حثنا الإسلام على التحلي و التمسك بالعفو و التسامح فهما سبب في الحصول على ثواب عظيم ،و مكانة رائعة ،و المساهمة في نهضة المجتمع ،و تطوره ،و خلال السطور القادمة سوف نوضح تفصيلاً أهمية العفو ،و التسامح في الإسلام فقط تفضل عزيزي القارئ بالمتابعة .
أولاً نبذة عن العفو و التسامح .. يتعرض الإنسان للإساءة ،و العديد من الموقف المحرجة ،و المشكلات التي تحدث بينه ،و بين أشخاص آخرين قد يكونوا أقاربه أو أصدقائه أو غير ذلك ،و هذا ما يدفعه إلى التشاجر معهم ،و قد يضطر إلى مقاطعتهم في كثير من الأحيان ،و ينتج عن ذلك عدد كبير من الآثار السيئة حيث أن تعدد المشكلات ،و الخلافات في حياة الإنسان تفقده التركيز في مستقبله ،و تزيد عصبيته ،و انفعاله ،و هذا ما يصيبه بالكثير من الأمراض ،و تتسبب في القضاء على الكثير من العلاقات الطيبة التي تجمع بينه ،و بين أفراد آخرين ،و بالإضافة لذلك قد تجعله يجني الكثير من السيئات ،و من هنا تأتي أهمية العفو و التسامح .. فالعفو يعني تجاوز الفرد عن الإساءة أو الذنب .. ،و ترك العقاب ،و التسامح يقصد به السماح ،و قبول اعذار الآخرين .
أقرأ : الفرق بين الشفقة و الرحمة
ثانياً أهمية العفو و التسامح في الإسلام .. حثنا الإسلام دين السماحة ،و الرحمة على التحلي بالأخلاق ،و القيم الحميدة ،و من بينها العفو و التسامح ،و قد جاءت الكثير من الآيات القرآنية ،و الأحاديث النبوية الشريفة التي تحدثنا عن أهمية العفو و التسامح ،و فضلهما ،و يمكن إيجاز أهمية العفو و التسامح فيما يلي :-
* التخلص من العداوة ،و الكراهية ،و غرس المحبة في نفوس الناس ،و هنا نتذكر قول المولى عزوجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) صدق الله العظيم .
* يهدف العفو ،و التسامح إلى تقدم ،و نهضة المجتمع ،و القضاء على عدد كبير من المشكلات التي تنشأ بين أبنائه ،و بالطبع من أبرز ثمار التخلص من هذه المشكلات .. الإهتمام بالبناء و التعمير .
* يصبح الإنسان متمتعاً بشخصية إيجابية ،و أكثر انشغالاً بمستقبلاً ،و طموحاته التي يسعى إليها.
* الفوز بمغفرة الله سبحانه ،و تعالى ،و محبته ،و جنته يتأكد ذلك من خلال هذه الآية الكريمة .. بسم الله الرحمن الرحيم .. ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) صدق الله العظيم ،و في آية آخرى يقول بسم الله الرحمن الرحيم .. ( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) صدق الله العظيم
* الفوز بالعزة يوم القيامة .. ،و هنا نتذكر حديث النبي صلى الله عليه و سلم .. عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ( ثلاثٌ – والذي نفسي بيدِه – إن كنتُ لَحالفًا عليهِن: لا يَنقُصُ مالٌ من صدقةٍ؛ فتصدَّقوا، ولا يَعفو عبدٌ عن مَظلمةٍ، إلا زادَه اللهُ بِها عزًّا يومَ القيامةِ، ولا يفتَحُ عبدٌ بابَ مسألةٍ، إلا فتحَ اللهُ عليهِ بابَ فقرٍ ) صدق رسول الله صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .
* التسامح ،و العفو .. يزيد قدرة الفرد على ضبط نفسه ،و التخلص من الرغبة في الإنتقام ،و الإبتعاد عن الحقد ،و الكراهية ،و ما ينتج عنه ،و من هنا تبين أن العفو ا،و التسامح خير دليل على قوة الشخصية ،و ليس على ضعفها كما يظن بعض الأشخاص .
* الفوز بمحبة الآخرين ،و تقديرهم ،و بالإضافة لذلك نجد أن العفو و التسامح يسهموا في تحسين نفسيه الفرد ،و تخلصه من الأفكار السلبية ،و العادات الغير مستحبة التي تشغله عن تحقيق أهدافه الأساسية .