الأم هي تلك الجوهرة الثمينة في حياة أبناءها وهي أول شخص نعرفه في حياتنا وهي تلك النبع الصافي من الاهتمام والحنان والحب لأبنائها فهي التي حملت طفلها لمدة تسع شهور إلا أنه ولد وبدأت معه رحلة التربية والاعتناء والاهتمام والرعاية فسهرت الأم بجوار ابنها الليالي غير منتظرة المقابل بل أنه ضحت براحتها ووقتها وصحتها من أجل طفلها وكل هذا بدافع من عاطفتها تجاهه وحبها له ولذلك فهي تستحق كل الاحترام والتقدير وفاءا لجهودها ولأعمالها ولتضحياتها المتعددة في سبيل أبنائها وذلك منذ أن حملت بهم إلى ولدتهم وربتهم وعملت على فعل كل شئ من أجل راحتهم ولهذا فقد حرصت كل الأمم والثقافات الإنسانية على تكريم الأم وذلك اعترافاً منها بفضلها الكبير على المجتمع فلولا وجودها لما كان يستطيع أي إنسان أن يظل على قيد الحياة ولو لبضع دقائق .

مكانة الأم وفضلها في الدين الإسلامي :- كانت قد حصلت الأم في الدين الإسلامي على أقيم و أكبر مناحي التكريم ، حيث جعل لها الدين الإسلامي المراتب العالية عن غيرها من البشر وجعل الجنة تحت أقدامها فهي ذلك الإنسان الوحيد الذي قارن الله عز وجل رحمته بها نظراً لمكانتها ، ودورها العظيم ، و الهام حيث أن الله سبحانه وتعالى جعل طاعتها ورضاها إحدى مفاتيح الجنة لعباده وجعل من معصيتها ومخالفتها أحد أكبر الذنوب بل الكبائر التي تجعل الإنسان ملقى في أعماق الجحيم والعذاب ، حيث كان وعد الله عز وجل للإنسان الذي يعق أمه ويغضبها يلقي أشد أنواع العقاب في دنياه وأخرته .

فضل الأم على المولود الجديد :- تعتبر الأم بالنسبة لمولودها كل شئ في حياته فهي التي حملته في رحمها وتحملت في سبيل ذلك الألم والتعب وهي أول بالنسبة له أول إنسان تراه عينه وهي أول من قام بإطعامه وإرضاعه من ثديها وسدت جوعه ولذلك فأن الأم هي الراعية الأولي لأبنائها في سن الصغر وهى التي تقوم بمنحهم ما يحتاجون إليه من حنان وعاطفة ورحمة وحرص .

فضل الأم على الأبناء الصغار :- وذلك يكون بحرصها عليهم عندما يكبرون ورعايتها لهم والعناية بهم فهي تلك الأم التي تحب أن ترى أبناؤها في أجمل صورهم وهيئاتهم بل وفي أحلى حلة لهم و إذا ما تعرض أحد منهم للمرض قامت على الفور بسهر الليالي بجواره في سبيل العناية به بل أخذت تدعي الله عز وجل أن يكشف عنه الهم والمرض ويشفيه وأيضاً حرصها الشديد على إطعام أبنائها كل ما يحبونه من أنواع الطعام بدون مقابل أو انتظار لكلمة شكر إلا أن تراهم سعداء وأصحاء .

فضل الأم على الأبناء المراهقين :- تمثل الأم لأبنائها المراهقين واليافعين الصديق المخلص والمقرب لهم والذي ما أن تقابلهم عقبة أو مشكلة إلا ويسارعون في اللجوء إليه ليخرجوه ما بهم من هموم أو ضيق حيث أن الأم تكون لهم وفي ذلك السن المستشار الأمين والشديد الإخلاص والتكتم على أسرارهم وأمالهم وما يرجونه لأنفسهم من طموحات وأمنيات ، حيث هي خير ناصح لهم عندما لا يستطيعون أن يتخذوا قراراتهم أو عندما يصبحون مشتتين فيها وذلك بما تملكه من خبرات حياتية وتجارب .

فضل الأم على ابنها المتزوج :- يشتد دائماً الحنين بالابن إلى أمه حتى بعد أن كبر وأصبح شخصاً مسئولاً عن أسرة وأنتقل للعيش بعيداً عن بيت أمه بل وأصبح له شريكة تشاركه حياته إلا أنه بالرغم من كل ذلك يبقى لديه الحنين الفطري إلى أمه و إلى أخذ رأيها و إلى الحنين إلى رؤيتها لأنه سوف يظل ميالاً لذلك القلب الكبير والحنون والعطوف عليه مهما كبر سنه ، و أتسعت مسئوليات حياته وتفاصيلها .

فضل الأم على المجتمع :- للأم فضلاً قوياً وكبيراً على المجتمع فهي التي تقوم بتربية ورعاية وتنشئة أبنائها بحيث يكونون تلك الثمرة اليانعة والصالحة في مجتمعهم ويقومون بأداء دورهم في بناء أمتهم والحفاظ عليها فالأم الصالحة هي الخير للمجتمع كله أما الأم السيئة فهي الشر كله لمجتمعها حيث ستقوم بتربية أبنائها وتنشئتهم بالشكل سيي مما يعمل على أضرار المجتمع وانتشار الآثار السلبية به مثل الفساد بصوره المتعددة مما سيعمل على الحد من تقدمه وتطوره حيث أن علاقة الإنسان بأمه هي من أشد وأقوى أنواع العلاقات الإنسانية فمنذ أن خلق الله جل شأنه الإنسان واستخلفه في أرضه إلا والإنسان في احتياج دائم إلى أمه في كل مراحل حياته منذ أن كان جنيناً في رحمها إلى أن أصبح مولوداً ثم طفلاً ثم صبياً ثم رجلاً ولذا كان الاحتفال بعيد الأم في جميع أنحاء العالم على اختلاف ثقافته وديانته تقديراً من الجميع بدورها وفضلها الكبير .