تمتعت المرآة في ظل الإسلام بمكانة سامية ففي أيام الجاهلية كان من ينجب أنثى يشعر بالخجل ،و الضيق ،و يصمم على التخلص منها ،و هنا نتذكر قول المولى عزوجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) صدق الله العظيم .. جاء الإسلام ليقضي على كل هذا ،و يمنح المرآة كافة حقوقها ،و الجدير بالذكر أن لإنجاب البنات في الإسلام ،و الإهتمام برعايتهن فضل و ثواب عظيم .

الذرية الصالحة من أعظم النعم التي منحها الله سبحانه و تعالى للإنسان و من ينعم الله سبحانه و تعالى بإنجاب الإناث ،و يحرص على تربيتهن ،و رعايتهن يحظى بمكانه سامية ،و يتأكد لنا ذلك من خلال ما يلي :-

* يكون رفقياً للنبي ( صلى الله عليه و سلم )  في الجنة ..

يتضح ذلك من خلال هذا الحديث الشريف  قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ ) صدق رسول الله صلى الله علي و سلم  … ،و الجدير بالذكر أن المقصود بعال آي أنه تكفل بها ،و وفر لها كل ما تحتاج إليه من الطعام ،و الشراب ،و الكساء ،و السكن ،و كذلك  التربية الصالحة ،و الحث على التمسك بطاعة الله سبحانه و تعالى  ،و التعليم ،و غير ذلك .

* النجاة من النار و الفوز بالجنة ..

–  من يرزقه الله سبحانه و تعالى بالبنات ،و يحرص على الإهتمام بتربيتهن يحظى بالنجاة من النار ،و هنا نتذكر هذا الحديث الشريف (عن عقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «مَنْ كان له ثلاث بنات فصبَرَ علَيْهِنَّ، وأطعَمَهُنَّ وسقاهُنّ، وكساهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ (سعته وطاقته)، كُنَّ لَهُ حجاباً مِن النارِ يومَ القيامة» صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .

– وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلى الله علي وسلم ـ: «ليسَ أَحَدٌ من أمتي يعولُ ثلاثَ بنات، أو ثلاثَ أخوات، فيُحْسِنَ إليهنَّ إلا كُنَّ لهُ سِترًا من النارِ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .

– الأجر العظيم الذي يفوز به من يرزقه الله عزوجل بالإناث هو الفوز بالجنة ،و يتأكد ذلك من خلال هذا الحديث الشريف (قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ أَوْ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ وَاتَّقَى اللَّهَ فِيهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .

أخيراً .. قضاء الله سبحانه و تعالى كله خير ،و لذلك على من أصابه الحزن ،و الضيق بأن الله سبحانه و تعالى رزقه بالإناث أن يفرح بهذه النعمة الغالية ،و يسعى لتربيتهن تربية صالحة و الإحسان إليهن ،و رعايتهن ،و ذلك حتى يفوز بثواب ،و أجر عظيم .

،و لمن  يشعر بالحزن ،و الضيق بسبب إنجابه للإناث عليه أن يذكر نفسه بفضل خلفة الإناث في الإسلام  ،و عليه أن يتذكر أيضاً أن بعض الناس لم يرزقهم الله سبحانه و تعالى بالذرية الصالحة فعليه أن يحمد الله عزوجل على هذه النعمة و يهتم جيداً ببناته ،و يتأكد أنه ربما تكون الأنثى أكثر حرصاً على الإهتمام به ،و رعايته حينما يكبر من أولاده الذكور .