الدين الإسلامي هو في الأصل دين الرحمة والإنسانية والرقي ، حيث أنه مفهوم الرحمة والإنسانية به ليس قاصراً على بني البشر فقط دون غيرهم بل أن ذلك المفهوم فيه هو مفهوم ممتد ومتسع فهو يشتمل على كل المخلوقات ، و الكائنات الحية الأخرى سواء كانت طيور أو حشرات ، أو حيوانات بأنواعها فالدين الإسلامي قد أمر الإنسان المسلم بأن يكون شديد الرحمة بالحيوانات بل أنه قد أوجد الكثير من الحقوق على كاهلنا كبشر لها حتى وصل الأمر إلى أنها من الممكن أن تكون سبباً مباشراً في دخولنا الجنة ونيل رضوان الله عز وجل في حالة أن قمنا برعايتها والشفقة عليها والقيام بإطعامها والإحسان إليها أو دخولنا النار ونيل السخط والغضب من المولى عز وجل في حالة إذا أسأنا إليها عن طريق منع الطعام أو الشراب عنها ، أو تعذيبها بأي شكل كان ، و لو كان مجرد تعريضها إلى الأعمال الشاقة والمتعبة للغاية وقد كان حرص الدين الإسلامي واضحاً وجلياً للغاية في ذلك الأمر لدرجة أنه وضع القواعد والضوابط لكيفية التعامل مع الحيوانات لتكون تلك الضوابط واللوائح هي خطنا الأحمر الذي لا تتعداه وفي ذلك لأكبر دليل على رقي ، و إنسانية الدين الإسلامي الحنيف في نظرته حتى للحيوانات على أنها مخلوقات لها أهميتها وأيضاً له حقوقها علينا ودورها المناط به تأديته في الحياة .

أهم الحقوق الواقعة على الإنسان المسلم تجاه الحيوانات :- يوجد العديد من الحقوق والواجبات على الشخص المسلم تجاه الحيوانات ومن أهمها .

أولاً :– حق الحيوان في الرعاية السليمة والإحسان إليه عن طريق تهيئة مكاناً مناسباً له والقيام بتوفير الطعام والشراب له فيه ومعاملته بالرحمة والشفقة .

ثانياً :- حق الحيوان حتى في حالة ذبحه فقد أكد الدين الإسلامي على أن يراعي إلا يرى الحيوان وهو يذبح السكين التي سيذبح بها وأن يكون شديد الحرص على حسن عملية الذبح ويراعى بها عدم تعذيب الحيوان ، حيث قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله كتب الإحسان على كل شئ فإذا أقتلتم فأحسنوا القتلة وإن ذبحتم فإحسنوا الذبحة  وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ) ، و في الحديث الشريف خير دليل على وجود حقوق في رقبة الشخص المسلم تجاه الحيوان .

ثالثاً :- تحريم الدين الإسلامي لدماء الحيوانات أو أن يتم قتلها لمجرد أذيتها حيث كفل الدين الإسلامي الحماية الكاملة للحيوانات ، و منع منعا باتاً تعذيبها بأي شكل من أشكال التعذيب المختلفة مثل التسلية ، أو مصارعة الديكة أو حبسها أو تركها دون طعام أو ماء .

رابعاً :- من حق الحيوان على الشخص المسلم أن يقوم ويسارع بدفع أي ظلم واقع على هذا الحيوان مثل نهى أي شخص يقوم بتحميل الحيوان أي حمولات زائدة عن قدرته ومنعه من ذلك.

خامساً :- من حقوق الحيوان حقه في وقايته من الإصابة بالأمراض ، و ذلك من خلال توفير الرعاية الصحية والطبية اللازمة له ، و في حالة إذا أصيب حيوان بمرض فإنه يتوجب على الفور عزله عن بقية الحيوانات الأخرى حتى لا ينتشر المرض من المصاب إلى السليم منها .

خامساً :- من حقوق الحيوانات في الإسلام توفير بيئة سليمة ، و نظيفة لها لكي تسكنها ، وتكون لها تلك المكان الأمن الصالح لحياتها .

سادساً :- من حقوق الحيوانات في الإسلام حق الحيوان في عدم تغيير خلقته أو وسمها في وجهها أو العمل على إحداث أي تشوية لصورتها ، أو إيذاؤها بأي شكل مثل قطع ذيلها أو كيها بالنار فقد جاء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لعن من ضرب أو وسم في وجه الحيوان ).

سابعاً :- من حق الحيوانات في الدين الإسلامي عدم القيام بإجراء التجارب العلمية الغير مضمونة والمضرة عليها والتي قد تتسبب في إحداث الأذى لها مثل عمليات الاستنساخ لها أو العمل على تهجينها مع حيوانات أخرى مختلفة عنها من الأساس أي ليست من نفس النوع ، ولذلك فقد جاء تحريم العلماء المسلمين لعمليات الاستنساخ الأخيرة التي قامت بها بعضاً من الدوائر العلمية في أوروبا للحيوانات ، واعتبرتها تغيير لخلق الله ، و تغيير لسننه في كونه .