الاحتضار يكون شديد على كافة الأنفس، وهي تكون شديدة بدرجه كبيرة على الكافر، وقد تكون شديدة أيضا على المؤمن لكي ترفع درجاته وتعلو منزلته، وتقلل من سيئاته، وقد تكون خفيفة على بعض المؤمنين، وفي النهاية أن كل إنسان سواء كان مؤمن أو كافر سيمر بها.
فقد يكون هناك اختلاف بين كيفية الاحتضار من شخص لأخر، فمنهم من يعاني، ومنهم لا يحس بالموت، فينتقل من الحياة إلى موت مثل النائم الذي يكون بين اليقظة والغفوة، وليس هناك علاقة بين شدة الاحتضار وقوة الأيمان أو ضعف الأيمان، والدليل على ذلك أن رسول صلى الله عليه وسلم كان احتضاره اشد احتضار.
أعراض الاحتضار عند الأطباء
هناك أحد المعاهد في عاصمة الجمهورية التشيكية في مدينة( براغ)، حيث تم دراسة على ما يحدث للشخص عندما يحتضر حتى وفاته، وقد اتضح إن الشخص قد تظهر له شريط لذكرياته في حياته كلها، وبعدها يشاهد نفق طويل في نهاية هذا النفق ضوء ابيض، وكانت تلك الدراسة من آراء العديد من الجراحين والأطباء النفسيين الذين اطلعوا على مراحل الاحتضار عند بعض الأشخاص، دراسة بعض أقاويل بعض الأشخاص الذين دخلوا في مرحلة شبيه بالموت ثم عادوا على الحياة مرة أخرى.
أن الموت يبدأ عند الإنسان عندما يتوقف قلبه عن أداء عمله ولا يتوقف الموت بتلف الدماغ، فقد يوجد اختلاف بين الغيبوبة التي يحدث بها تلف في الدماغ ويكون هذا التلف غير كامل، وقد يعتمد لعدة سنوات وقد يرافق تلك الغيبوبة أن الذاكرة تحتفظ بالصور الأخيرة التي يراها المحتضر، أما بالنسبة لموت الدماغ ففي هذه الحالة قد يصل الإنسان إلى الموت وقد يستغرق حوالي 20 دقيقة، والجسم لا يتحمل الصمود أكثر من عشرة أيام.
وفي الغالب يكون حال موت الإنسان سريع لا رجوع منه للحياة، وقد يحدث فيه موت القلب بصورة نهائية، وتتلف أعضاء الجسم وتتوقف عن عملها، وذلك بسبب عدم وصول الأكسجين الذي يضخ مع الدم (من القلب لباقي الأعضاء الأخرى)، فبعدها يبدأ المخ بالتحلل، ثم تتحلل باقي الأعضاء وتموت، حينئذ يكون الإنسان حقيقة قد مات.
ماذا يري الإنسان قبل موته؟
قد اثبت العلم انه يوضع على عين الإنسان حاجز فيري الأشياء بمدى محدد، ووظيفة هذا الحاجز أنه يمنع ان نري الملائكة والجن، وعند الاحتضار قد يرفع هذا الحاجز، ويري الملائكة، وبعدها يحدث له تشويش في دماغه، ويتحدث عما شاهده ويهبط قلبه وتخرج الروح من القدم حتى لا يستطيع الإنسان الهروب من ألم الموت، فتنزل الملائكة إلى المؤمن ذو وجوه بيضاء
دلالات وعلامات حسن الخاتمة
ليس هناك علامات محددة يتضح من خلالها تقوى وصلاح الإنسان، فقد يظهر في بعض الأحيان بياض وجه المسلم، وقد تظهر عليه ابتسامة رقيقة، فإذا كان الشخص قد عرف عنه بالتقوى والصلاح في حياته، ثم بعد موته أشرق وجه هذا الشخص وأبيض فهذا يدل على حسن خاتمته.
وهناك أسباب لحسن الخاتمة ومنها:
– حسن الظن بالله –عز وجل-.
– اتصافه بالصدق.
– استقامته على طاعة الله تعالى.
– التوبة عند ارتكابه بعض المعاصي.
– أن يذكر دائما الموت.
– أن يصاحب دائما أهل الصلاح والخير.
– التقوى.
العلامات التي تدل على سوء الخاتمة
– ان يموت الإنسان وهو سيء الظن بالله -عز وجل-.
– ان يتمادى في ضلاله ويظل يفعل المنكر حتى موته ولا يوفق في توبة.
– ان لا يقوم بالفروض في أخر حياته حيث يدعي أنه مريض و لا يستطيع ذلك، فتضيع عليه فرائض الله بسبب سوء عمله.
– ان يحدث له كره للموت بسبب شده خوفه واضطرابه وقلقه.
– الموت يعتبر بداية وليس النهاية، أما في الجنة ونعيمها أو في النار الذي لا ينتهى عذابه.
– قد يحدث جمع بين عمله السيئ في الدنيا وظهور علامات من سوء الخاتمة مثل سواد الوجه، ورفضه لنطق الشهادتين وتكلم بما كان يقوله في حياته من ألفاظ سيئة.