تعد الصلاة عبارة عن مجموعة من الأفعال والأقوال الخاصة، وهذه الأفعال والأقوال يكون أداؤها بناء على طريقة معينة وعادة ماتكون هذه الطريقة مرتبة ومنظمة، فلا يسبقها شيء عن الأخر وكذلك لايتأخر شيء بها عن الأخر، ويجب على المسلم إذا رغب بالصلاة أن يقوم بمجموعة من الخطوات قبل البدء بها ولعل أولى هذه الخطوات هى الوضوء بطريقة صحيحة ووفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ثم يقوم بستر العورة ويستقبل القبلة ويكبر تكبيرة الإحرام ليعلن بدء الصلاة.
وأما عن تكبيرة الإحرام فتبدأ من خلال رفع يديه، بحيث تكون اليد اليمنى فوق اليد اليسرى ثم يتم وضعها على الصدر، ويقرأ المصلي في البداية دعاء الإستفتاح وهو ” اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبَرَد”، وقراءة بعد ذلك سورة الفاتحة وقراءة سورة صغيرة، ولكن هناك بعض الأوقات التي ينهى بها عن الصلاة وهذا ماسوف نتعرف عليه من خلال المقال.
ماهي الأوقات المنهي عن الصلاة فيها
من الجدير ذكره أن هناك بعض الأوقات التي نهى بها الله عز وجل عن الصلاة، حيث أكد الشرع على أن هناك بعض الأزمنة التي تم النهي بها عن القيام بالصلاة، ومن هذه الأوقات هى من طلوع الفجر لإرتفاع الشمس، وكذلك عند قيام الشمس في وسط السماء حتى تختفي ناحية الغرب، وعقب صلاة العصر أيضًا ناحية غروب الشمس.
وتعد هذه الأوقات السابقة هى الأوقات التي نهى بها الله عزوجل عن الصلاة، ولكن على خلاف ذلك يستثني منها ذوات الأسباب مثل صلاة الطواف عقب صلاة العصر أو عقب صلاة الصبح، وكذلك عقب صلاة الكسوف، ويستثني أيضًا من ذلك سنة الفجر حيث يصليها عقب طلوع الفجر، ولا يجوز الزيادة بها بل تصلى ركعتين فقط، فلقد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر لا يصلي فقط إلا ركعتين خفيفتين وهما سنة الفجر، وإن لم يقم بصلاتها قبل الفجر في بعض الأوقات بسبب ضيق الوقت أو لأسباب أخرى منعته من أن يؤدي الصلاة فكان يقوم بصلاتها عقب صلاة الفجر، وفي حالة إذا أخرها لإرتفاع الشمس فكان ذلك أفضل له.
مكانة الصلاة
تعد الصلاة من أهم الفرائض والعبادات التي فردها الله سبحانه وتعالى على جميع عباده، ولها أهمية كبيرة في الدين الإسلامي مما جعلها تتميز عن جميع الفرائض الأخرى فلقد قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في مرضه ” اللَّهَ اللَّهَ الصَّلاةَ وما ملَكت أيمانُكم، قالت: فجعلَ يتَكلَّمُ بِهِ وما يَفيضُ”، والصلاة تعني اتصال بين العبد وخالقه، فهى تخفيف للهموم التي تدخل بقلب المسلم، وتخلصه من أي حزن أو غم، وتؤدى الصلاة بطريقة معينة، ولكن تختلف الصلوات عن بعضها البعض في عدد الركعات، كما أن الصلوات تختلف أيضًا في الهيئة وكذلك في الطريقة مثل صلاة العيد وصلاة الجنازة.
نوع الصلاة المنهي عنها
لقد نهى الدين الإسلامي عن الصلاة في بعض الأوقات ومن هذه الأوقات:
1- صلاة النفل المطلق وهى الصلاة التي لم ترتبط بوقت معين، حيث يعد هذا النوع مكروه ومحرم.
2- أنواع مختلفة من الصلاة ماعدا النفل المطلق وقسم العلماء هذا النوع لأكثر من نوع فعند الحنيفة يقصد به تحريم كافة أنواع الصلاة المختلفة في أوقا معينة ويشمل كل من سجدة التلاوة وكذلك أيضًا صلاة الجنازة.
الحكمة وراء فرض الصلاة على المسلمين
تتميز الصلاة بقدرتها على ضبط سلوك الفرد كل يوم، بالإضافة لأهميتها في قول الأفعال والكلام الحسن مثل الصدق والأمانة وكذلك العدل والرحمة والتواضع، وتلعب الصلاة أهمية كبيرة في التخلص من الصفات السيئة مثل الكذب والغش والعدوا والشر، ويتضح ذلك في قول الله عز وجل ” وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ” ، كما أن الصلاة تجعل المرء يحاسب نفسه ويتخلص من جميع الذنوب، فالصلاة تعد محطة يومية يقوم بها المسلم خمس مرات، ويحاسب بها المسلم عن نفسه، كما أن الصلاة تعمق جميع معاني الأخوة والمحبة والمساواة بين جميع المسلمين، فتشريع الصلاة جاء بغرض تحقيق جميع المعاني النبيلة والسامية في كافة المجتمعات المختلفة.