الصلاة هي تلك العبادة الأساسية في الدين الإسلامي ، و هي الصلة بين العبد ، و ربه فمن قطعها قطع صلته بالله جل شأنه ، وهي من أحد أركان الدين الإسلامي الخمسة بل أنها أول ما سيسأل عنه العبد ، و يحاسب عليه فإن صلحت صلح سائر عمله ، و إن فسدت فسد سائر عمله ، و الصلاة هي ذلك الفرق بين المؤمن ، و الكافر ، و كان قد فرض الله جل شأنه الصلاة على المسلمون عندما عرج بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلى ، و ذلك في ليلة الإسراء ، و المعراج ، و قد خفض المولى جل شأنه عددها من خمسين صلاة في اليوم ، و الليلة إلى خمسة صلوات في اليوم ، و الليلة ، و الصلاة هي تلك العمل الدال على حسن إسلام الفرد بل ، و محبته ، و طاعته للمولى جل شأنه ، و من هنا أتت الأهمية الكبرى للمداومة على الصلاة ، و الخوف من تركها أو التأخر في أدائها ، يحث يعاني بعضاً من الناس من مشكلة عدم الانتظام في أداء الصلاة ، و تركها لفترات ثم الرجوع إلى أدائها ، وهكذا ، و تهد تلك المشكلة من المشكلات الكبرى ، حيث أن عمر الإنسان ليس بيده ، و الأعمار بيد المولى جل شأنه ، و الأمور في ختامها إذاً فكيف النجاة إن قبض روح العبد ، و هو تارك للصلاة ، و لذلك فلابد من الاستعانة ببعضاً من الأمور التي تعينه على المداومة ، و الانتظام في أداء الصلاة .
كيفية المداومة على أداء الصلاة :- يوجد عدداً من الأمور ، و القواعد التي تعين الفرد على المداومة على أداء الصلاة ، و منها :-
أولاً :- تعظيم الله عز وجل ، و الخوف منه ، و من عقابه ، و الطمع من جانب العبد في ثوابه ، وجناته .
ثانياً :- أن يكثر العبد من الدعاء ، و ذلك يكون في أثناء سجوده بين يدي المولى عز وجل أو بعد الانتهاء مباشرة من أداء الصلاة ، و أن تكون دعوته إلى الله جل شأنه منصبة على مساعدته على المواظبة على صلاته .
ثالثاً :- أن يستعين الفرد بالله عز وجل على أداء كل العبادات ، و مداومة الاستعاذة من الشيطان الرجيم ، و الذي يجعل الإنسان يركن إلى نفسه ، و يسوغ .
رابعاً :- أن يحرص الفرد على أداء الصلاة ، و ذلك فور سماعه للأذان ، و لا يقوم بتأجيلها إلى أخر الوقت ، حيث أن الشيطان سوف يحاول جاهداً السيطرة عليه ، و منعه من أداء الصلاة .
خامساً :- أن يحاول العبد دائماً أن يكون على وضوء ، يحث أن ذلك سيجعل تفكيره أكثر في أداء الصلاة على وقتها .
سادساً :– أن يقوم العبد بعقد النية ، و العزم أمام المولى جل شأنه أن يحافظ على أداء الصلاة ، و ألا يتركها أبداً .
سابعاً :- أن يجعل الفرد دائماً ذلك الوعيد ، و الذي قد أخبرنا عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لتارك الصلاة أو المتهاون في أدائها ، و أن تكون أمام عينه دائماً الأية الكريمة قال تعالى ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) ، و الويل هو ذلك الوادي في نار جهنم .
ثامناً :- أن يحرص الفرد على أدائه لصلاة الفجر لما فيها من خير ، و بركة ، و تربية عظيمة لنفسه علاوة على تلك الطاقة الإيجابية التي ستعطيها طوال يومه ، و التي ستساعده بشكل عالي في إتمامه لأداء بقية الصلوات.
تاسعاً :- أن يحرص العبد على سماع القرآن الكريم ، و ذلك في كل الأوقات لما سيمنحه من طاقة إيمانية عالية تجعله يسارع إلى أداء الصلاة .
عاشراً :- أن يحرص الفرد على تجديد الإيمان في داخل قلبه ( لأن الإيمان يزيد ، و ينقص ) .
إحدى عشر :- استخدام المنبه من أجل أن يذكر الفرد بأوقات الصلاة أو حتى من الاستعانة بأحد أفراد الأسرة بتذكير الفرد بميعاد الصلاة ، و حثه على أدائها .
أثنى عشر :- سماع الدروس ، و المحاضرات التي تحث الفرد على المحافظة ، و المداومة على أداء الصلاة .
ثلاثة عشر :– الزيادة من الطاعات مثل الصيام أو الصدقات ، و غيرها من أعمال الخير ، و البر .
أربعة عشر :- مصاحبة الأخيار ، و الصالحين ، و أصحاب الهمم العالية ، و ذلك راجعاً إلى أن الإنسان يتأثر بشكل عالي بأصدقائه ، و الأشخاص الموجودون حوله حتى ، و إن لم يقصد لأن الصديق الصالح سوف يدلك على الخير ، و يذكرك بصلاتك أما صديق السوء فلن يذكرك ، و ذلك لأنه لم يذكر نفسه من الأساس .
خامسة عشر :- إدراك الفرد بأن الصلاة تنهى عن الفحشاء ، و المنكر ، و لذلك فإن أداء الفرد لصلواته الخمسة في اليوم ، و الليلة سوف يذكره دائماً بوجود الله جل شأنه فيجعله يخاف معصيته ، هذا بالإضافة إلى أن الصلاة كفارة لما بينها ، و بين الأخرى .
سادسة عشر :- أن يقوم الفرد بإلزام نفسه بالسنن ، و الرواتب حتى لا يحدث لديه فتوراً ، و تراخياً في أدائه للفروض .