ما أعظم الوفاء والمحبة بين البشر لبعضهم البعض ، وما أجمل أن يكون الوفاء بين الأقارب والأهل أيضآ ، والأجمل من ذلك كله هو أن يكون الوفاء ، والمحبة ، والمودة عنوان للعلاقة بين الرجل وزوجته ، لكن تتغير هذه المفاهيم بين كثير من البشر بعد وفاة أحد الزوجين ، فينشغل الطرف الآخر بحياته وعمله وينسى حبه لشريك حياته الذي طالما كان مستمرا لسنوات طويلة ، لذلك تستوقفنا دائمآ قصص وفاء الأزواج لزوجاتهم بعد الوفاة وليس في فترة حياتهم فقط ، هنا يتجسد الوفاء والحب الحقيقي ، الذي لا يتغير بالظروف ، ولا يوقفه الموت ويمنعه ، أو حتى ينقص منه .
سعودي يقبل قبر زوجته : وقد اشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة منذ يومين بصورة رجل مسن سعودي يجثو على قدميه ليقبل قبر زوجته التي توفت منذ فترة ، ويبكي في تأثر شديد ، فكانت الصورة مؤثرة ومحركة لمشاعر الكثيرين من مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة ، نظرآ لصدق هذا الرجل المسن في التعبير عن وفاءه لزوجته ، حتى بعد وفاتها ، فقد توفيت هذه الزوجة منذ 5 أشهر مضت ، وكان الرجل يقبل قبر زوجته في تأثر شديد ، وهو جاث على قدميه ، وكان حفيده يساعده ، ويسنده ، في صورة أثرت في آلاف المواطنين السعوديين ، على شبكات التواصل الإجتماعي .
والزوج هو رجل سبعيني ، يبلغ حوالي 75 عامآ ، واسمه دخل الله مطلق السرحاني ، وتربطه قصة حب طويلة مع زوجته ، التي فارقته منذ 5 أشهر مضت ، ليصاب بعدها بمضاعفات صحية خطيرة ، فقد تعرض السرحاني للإصابة بالجلطة الخطيرة ، والتي أثرت عليه بأن أفقدته القدرة على النطق والكلام ، ومازال يتلقى العلاج منها حتى الآن ، كما أثرت الجلطة على قدرته على الحركة ، فأصبح لا يستطيع الحركة وحده دون مساعدة من أحد ، فأصبح أحد أحفاده يلازمه دائمآ ، حتى يساعده ويسنده .
وقد أوضح ” عبد الرحمن ” ، الحفيد الأصغر لمطلق السرحاني ، أنهم كأحفاده يزورونه كل يوم جمعة أسبوعيآ ، للإطمئنان على صحته ، والجلوس معه ، وقد تفاجأ عبد الرحمن أن جده يوم الجمعة الماضي قد طلب منه أن يزور قبر زوجته ، وهي جدة عبد الرحمن ، وأكمل عبد الرحمن انه عندما ذهب وجده إلى القبر ، فكان متخوفآ على صحة جده ، حيث أنه كان يسنده لأن حركته كانت صعبة ، ويحتاج إلى مساعدة أحد دائمآ ، وعندما وصلوا إلى القبر ، قال السرحاني إلى عبد الرحمن ” دعني أشم رائحتها ” ، فتركه عبد الرحمن ، لينزل جده إلى الأرض فيقبل تراب القبر ويبكي .
وقد عبر عبد الرحمن عن دهشته من انتشار صورة جده على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ، فقد تم إلتقاط هذه الصورة من قبل الأحفاد كإعتزاز منهم بموقف جدهم ، ووفاءه لجدتهم ، على الرغم من وفاتها ، لكن الجميع تناقل هذه الصورة ، وكتبوا تعليقات مؤثرة عليها ، فقد حركت هذه الصورة مشاعر الكثيرين وذكرتهم بالكثيرين من أحباءهم الذين فقدوهم ، وتمنوا لو أنهم يفعلون كما فعل هذا الرجل العظيم في وفاءه لزوجته .
لماذا أثرت هذه الصورة في السعودين إلى هذا الحد ؟ وقد كان صدى هذه الصورة داخل المملكة العربية السعودية كبير ، ولهذا سبب حقيقي ، فإلى جانب تأثر السعوديين بهذه المشاعر الرائعة ، إلا أن أكثر ما لفت إنتباههم في هذه الصورة هو أن عدد قليل من السعوديون هم من يزورون قبور أهلهم وأحباءهم ، فثقافة زيارة القبور تكاد تكون غير موجودة في المجتمع السعودي ، وقد عبر البعض عن تأثرهم بهذه الصورة ، لأن هذا الرجل على الرغم من تقدمه في العمر ، حالته الصحية الصعبة إلا أنه يحرص على زيارة قبر زوجته ، وحتى تقبيله أملآ في أن يشم رائحتها بداخله .
وقد أكد السرحاني أن ” فلحا ” زوجته ، كانت من أعظم الزوجات ، فقد عاشت معه سنوات طويلة وتحملت معه جميع مصاعب الحياة ، ولم تقصر في حقه يومآ ، لذلك فقد أثار فراقها حزنآ كبيرآ بداخله ، وسيظل يحرص على زيارة قبرها طوال عمره .