” وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ” صدق الله العظيم في ظل تعدد الشعوب واللغات والأديان والطبائع يصعب على الجميع التعايش بسلام، ولكن وهبنا الله صفة التسامح وأمرنا به وهو الشيء الذي بإمكانه أن يجمع كل هؤلاء البشر تحت سماء واحدة دون خوف. وعلى مر العصور، كان التسامح نابعًا من داخل المرء ولا يوجد من ينظمه، ولكن استحدث دولة الإمارات العربية المتحدة وزارة للتسامح، فما الهدف منها ؟ وما هي أنشطتها ؟
الرأي العام عن وزارة التسامح
يرى البعض أن تأسيس وزارة للتسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة ليس إلا نوعًا من الوجاهة أو تحسين صورة البلد على الصعيد الإقليمي والدولي، ولكن يرى البعض الآخر أن جميع خطابات الإمارات وعلاقاتها قائمة على التسامح وتسعى إلى غرس قيم معينة في المجتمع الإماراتي مثل التسامح والتعايش والاعتدال.
وقد بذلت الإمارات العربية المتحدة جهودًا مضنية خلال السنوات الماضية من أجل ترسيخ هذه القيم داخل المجتمع، فأسست العديد من المراكز المتخصصة في نشر أفكار الدين المعتدلة ومكافحة التشدد والتطرف، كما أصدرت دولة الإمارات منذ أشهر قليلة قانونًا لمكافحة التمييز والكراهية وهو ما يصب في الخانة نفسها، فضلا عن استمرار الإمارات في استضافة العديد من الفعاليات والأنشطة العلمية والثقافية والتي تهدف إلى بناء أرض مشتركة بين الحضارات تقف بالمرصاد لدعاة الصراع الديني والحضاري والثقافي. فكل من عاش على أرض الإمارات ولو لفترة قليلة اعتبرها بلده الثانية فيحتفل بعيدها الوطني دون أن يشعر أنه ينتمي لبلد أخرى.
أسباب إنشاء وزارة للتسامح
1- التسامح قيمة إنسانية إسلامية نبيلة تظهر الوجه الحقيقي لديننا الحنيف.
2- المجتمع الإماراتي معروف بتعدديته السكانية، حيث يستضيف أكثر من 200 جنسية من دول العالم الذين يعتنقون ديانات سماوية وغير سماوية يصعب حصرها بدقة.
3- تكريس قيمة التسامح ودورها الحيوي في ضمان الأمن الاستقرار الداخلي الذي تنعم به دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو أحد سمات الجذب للبلد.
4- يعمل التسامح باتجاه معاكس لنزعات التعصب والحقد والكراهية كما يعمل ضد خرافات دعاة التدين.
أهداف وزارة اتسامح بقيادة الشيخة لبنى القاسم
أعلن نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في فبراير عام 2016 عن منصب جديد في الحكومة وهو منصب وزير التسامح، حيث تؤكد الوزيرة الشيخة لبنى القاسم أن الهدف من إنشاء الوزارة ليس شكليًا كما أشاع البعض، ولكنه هدف جوهري، ومن هذه الأهداف ما يلي :
1- غرس قيمة التسامح وتكريسها في المجتمع الإماراتي.
2- تحديد حقوق الفرد وواجباته وكذلك علاقته بالمجتمع وعلاقة المجتمع بالدولة.
3- توفير الإيديولوجيا المستنيرة للشؤون الاجتماعية والسياسية والدينية والقانونية.
4- عدم السماح للضرورات الفردية العقائدية والمذهبية بأن تطغى على الضرورات الإنسانية.
5- إلغاء الفوارق العنصرية والسياسية بين الشعوب والأمم.
6- الالتزام بحقوق الإنسان.
– تعزيز الثقافة والهوية الوطنية وتوطيد قيم الولاء والانتماء للوطن.
الرؤية والرسالة والقيم
أشارت وزيرة الدولة للتسامح إلى رؤية البرنامج الوطني للتسامح والتي تتمحور حول: مجتمع إماراتي يرسخ قيم التسامح والتعددية الثقافية، وينبذ التمييز والكراهية والتعصب، وتتلخص رسالته في لعب دور رائد في تعزيز قيم التسامح والتعددية الثقافية وقبول الآخر، ونبذ التمييز والكراهية والتعصب فكراً وتعليماً وسلوكاً في المجتمع من خلال برامج وطنية بالشراكة مع مختلف الجهات المحلية والإقليمية والدولية، في حين تتمحور القيم العامة للبرنامج حول احترام التنوع الديني والثقافي، والحوار والتعايش، والنزاهة والشفافية، والتواصل الفعال، والابتكار والمبادرة.
كما أكدت أنه كان هناك حاجة إلى أجهزة وهيئات معنية على مستويات مختلفة لتنظيم قيم التسامح وسنها وفقًا للمجتمع الذي نعيش فيه مثل، ميادين التعليم وقوانين العمل والقطاعات الإعلامية المعنية بتنمية الوعي المجتمعي، وبالتالي ظهرت وزارة التسامح إلى النور من أجل تنظيم هذه القيم وتطبيق تلك الأهداف.