لقد ذكرت المصادر التاريخية العديد من الأساطير المختلفة حول العالم قديمًا ، والتي اهتم بدراستها العلماء من أجل فهم الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية لتلك المجتمعات التي وردت بها الأساطير ؛ والتي تُعبر عن مجموعة من الحكايات أو الخرافات لزمن معين مثل الاساطير اليونانية ، وكذلك عُرفت الأساطير في العصر الجاهلي والتي ارتبطت بأفكار هذا العصر ومعتقداته وعلاقة أفراده بالحيوانات وغير ذلك من العلاقات التي صنعت تلك الأساطير.

الأساطير اليونانية

تُعرف أيضًا باسم الأساطير الإغريقية ؛ وهي التي تهتم بشخصياتهم الأسطورية وطبيعة حياتهم والآلهة لديهم ، وكان لديهم ما يُعرف باسم الميثولوجيا والتي تجسدت في العديد من الروايات والفنون اليونانية المتنوعة والمختلفة مثل فن الرسم على الفخار ، وتتحدث هذه الأساطير عن محاولتهم معرفة نشأة العالم وتتبعهم للآلهة التي كانوا يؤمنون بها ، كما أنهم كانوا يبحثون دائمًا عن المخلوقات الخرافية والأبطال ، وقد عُرفت هذه الميثولوجيا عن طريق النقل الشفهي والشعر في البداية ، وهي موجودة اليوم في الأدب اليوناني.

ملوك الأساطير اليونانية

لقد ورد ذكر العديد من أبطال وملوك الأساطير اليونانية ، ومنهم :

الملك كرونوس

ويُعتبر هذا الملك لدى الإغريق هو ملك الجبابرة ، وكان يخاف كثيرًا أن يقتله أحد أبنائه مثلما قُتل والده في السابق ؛ وهو ما جعله يأكل أطفاله بعد ولادتهم نظرًا لشدة خوفه من هذا الأمر ، وقد تسبب ذلك في إصابة زوجته ريا بالذعر الشديد ، والتي تمكنت من خداعه بعد أن وضعت ابنهما السادس زيوس ؛ حيث قامت بإعطائه حجرًا كي يأكله بدلًا من المولود ؛ ومن ثَم تمكنت بإخفاء ابنها زيوس داخل كهف ، وهناك قام بتربيته ماعز.

طالب زيوس حينما كبر أن يحمل كأس كرونوس ؛ حيث قام بوضع جرعة غريبة من مادة معينة في نبيذ والده ، وهو ما جعله يتقيأ حتى أخرج جميع أبنائه الذين كان قد أكلهم في السابق ، كما أخرج تلك الحجرة التي ابتلعها بدلًا من ابنه زيوس ، وبعد ذلك تمكن زيوس بمساعدة إخوته أن يقود معركة ضد أبيه كرونوس ؛ حيث تمكن من تحقيق النصر على والده ؛ ليصبح زيوس في النهاية هو ملك الآلهة.

الملك زيوس

وهو كان بالنسبة للإغريق ملك الآلهة بعد أن انتصر على أبيه ملك الجبابرة ، وكان هناك اعتقاد سائد بأنه يستطيع التحكم في المناخ ؛ وهو ما جعل الشاعر الإغريقي هيسيود يدعوه بلقب “صانع الرعد” و”جامع السحب” ، ومن أقوى أسلحته هي الصاعقة ؛ حيث أن الإغريق القدامى قد آمنوا بأن هناك إشارة معينة على حضور زيوس وهي حينما يصعق البرق الأرض ، وقد اشتهر هذا الملك بحسن ضيافته ، وقد اعتبر الإغريق أن المعاملة السيئة للضيف أو الغريب هي ازدراء لحرمة زيوس.

الملكة أرتيميس

والتي كانت تُعتبر لدى الإغريق إلهة الولادة والصيد والرماية والحيوانات البرية ، وكانت هي ابنة زيوس ملك الآلهة والأخت التوأم لإله عُرف لديهم باسم أبولو ، وقد كانت تعيش في الضواحي ؛ حيث كان يتم تصويرها هناك ، وكان الإغريق يؤمنون بأنها قادرة على إرسال الأوبئة أو الموت المفاجيء للأشخاص الفانين ، كما اعتقدوا أنها تستطيع شفائهم أيضًا من هذا البلاء ، وقد أصبح من أهم رموزها السهم والقوس والحيوانات البرية ، كما أن اسمها ارتبط بالحمل والولادة على الرغم من أنها لم تنجب اطفالًا على الإطلاق ؛ ولكنها اشتهرت لدى الإغريق بأنها حامية الأطفال.