التعريف بالطهارة لغة واصطلاحًا عند العلماء من كتاب فقه العبادات لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين وفقه الطهارة هو ما ينبغي على كل مسلم معرفته بالضرورة حتى تصبح صلاته وعباداته صحيحة وقد تم التعرض إلى معنى الطهارة وتوضيحه وكذلك ذكر أنواع الطهارة وتوضيح كل نوع منها مع ذكر الدليل من الكتاب والسنة.
ما هي الطهارة ؟
الطهارة في اللغة هي : النظافة والنزاهة، وفي الشرع : تقسم الطهارة إلى نوعيين طهارة معنوية وطهارة حسية، أما الطهارة المعنوية فهي: طهرة القلوب من دنس الشرك والبدع في عبادة الله، ومن الغل، والحقد، والحسد والبغضاء والكراهة، وما أشبه ذلك في معاملة عباد الله الذين لا يستحقون هذا، وأما الطهارة المعنوية فهي : طهارة البدن، وهي نوعان : إزالة الخبث وإزالة وصف يمنع من الصلاة ونحوها مما تشترط له الطهارة.
الطهارة المعنوية :
المقصود بها طهارة القلب من الشرك والبدع فيما يتعلق بحقوق الله عز وجل، وهذا هو أعظم الطهارتين، ولهذا تنبني عليه جميع العبادات، فلا تصح أي عبادة من شخص ملوث قلبه بالشرك، ولا تصح أي بدعة يتقرب بها الإنسان إلى الله عز وجل، وهي مما لم يشرعه الله عز وجل، قال الله تعالى {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ}، [التوبة: 45]، وقال رسول الله صل الله عليه وسلم « من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد » وعلى هذا فالمشرك بالله شركًا أكبر لا تقبل عبادته وإن صل وصام وزكى وحج، ولهذا وصف الله عز وجل المشركين بأنهم نجس فقال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة :28]، ونفى النبي صل الله عليه وسلم النجاسة عن المؤمن، فقال : « إن المؤمن لا ينجس »، وهذا هو الذي ينبغي للمؤمن ان يعتني به عناية كبيرة، ليطهر قلبه منه.
الطهارة الحسية :
فهي كما ذكرنا نوعان النوع الأول : هو إزالة الوصف الذي يمنع من الصلاة أي رفع الحدث الأصغر والأكبر، وذلك بغسل الأعضاء الأربعة في الحدث الأصغر وغسل جميع البدن في الحدث الأكبر إما بالماء لم قدر عليه وإما بالتيمم لمن لم يقدر على الماء وفيه قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة : 6].
أما النوع الثاني : فهو الطهارة من الخبث، أي من النجاسة، وهي كل عين أوجب الشرع على العباد أن يتنزهوا منها ويتطهروا منها، كالبول والغائط ونحوهما مما دلت الشريعة على نجاسته ولهذا قال الفقهاء الطهارة إما عن حدث وإما عن خبث، ويروي أهل السنن أن الرسول صل الله عليه وسلم صلى بأصحابه ذات يوم فخلع نعليه، فخلع الناس نعالهم، فلما انصرف النبي صل الله عليه وسلم سألهم : لماذا خلعوا نعالهم ؟ فقالوا : رأيناك خلعت نعليك فخلعنا نعالنا، فقال صل الله عليه وسلم : « إن جبريل آتاني فأخبرني أن فيهما أذى » يعني قذرًا، فهذا هو الكلام على لفظ الطهارة.