وجدنا الكثير و الكثير عن تعاملات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و مواقفه مع الجميع و قد ذكر الكثيرين ، كيف أنه كان إنسانا حنونا خلوقا و ظهرت العديد من صفاته العطرة ، في تعاملاته مع المسلمين بل و الكفار أيضا ، في ذاك الوقت و باتباع سيرته العطرة وجدنا العديد من النماذج ، لتعاملات رسول الله مع الأطفال ، تلك التي علينا أن نتتبعها و نأخذه قدوة فيها .
تعامل رسول الله مع الحسن و الحسين
– ذكر الكثير من القصص في السيرة النبوية ، عن تعامل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع حفيديه الحسن و الحسين ، فقد ذكر عنه في أحد المواقف أنه قد تقدم للصلاة ، و كان بين يديه الطفلين و بينما هو يصلي ، ظل الطفلين يلعبان حوله حتى أنه كان يرفع رأسه ، أو يسجد كانا يلعبان حوله ، و يجلسان على ظهره ، و لم يكن يزيحهما عنه عند الصلاة .
– عمد رسول الله على تنشأتهم تنشأة حسنة ، و إشراكهم معه في أمور الدين ، على الرغم من صغر سنهما ، إلا أنه كان يشركهم في العديد من الأمور الهامة ، رغبة منه في تنشأتهم على حسن الإدارة ، و قد كان يقول عنهم أنهم إمامان ، و كان الجميع يعلم أن رضاه من رضاهم .
موقف رسول الله مع أبي عمير
يذكر عن أنس بن مالك ، أنه كان له أخ يدعى أبي عمير ، و قد كان رسول الله كثير الدعابة معه ، و على الرغم من تلك المشاغل العظيمة التي كانت تشغل رسول الله ، إلا أنه كان يلاطفه دائما و يتحدث معه ، عن طيره الذي كان يلقبه بالنغير .
موقف الرسول مع طفل يهودي
يذكر عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد أتى غلام يهودي مريض ، و جلس الرسول عند رأسه و قال له أسلم ، فنظر الولد إلى أبيه و قد رد عليه الأب أطع أبا القاسم ، فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم من عنده ، يحمد الله أنه أنقذه من النار .
نهج رسول الله التربوي
– أظهرت العديد من المواقف في حياة النبي ، أنه كان يعتمد على الرحمة و الرأفة و الصدق ، في التعامل مع الصغير أو الكبير ، تلك الرحمة التي تجلت في الكثير من المواقف و الأحاديث النبوية الشريفة ، و على الرغم من ذلك فلم يكن يعتمد على اللين ، في معاملة الطفل فقد كان يحاول دائما ، أن يغلظ عليهم تارة و يلين لهم تارة ، و ذلك من أجل تنشأتهم تنشأة حسنة ، و من هذا المبدأ ، فقد حاول في الكثير من الأوقات ، إشراك الأطفال في أمور أكبر من سنهم ، و قد ظهر ذلك في تعاملاته مع الحسن و الحسين ، حيث كان يهدف إلى تنشأة أئمة المستقبل .
– كان من أهم الأشياء التي يعتمد عليها النبي ، في تربية الأطفال أيضا تنشأتهم على الدين و الورع ، فلم يكن ينتظر حتى يكبر الطفل ، حتى يبدأ في تعليمه الدين ، بل كان ينتظر فقط أن يتعلم الكلام ، و ذلك اعتمادا رواية الجليل عمرو بن شعيب ، كان الغلام إذا أفصح من بني عبد المطلب علمه النبي .
– هناك الكثير من الدلائل على اهتمام النبي ، بتعليم الفتيان الصغار أسس الإيمان و التوحيد ، بطرق بسيطة فضلا عن أن النبي لم يكن يعتمد على هذه الأسس في التعليم ، على تحفيز الطفل فقط بل أنه كان يحاول النزول باستمرار لعالمهم ، و النقاش معهم و قد تجلى ذلك ، في موقف موت عصفور أخو أنس بن مالك ، حين كان يذهب النبي ليعزيه و يلطف من ألمه .