، فقال المخنث لأخي أم سلمة عبد الله بن أبي أمية: أن فتح الله لكم الطائف غدا، أدلك على ابنة غيلان، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان، فقال النبي صل الله عليه وسلم: «لا يدخلن هذا عليكم» [صحيح البخاري].

معاني المفردات:
المخنث: هو الذي يشبه النساء في أخلاقه وكلامه وحركاته، فإن كان من أصل الخلقة لم يكن عليه لوم، وعليه أن يتكلف إزالته، وإن كان بقصد منه وتكلف له، فهو مذموم، بل هو من الكبائر.
ابنة غيلان: كانت من أجمل نساء ثقيف.
 غيلان: هو ابن سلمة وهو الذي أسلم وتحته عشر نسوة فأمره النبي صل الله عليه وسلم أن يختار أربعًا، وكان من رؤساء ثقيف وعاش إلى أواخر خلافة عمر رضي الله عنه.

شرح الحديث:
قال العلامة ابن عبد البر في تمهيده : ( … وأما قوله: تقبل بأربع وتدبر بثمان: فالذي ذكر حبيب عن مالك هو كذلك أو قريب منه، وإنما وصف امرأة لها في بطنها أربع عكن فإذا بلغت خصريها صارت أطراف العكن ثمانية أربع من ههنا وأربعا ههنا، فإذا أقبلت إليك واستقبلتك ببطنها رأيت لها أربعا فإذا أدبرت عنك صارت تلك الأربع ثمانية من جهة الأطراف المجتمعة وهكذا فسره كل من تكلم في هذا الحديث.

والمعنى أنه كان يسمح بالمخنثين الذين تغلب عليهم الأنوثة أن يدخلوا على النساء في أيام رسول الله صل الله عليه وسلم وأن يخالطوهم فكان أحد هؤلاء موجود عند أم سلمة، وعندما دخل رسول الله عليهم سمع الحديث الذي بينه وبين أخو أم سلمة عبدالله بن أبي أمية: ” أن فتح الله لكم الطائف غدا، أدلك على ابنة غيلان، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان” وهو من وصف شكلها وجسدها، فهي امرأة جميلة ذات وجه حسن مملؤة الجسم لها ثنيات في جسمها من شدة البدانة، فعلم رسول الله صل الله عليه وسلم أن هذا المخنث لا يستأمن على مخالطة نسائه فيخرج فيقول فيهم وفيهم فمنعه من الدخول عليهم مرة أخرى.

من هم أولي الإربة من الرجال ؟
قال الله تعالى عنهم في كتابه الكريم: {أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ} [النور:31] يعني الذين ليسوا بأكفاء، وهم مع ذلك في عقولهم وله ولا همة لهم إلى النساء ولا يشتهونهن، قال ابن عباس رضي الله عنهما: هو المغفل الذي لا شهوة له. وقال مجاهد: هو الأبله، وقال عكرمة: هو المخنث الذي لا يقوم ذكره وكذلك قال غير واحد من السلف، وفي الصحيح عن عائشة أن مخنثاً كان يدخل على أهل رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم، وكانوا يعدونه من غير أولي الإربة، فدخل النبي صل اللّه عليه وسلم وهو ينعت امرأة يقول: إنها إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت بثمان، فقال رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم: «ألا أرى هذا يعلم ما ههنا لا يدخلن عليكم» فأخرجه.