أخبرنا رسول الله صل الله عليه وسلم في حديثه عن الفرقة الناجية من النار أن اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة وأن النصاري افترقت واختلفت فيما بينها على اثنتين وسبعين فرقة، أما نحن المسلمون من أمة محمد فقد أخبرنا أننا سنفترق على ثلاث وسبعين فرقة جميعها في النار إلا فرقة واحدة سوف تنجو بنفسها من نار جهنم وعندما سئل رسول الله عن صفات هذه الفرقة فأجاب : « من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي » أي على نفس صفات وأخلاق وعقيدة ومعاملة النبي صل الله عليه وسلم هو وأصحابه.
حديث الفرقة الناجية من النار
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : « افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة” قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي » وفي بعض الروايات: “هي الجماعة” رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.
خصائص الفرقة الناجية من النار
سؤل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن أبرز خصائص الفرقة الناجية فكانت إجابته كالتالي:
أبرز خصائص الفرقة الناجية هي التمسك بما كان عليه النبي صل الله عليه وسلم في العقيدة، والعبادة، والأخلاق، والمعاملة، هذه الأمور الأربعة تجد الفرقة الناجية بارزة فيها.
– في العقيدة : تجدها متمسكة بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم من التوحيد الخالص في ربوبية الله وألوهيته، وأسمائه وصفاته.
– في العبادات : تجد هذه الفرقة متميزة في تمسكها التام وتطبيقها لما كان النبي صل الله عليه وسلم عليه في العبادات، في أجناسها، وصفاتها، وأقدارها، وأزمنتها، وأمكنتها، وأسبابها، فلا تجد عندهم ابتداعًا في دين الله، بل هم متأدبون غاية في التأدب مع الله ورسوله، لا يتقدمون بين يدي الله ورسوله، في إدخال شيء من العبادات لم يأذن به الله عز وجل.
– في الأخلاق : متميزين عن غيرهم بحسن الأخلاق، بمحبة الخير للمسلمين، بانشراح الصدر، بطلاقة الوجه، بحسن المنطق، إلى غير ذلك من مكارم الأخلاق ومحاسنها.
– في المعاملات : تجدهم يعاملوا الناس بالصدق اللذين أشار إليهما النبي صل الله عليه وسلم في قوله : « البيعان بالخيار ما لم يفترقا، فإن صدقا وبينا، بورك لهما في بيعهما، وإذا كذبا وكتما، محقت بركة بيعهما »، فهذه الميزة والعلامة لأهل السنة والجماعة، للفرقة الناجية التي كانت على ما كان عليه النبي صل الله عليه وسلم.
هل يلزم توافر أو تكامل هذه الخصائص الأربعة دون نقص ؟ وهل إذا نقص منها شيء يخرج الإنسان بذلك من الفرقة الناجية ؟
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين مجيبًا على هذا السؤال بأن النقص من هذه الخصائص لا يخرج الإنسان عن كونه من الفرق الناجية، لكن كما قال الله تعالى : { وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} [الأنعام: 132]، ربما الإخلال في جانب التوحيد، أو جانب البدع يخرج الإنسان من الفرقة الناجية، مثل أن يدخل في عباداته أو يكون الإخلال بالإخلاص وكذلك في البدع، لكن في مسألة الأخلاق والمعاملات، فالإخلال بها لا يخرج الإنسان من هذه الفرقة الناجية وإن كان آثمًا على إخلاله بذلك.