يعيش الأفراد في مجتمع متشابك من العلاقات الإجتماعية المتباينة ، مما يفرض علينا أحيانا التمسك ببعض الأخلاق العليا ، حتى نستطيع التعامل مع الآخرين بطريقة صحيحة ، وبالتالي يمكن الرقي بالمجتمع ، ويعتبر التسامح أحد الصفات والأخلاق التي يجب التحلي بعا قدر الإمكان.
مفاهم التسامح المختلفة
– التسامح في الدين الإسلامي : يعرف التسامح في الإسلام بأنه المبدأ الإنساني الذي يحث الإنسان على نسيان ما مضى من الأحداث المؤلمة والأذى الناتج عن بعض المواقف بإرادته ، والعزوف عن فكرة الإنتقام ، بالإضافة إلى التفكير الإيجابي تجاه الآخرين ، والحرص على عدم إصدار أحكام عليهم أوإلقاء التهم ، وأخيرا الإيمان بأن البشر خطائون وعلينا التماس الأعذار والشعور بالرحمة والعطف.
– مصطلح التسامح : يعني التسامح اصطلاحا القدرة عن العفو عن الآخرين ، وعدم مقابلة الإساءة بإساءة مثلها ، والحرص على التمسك بالأخلاق الراقية التي حث عليها جميع الرسل ، الأنبياء والأديان ، مما يعود على المجتمع بالخير عن طريق تحقيق التضامن والوحدة بين أفراده ، وتحقيق المساواة والعدل والحرية خلال احترام العقائد والثقافات المختلفة.
– التسامح لدى حقوق الإنسان : يعتبر التسامح أحد القيم المتعلقة بالحقوق التي يتمتع بها النظام الديموقراطي مثل حرية التعبير عن الرأي ، المساواة أمام القانون ، احترام الأقلية ، حقوق الأسرى وعدم إلحاق الأذى بهم ، والتسامح هنا يشير إلى تقبل اختلافات الصفات الإنسانية ، الخلقية والفكرية ، والإقرار بحقوق جميع الأفراد مع اختلاف طوائفهم ، واحترام آراء الآخرين وعدم التعدي عليهم.
أنواع التسامح
– التسامح الديني
يشمل التسامح الديني التأقلم مع جميع أصحاب الديانات السماوية ، وعدم التعصب لهم أو حرمانهم من ممارسة شعائرهم الدينية.
– التسامح العرقي
يعني تقبل الآخرين حتى مع اختلاف اللون ، العرق والأصول.
– التسامح الفكري والثقافي
يعني البعد عن التعصب لفكرة ما ، وتقبل فكر ومنطق الأشخاص الآخرين ، والتزام الأدب الحواري والتخاطب.
– التسامح السياسي
ويشير إلى ضمان الحرية السياسية بمختلف أنواعها الفردية والجماعية ، ليسود منهج أو مبدأ الديموقراطية.
أهمية التسامح للفرد والمجتمع
– يساعد الفرد على التخلص من أخطاءه والشعور بالإحراج والذنب ، حيث يمكنه مسامحة نفسه وتصيح الأخطاء التي ارتكبها.
– يزيد من رقي الأشخاص الذين يقابلون الإساءة بخلق التسامح ، ويصبحوا مليئين بالخير ، ويمتلكون نفسية سوية طبيعية بعيدا عن ما تحمله بعض النفوس من الكره والحقد والأمراض النفسية.
– يساعد التسامح على الحد من المشاكل بين المحبين والأصدقاء ، والتي تنتج عن سوء الظن وعدم إلتماس الأعذار.
– يجني الشخص المتسامح ثواث عظيم من الله عز وجل ، ويعفو عنه أخيرا .
– يعمل على تحقيق القدرة على التعايش بين الشعوب والأفراد عن طريق تقبل الإختلاف والحفاظ على حقوق الآخرين ، بعيدا عن الصراعات وانتشار الحقد والكراهية العنصرية .
– يمكن تحقيق المصالح العامة في المجتمع ، التي تعم بالتالي على الأفراد، حيث يتم ذلك خلال طرق قانونية سليمة .
– يزيد من أهمية الثقافة والعلم ، ويساعد على تفعيل الحوارات البناءة ، فيهتم الأفراد بتحقيق أعلى مراتب التعليم والثقافة ، عن طريق الطرق السليمة بدون تعدي على حقوق الآخرين .