أبو رغال هو شخصية عربية وصف على أنه رمز الخيانة، حتى كان يصف كل خائن عربي بأبي رغال. للعرب قبل الإسلام كان شعيرة تتمثل في رجم قبر أبو رغال بعد الحج. و هذه الشعيرة ظلت في الفترة بين غزو أبرهة الأشرم حاكم اليمن من قبل النجاشي ملك الحبشة عام الفيل و حتى ظهور الإسلام.
قصة ابو رغال
قال الله تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ).
جاء في الطبري ان النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بقبر أبي رِغال، فقال: أتدرون ما هذا؟ ، قالوا: الله ورسوله أعلم! قال: هذا قبر أبي رِغال؟ قالوا فمن أبو رِغال؟ قال: رجل من ثمود ، كان في حرم الله، فمنعه حرم الله عذابَ الله، فلما خرج أصابه ما أصاب قومه، فدفن هاهنا، ودفن معه غصن من ذهب! فنزل القوم فابتدروا بأسيافهم، فبحثوا عليه، فاستخرجوا الغصن.
وجاء في ابن كثير قال الإمام أحمد: أن غيلان بن سَلَمة الثقفي أسلم وتحته عشرة نس فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اختر منهن أربعا. فلما كان في عهد عمر طلق نساءه، وقسم ماله بين بنيه، فبلغ ذلك عمر فقال: إني لأظن الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك فقذفه في نفسك ولعلك لا تمكث إلا قليلا. وايم الله لتراجعنَّ نساءك ولترجعن في مالك أو لأورثُهن منك، ولآمرن بقبرك فيرجم، كما رجم قبرُ أبي رِغَال .
ابو رغال وخيانته للعرب
وأبو رغال يعد الدليل العربي لجيش أبرهة، فالأحباش كانوا لا يعرفون مكان الكعبة وكلما جاؤوا بدليل من العرب كي يدلهم على طريق الكعبة كان يرفض مهما عرضوا عليه من مال، ولم يقبل هذ الا أبو رغال فكان جزاؤه من جنس عمله أن وصف كل خائن للعرب بعده بأبي رغال.
وان أصل الموضوع أن أبرهة الحبشي بنى بيتا سماه القليس وكان يريد أن يحول العرب من الحج للكعبة إلى الحج لبيته الذهبي باليمن وكان مستحيل للعرب أن يتحولوا عن بيت الله حتى لو نصبوا فيه الأصنام فغاط أعرابي في بيت أبرهة يوم تدشينه وافتتاحه فاقسم أبرهة ليهد الكعبة التي يصر العرب على الحج اليه دون بيته القليس الذي بناه باليمن وقام بتجهيز جيشا كان يتقدمه فيل لهدم الكعبة ولكنه هو وجنوده كانوا لا يعرفون الطريق إلى مكة.
فهم أحباش فكانت الحاجة لدليل كان لا يرضى بهذا العمل من بين عرب اليمن احد سوى أبو رغال و أبرهة تقدم خلف دليله نحو بيت الله ولم يستطع أهل مكة وزعيمهم عبد المطلب بن هاشم صد الجيش واستولى الجيش على إبل لزعيم مكة عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الذي امر بإخلاء مكة من سكانها وصعدوا لجبالها تاركين البيت لربه يحميه فهم في ذلك الوقت لا قبل لهم بجيش أبرهة وعندما قابل عبدالمطلب بن هاشم أبرهة ليفاوضه طلب منه الإبل قائلا أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه وأرسل الله عز وجل على جيش أبرهة الأشرم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول وهلك الجيش ومعهم أبورغال وبقى بيت الله كما ولد في عام الفيل محمد رسول الله 571م
فقال نفيل في ذلك:
ألا حييت عنا يا ردينا * نعمناكم مع الإصباح عينا
ردينة لو رأيت فلا تريه * لدى جنب المحصب ما رأينا
إذا لعذرتني وحمدت أمري * ولم تاسي على ما فات بينا
حمدت الله إذ أبصرت طيرا * وخفت حجارة تلقى علينا
وكل القوم يسأل عن نفيل * كأن علي للحبشان دينا
كما يشار إلى أبي رغال في كتب التاريخ العربي بازدراء واحتقار لأنه لم يعرف عن العرب في ذلك الحين من يخون قومه مقابل أجر معلوم.
واصبح يطلق لقب أبو رغال على كل من خان قومه لمصلحته الخاصة.
قبر ابو رغال
عن بن أمية عن بجير بن أبي بجير قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين خرجنا معه إلى الطائف فمررنا بقبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا قبر أبي رغال وكان بهذا الحرم يدفع عنه فلما خرج أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه معه فابتدره الناس فاستخرجوا الغصن.
وفي لسان العرب : ان أبو رغال كنية وقيل انه كان رجلا عشارا في الزمن الأول وكان جائرا فقبره يرجم إلى اليوم وقبره بين مكة والطائف ، وكان عبدا لشعيب عليه السلام .
و قال جرير :
إذا مات الفرزدق فارجموه كما ترجمون قبر أبي رغال