انتشر في الفترة الأخيرة ما يسمى بالطلاق الصامت، وهو عبارة عن انفصال الزوجين رغم أنهم مازالوا أزواج، وبمعنى آخر زواج على الورق فقط، ولكن للأسف هذا النوع من العلاقات تكون منعدمة النقاش، والزواج ليس معناه الحياة في منزل واحد، ولكن مشاركة في كل تفاصيل الحياة، فالزواج وجد لتعمير القلوب قبل البيوت وليس لخرابها وغمرها بالسكوت، لأن النتيجة ستكون أجساد بلا روح.

ما هو الطلاق الصامت ؟

– هو انفصال غير رسمي للعلاقة الزوجية، فيظل الزواج ساري أمام الجميع، لكن داخل المنزل فهو زواج على الورق فقط

– هو أن تسود بين الزوجين حالة من الجفاف العاطفي والانفصال العقلي، فيعيش كل طرف منهم بمفرده وليس له أى علاقة بالآخر.

– هو أن يعيش الزوجين حياة كاذبة من أجل الأبناء، للحفاظ على الشكل العام أمام المجتمع.
– هو أن يمر الزوجين بحالة نفسية فيشعر فيها أحدهم بمشاعر سلبية تجاه الطرف الآخر تجعله لا يتقبله في حياته من جديد.

أسباب الطلاق الصامت

– البرود الجنسي والعاطفي

وهي حالة الملل من الروتين أثناء العلاقة الجنسية ، والشعور أنه مجرد تأدية واجب وروتين يومى ممل، فيجبر أحد الطرفين على النفور ورفض هذه العلاقة.

– التعنت والأنانية

الأنانية فكل طرف يريد كل شيء لنفسه, ولا يدرك هذا الطرف أن الآخر له حقوق عليهم, ولذلك فمع مرور الزمن تتولد ردة فعل عكسية فيلجأ إلى التمرد والنفور.

– تراكم المشاكل وغياب الكلمة الحسنة

من الطبيعي في أى علاقة أن تمر بالكثير من المشاكل, لكن الغير الطبيعى هو تأجيل حلول هذه المشاكل أو عدم الوصول لحل من الأساس، فتراكم مشكلة صغيرة فوق أخرى تبني حائط بينهم من الصعب إزالته.

– عناد وصمت الزوجين

العناد بين الزوجين بسبب تمسك كل طرف برأيه، وعدم السماح بأي نوع من أنواع الحوار بينهم، فالزوج لا يسمع المشاكل الى تمر بها زوجته، والمرأة تتعمد الصمت حتى لا يتهمها بخلق المشاكل.

– الاختلاف الشخصي

اختلاف الثقافة والبيئة أو اختلاف السن والتعليم، قد يتسبب في عدم تكيف أحد الأطراف مع الآخر، ومن الممكن أن يكون الاختلاف فى الطموح والهوايات والقناعات، أو عدم وجود رابط مشترك في طريقة تفكيرهم.

– ضغوطات مادية

غلاء المعيشة وعدم استطاعة الزوج أن يقوم بسد احتياجات الأسرة، أو ضغوطات من الحياة بسبب الانشغال بتعليم وتربية الأولاد والعمل.

– الرهبة من شبح الطلاق

الخوف من نظرة المجتمع والناس للطرفين وخصوصاً للمرأة المطلقة في حالة وجود أولاد.

– التقيد

في حالة شعور طرف منهم بأنه مقيد ومسلوب الحرية فى اتخاذ قراراته أو في تحقيق أحلامه أو أهدافه التى يتطلع إليها, فيشعر أن الزواج ما هو إلا سجن يقيد حريته.

أثر الطلاق الصامت على الأبناء

– ضياع الأبناء بسبب هروب بعض الأبناء من المنزل والتهرب من التعليم والمدرسة والإهمال.
– إصابة الأبناء بتبلد المشاعر وعد الإحساس،بسبب البيئة التي يعيشون فيها وانعدام الجو الأسرى الذي يحث على المشاعر الكريمة والحب والمودة والرحمة.

– اختفاء القدوة فى المنزل، فيلجأ للبيئة الخارجية حتى يبحث عنها وهو الشيء الذي قد يتسبب في ضياع الأبناء عند اختيارهم الخاطئ للقدوة والذي قد يؤدى إلى كارثة حقيقة.

– كثرة المشاكل والخلافات بين الوالدين قد تعرض الأبناء للإصابة بالأمراض النفسية.
– تكوين الأبناء لمشاعر عدوانية تجاه الوالدين مما يشعرهم بالسخط عليهم.

– التسبب في عقدة نفسية للأبناء، فيكرهوا الزواج فيما بعد من كثرة المشاكل فى حياتهم.
– يتعرض الأبناء لاضطراب الشخصية والانحراف السلوكي المشبع بالعدوانية.

– يصنع الطفل مقارنات مستمرة بين أسرته والأسر الموجودة حوله، فيجد أسرته المتفككة بينما يجد الحياة الأسرية التي يعيشها الآخرين متماسكة ومترابطة، فيولد لديه الشعور بالإحباط ويكتسب شعور عدواني مليء بالحقد تجاه الجميع وبالأخص أطفال الأسر السليمة.

الوقاية من الطلاق الصامت

– التعود من بداية الزواج على انشاء لغة للحوار في حل المشاكل فى وقتها حتى لا تتراكم، وأن تكون الصراحة هي التي تسود العلاقة الزوجية.

– أن يعرف كل طرف حقوقه وواجباته تجاه الطرف الآخر وعدم الاعتماد على طرف واحد يكون متحمل المسئولية كاملة.

– أن يدرك الطرفين جيداً أن الزواج عملية مشاركة، وليس حلبة مصارعة للشباك والخناق،ولنجاح هذه العلاقة يجب أن يساعد كل منهما الآخر فى ذلك.

– التوفيق فى اختيار شريك مناسب للحياة الزوجية وليس شريك مناسب للحياة العاطفية فيجب اختيارما يناسب ثقافتك وعمرك وطموحاتك، حتى لا تظلم أبناء ليس لهم أي ذنب في اختياراتكم الخاطئة.