في الكثير من الأوقات نتحدث عن عقوق الأبناء لآبائهم ، و نتحدث عن تلك الآيات الكريمة التي حثت على ضرورة بر الوالدين ، و الإحسان إليهم ، و لكن من منا يتحدث أو يعرف عن عقوق الآباء للأبناء ، ذلك الذي تحدث عنه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه يحدث إنطلاقا من المسئولية التي تقع على عاتق الآباء تجاه أولادهم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته ) .
أعينوا أولادكم على بركم
بات عقوق الآباء و الأمهات من أهم الأمراض ، التي تهدد المجتمع و ليس من الطبيعي ، أن نغفل عن هذا المرض ، مما يساعد على إنتشاره و زيادة فحولته ، فهناك العديد من الصور التي توضح عقوق الآباء ، و قد قال صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد ( أعينوا أولادكم على بركم ) ، و قد كان مقصده هنا أن نعطي أبنائنا من الرعاية ، و صور الإحسان ، ما يمكنهم من برنا و الإحسان لنا .
صور عقوق الاباء للابناء
التفرقة في معاملة الأبناء
هوى القلب ليس بأيدينا ، فربما نميل بمشاعرنا تجاه ابنا دون الآخر ، و لا يعني ذلك أننا نكره هذا الأبن الآخر ، و لكننا نشعر بأننا أكثر ارتياحا مع الأبن الذي نميل إليه ، و يتوجب علينا في هذا الوقت ، عدم إشعار كلا الأبنين بهذا الأمر ، لأن هذا الأمر يولد كراهية و حقد بينهم ، مثلما حدث فعليا في قصة سيدنا يوسف ، حينما كان أبيه سيدنا يعقوب أكثر ميلا له ، مما زرع الحقد و الغيرة بين الأبناء ، حتى أن أخوته حاولوا قتله ، و يذكر في هذا الصدد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رفض أن يشهد بزيادة محبته لأحد أبنائه ، و قد قال أني لا أشهد على بور .
طريقة التعامل
البعض قد يتخيل أن الشدة و القسوة في معاملة الأبناء ، هي من قبيل التربية أو أن الزيادة في التدليل ، هي الطريق لإظهار المحبة ، و هنا لابد من الأشارة إلى أن الوسطية في المعاملة هي الطريق الأمثل ، فلا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ، و لا تبسطها كل البسط ، ربما تحتاج بعض المواقف الشدة التي لا تصل إلى حد القسوة ، في حين أن مواقف أخرى تحتاج للعطف و التدليل .
الأستبداد
يشعر الآباء و الأمهات بشكل دائم بأنهم أصحاب الرأي الأصوب ، و ذلك لطول خبرتهم و مرورهم بالعديد من التجارب ، فيبدأون بالأستبداد في الرأي ، مما يؤدي إلى نقم الأبناء على آبائهم ، أو ضعف شخصياتهم ، و من صور الأستبداد بالرأي الإجبار و رفض الأشياء بشكل قطعي ، لا يقبل النقاش ، و عدم الأعتراف بالخطأ ، و عدم ترك مساحة للحرية في المنزل .
عدم الأهتمام بالطفل
من صور عقوق الأبناء و عدم الأهتمام بهم ، هو عدم اختيار أسم جيد للطفل ، مثلما حدث في قصة جعران الذي اتى لرسول الله شاكيا أبيه ، و عدم الأهتمام بصحة الطفل في صغره ، و عدم الأهتمام بحالته النفسية ، و غيرها من صور الإهمال .
أهم العوامل الخارجية التي تؤثر في عقوق الآباء
وجود علاقات محرمة
من أهم الأشياء التي تتمثل في عقوق الآباء ، هو أن يولد الطفل في جو يفتقد إلى تقوى الله ، والابتعاد عن الإهتمام بقواعد الحلال و الحرام مثل أن يشب الطفل على معرفة ممارسة أبيه أو أمه لبعض العلاقات المحرمة .
غياب الأب أو الأم
و هذا الأمر للأسف ينتشر في مجتمعاتنا بشدة ، من خلال سفر الأب للبحث عن لقمة العيش ، تاركا أطفاله مما يتسبب في عقوقهم .