في 5 مارس عام 1919 قام الشعب المصري بثورة ضد الملك المصري والاحتلال الإنجليزي لمصر والسودان بقيادة الزعيم الثوري سعد باشا زغلول ، حيث شارك فيها كل طوائف الشعب وأعضاء حزب الوفد ، بسبب المعاملة القاسية التي كانت تنتهجها الحكومة والاحتلال الإنجليزي ضد الشعب المصري والسرقة لمقدرات الشعب والتي جعلتهم يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة .
أسباب ثورة 1919
استمدت الثورة قوتها من النضال الذي كان يقوده الشعب المصري العظيم برغم من الاضطهاد والقهر والظروف المعيشية الصعبة التي وضعها الاحتلال على الشعب المصر ، فقد كانت ثورة 1919 أول ثورة في أفريقيا والشرق الأوسط .
كانت مصر تحت السيادة العثمانية بشكل اسمي فقط فلم تكن لها أي سلطة فعلية على مصر ، وقد انقطعت العلاقة السياسية بين مصر والإمبراطورية العثمانية بدرجة كبيرة خصوصاً عند وصل محمد علي إلي سُدت الحكم في مصر ، وقد ساند الإنجليز وعززوا هذه السلطة بدرجة كبيرة وتولي حكم أبناء محمد علي حكم البلاد ، ورغم أن السلطة كانت تحت يد الخديوي إلا أن السلطة الحقيقة كانت في يد القنصل الإنجليزي في القاهرة ، واستمر الحال حتى عام 1914 الذي انفصلت فيه مصر نهائياً عن الإمبراطورية العثمانية ، وحينها قامت بريطانيا بإعلان الأحكام العرفية على مصر ووضعتها تحت حمايتها ، بدأت سلسلة من الانتهاكات والظلم للمصريين .
حيث كبدت بريطانية مصر أعباء حروبها التي كانت تخوضها في الحرب العالمية الأولي ، وكانوا يوعدون الشعب المصري بأن هذه الأمور سوف تُحل بعد الإنتهاء من الحرب إلا أن الظلم ظل باقياً .
جندت بريطانيا أكثر من مليون ونصف مصري لخدمة مصالحهم ، وانتقلت الكثير من القوات البريطانية بعد الحرب إلي مصر واستغلوا ثروات مصر الحيوانية والزراعية لخدمة بريطانيا وجيش بريطانيا .
لقد لاقى الشعب المصري ألوان الظلم والعذاب والاستبداد خلال الحرب العالمية الأولى ، فقد صادرت ممتلكات الفلاحين حتى تساهم في تكاليف الحرب ، وتم إجبار الفلاحين على زراعة محاصيل معينة تتناسب مع متطلبات الحرب واشتروها من الفلاحين المصريين بأسعار قليلة ، أما من تم تجنيدهم من المصريين فقد كانوا يجبرون على العمل لمصلحة الجيش البريطاني خلف خطوط القتال تحت اسم فرقة العمال المصرية التي كانت مهمتها المساعدة في البناء والحفر وغيرها من الأمور خلف خطوط القتال في سيناء والعراق وفلسطين وفرنسا وبلجيكا وغيرها من الدول الأخرى .
أدي هذا إلي موت العديد من المصريين في هذه الحرب وترتب على ذلك العديد من الإصابات ، وبسبب كل هذا الظلم والاستبداد الناجم عن الاحتلال والظروف الصعبة التي كان يعيشها الشعب المصري تحت الاحتلال قامت العديد من المظاهرات في مدينتين القاهرة والأسكندرية لمواجهة البطالة والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الشعب المصري فعمدت الحكومة عندها إلي القيام بالعديد من الأمور حتى تحسن نوعاً ما من الأوضاع ، إلا أن هذا لم ينفع في مواجهة الغلاء .
ولكن مع استمرار هذه المظاهرات والاضطرابات، ومطالبات سعد زغلول والوطنيين المصريين باستقلال مصر من الاحتلال الإنجليزي، أدى هذا إلى قيام الثورة في النهاية .
نتائج ثورة 1919
أهم النتائج التي ترتبت على ثورة 19:
-تم اعتقال سعد زغلول مما أدي إلى ازدياد المصريين في ثورتهم ومقاومتهم للاحتلال مما جعل الاحتلال يلجأ إلى التواصل والتهدئة بين المقاومين فأرسل وسيط من أجل التواصل والتسوية مع المقاومين ، إلا أن هذا لم يأتي بنتيجة وتم تحرير سعد باشا زغلول ، وقام الوسيط بالضغط لإعطاء الاستقلال للحكومة المصرية .
-انتهت المفاوضات بالاستقلال مع احتفاظ بريطانيا ببعض المسائل كالدفاع على المصالح الأجنبية والسودان والأقليات .
-تشكلت المملكة المصرية وكان الملك فؤاد الأول هو الملك الأول لمصر بعد الاستقلال ، وتم وضع دستور وتم تأسيس هيئة تشريعية من مجلسين ، إلا أنه في النهاية اتضح أن الدستور والانتخابات هي كذبة مثلها مثل الاستقلال ، وبهذا ظل النضال الوطني السياسي مستمر بين ثلاثة منافسين الملك والبريطانيين والوفد.