هو مطلب الآباء جميعاً ومرتجاهم وحلمهم في تربية أولادهم أن يصيروا آباء ناجحين، فيحسنون تربية أولادهم ويخرجون جيلاً حسناً صالحاً يفخرون به ويشعرون بالسعادة للنجاح في تلك المهمة الشاقة. ولشديد الأسف فإن كثيراً ما يتمنى الآباء ذلك وهم في حالة أشد ما تكون بعداً عما هو مطلوب منهم أن يطبقوه أو يكونوا عليه للوصول إلى مبتغاهم وهدفهم. في هذا المقال سنتحدث عن كيف تكون ابا ناجحا.
كيف تكون ابا ناجحا
• الاب و الزوج
العلاقات داخل الاسرة تتداخل بشكل كبير مهما حاولنا الفصل فيها فهناك نقاط تداخل فيما يخص تربية الابناء فان يكون رب الاسرة ابًا ناجحًا فذلك يرتبط بكونه زوج ناجح بشكل كبير , فالزوج الناجح يستطيع تهييئ الاجواء الاسرية التي تكون خالية الى حد كبير من المشكلات و المؤثرات النفسية السلبية كما انك تجده معين للزوجة للقيام بواجباتها نحو الابناء .
• الثقافة
يجب على كل اب ان يعمل على تثقيف نفسه و ان يتعلم فن التربية و اساليبها و المداومة على الحصول على المعلومات الجديدة من خبراء التربية للحصول على ما ينفعه.
• الصبر
يجب ان يتعلم كل اب الصبر على الاولاد و يعتبر الصبر واحدة من المهارات الابوية الهامة فقد حذر الخبراء من التعامل بشكل غاضب بكثرة مع الابناء و كذلك يحذرون من ضرب الابناء و بخاصة في لحظات الغضب , فهذا النوع من العقاب لا يؤدي الى تعليم بل هو مجرد وسيلة ينفس بها الآباء عن غضبهم .
• الصداقة
عندما يكبر الابناء قليلًا يجب على الاب ان يبدأ في التعامل معه بشكل مازح من وقت لآخر و يحاول ان يقترب منهم و يسالهم عن ما يحب و ما يحزنه و ما يفرحه او ما يؤرقه او لا يعجبه عن الآمال و الطموح الذي يتمنوه , فهذه اللقاءات من وقت لآخر و هى ما يمكن ان نطلق عليها لقاءات المصارحة مهمة في عملية التربية حيث تمثل نوع من التفريغ النفسي و الوجداني للابناء .
• الفعل قبل القول
الابناء بحاجة الى القدوة الحية التي توجد في حياتهم و ليس الى من يراهم في شاشات التليفزيون او الملاعب , لذا فان الفعل هو افضل النماذج التي تفيد مع الابناء فهى اقوى من اي كلام و يعتبر الاب هو هذه القدوة الفعلية , اي ان افعاله يجب ان تكون هى المعبر عنه بين ابناءه فهى تختصر الجهد فمثلًا الاب المصلي او الاب و الام المصلين لن يجدوا الكثير من الصعوبة في في دفع ابنائهم للصلاة فالطفل يحاكي تصرفات اهله قبل ان يتعلم النطق .
• اصلح طبيعتك لا ظواهرك
الابناء لا يكتفون باستقاء سلوكهم من ظاهرنا بل يتعدوا ذلك الى مستويات اعمق مما يصل اليه ظننا , لذا فالاب يعش في بيته على طبيعته و يتصرف دون تكلف مما يدفعه الى التصرف دون المحافظة على وقاره ولا يراعي ان طفله يقوم بتقليده , يجب ان تعرف ان الاطفال يلاحظون حتى التفاصيل الدقيقة في الاخلاقيات التي يتبعها اهله في المنزل لذا اذا قمنا بادراك ذلك نستطيع مرعاة تصرفاتنا و عاداتنا و طبائعنا امام ابنائنا و نعمل على تعديلها حتى يكتسب منا الابناء افضل العادات و السلوكيات و الاخلاق .
• الرفق قائد البيت
الاب الرفيق مع ابنائه و في منزله يساعد على ايجاد استقرارًا نفسيًا لديهم و اكسابهم قلوبًا رحيمة بالضعيف , كما يتوفر العطف بين افراد الاسرة , اما الاب القاسي ينتج ابناء يتمتعون بالقسوة , عن عبد الله بن جعفر ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل أحدنا بين يديه والآخر خلفه حتى يدخلنا المدينة” , يقع الكثير من الآباء في فخ المعاملة القاسية و غير الرحيمة مع ابنائهم فيتسببون في اصابتهم بجروح عميقة يمكن ان لا يستطيع التخلص منها و شفاؤها حتى بعد مرور الكثير من السنين .
• الحزم الى جانب الرفق
لا يعني ان يكون الاب رفيقًا و رحيمًا بابنائه ان يتجنب او لا يقوم بانتهاج الحزم في المواقف التي تتطلب ذلك فلا يمكن ان يرى الاب ابناءه يقومون بفعل الامور السيئة و لا يتخذ موقفًا حازمًا و قويًا حتى تترسخ في نفوس الابناء القيم و الاخلاقيات و جعلها خلق ثابت في طبائعهم .
• المنهجية
يجب على كل اب ان يتبع منهج معين للتعامل مع ابنائه و من افضل المنهجيات التي يمكن اتباعها في تربية الابناء ان تبدأ بالتحبيب و الترغيب لا الترهيب و يتم اللجوء لاسلوب الترهيب و التحذير آخر الاساليب , كما يجب الابتعاد عن العصبية و التشنج في تطبيق التعاليم و الضوابط.