في الكثير من الأحيان قد لا تكمن الخطورة في طبيعة الأطعمة والمشروبات التي يتناولها الإنسان ، بل إن الخطر من الممكن أن يأتي من العبوة التي يتم تخزين وحفظ تلك الأطعمة والمشروبات بها ، ومن أخطر العبوات التي قد أشار بعض الخبراء والباحثين إلى أنها تحمل قدر كبير من الخطورة ؛ هي أكياس الشاي البلاستيك التي تتفاعل مع المياه الساخنة وتؤدي انطلاق المواد الضارة والإصابة نتيجة لذلك بالعديد من الأضرار والاضطرابات الصحية .

أكياس الشاي البلاستيكية

أصبح حديثًا يتم استخدام أكياس الشاي الصغيرة الفورية المصنوعة من البلاستيك والتي نأتي بكميات مُحددة ومن ثَم إضافتها إلى أكواب المياه المغلية للحصول على نكهات الشاي ولونه عبر تفاعل محتويات أكياس الشاي مع المياه خلال لحظات معدودة ، ولكن من المؤسف أن العديد من الدراسات والأبحاث التي تناولت التعرف على ماهية التفاعلات القائمة بين أكياس الشاي والمياه الساخنة أشارت إلى أن ذلك قد يؤدي إلى الإصابة بعدد كبير من الأضرار الصحية نتيجة تراكم جزيئات السموم في الجسم وتحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية .

خطورة أكياس الشاي البلاستيك

في دراسة حديثة تم نشرها في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر من العام الماضي 2019م ؛ أشار العلماء إلى أنهم قد تثبتوا من أن تناول الشاي من خلال الأكياس البلاستيكية يؤدي إلى وصول عدد كبير جدًا جزيئات البلاستيك الدقيقة والنانوية الضارة إلى الجسم .

حيث أشارت الدراسة إلى أن كيس شاي بلاستيكي واحد فقط عند وضعه لبعض الوقت في كوب من المياه المغلية ذات درجة الحرارة التي تصل تقريبًا إلى 95 درجة مئوية يؤدي إلى إطلاق حوالي 11.6 مليار جزيء من المايكرو بلاستيك وحوالي 3.1 مليار جزيء من النانو بلاستيك في كوب المياه ، وبالتالي وصول تلك الجزيئات بالكامل إلى داخل الجسم عند تناول كوب الشاي .

وقد قام العلماء بإجراء المزيد من الدراسات من خلال وضع بعض أنواع الكائنات الدقيقة في كوب المياه المحتوي على هذه الجزيئات البلاستيكية الدقيقة ؛ وقد وجدوا أن هذه الكائنات الدقيقة لم تمت ؛ ولكنها تعرضت إلى بعض التغيرات السلوكية وإلى بعض التشوهات أيضًا .

ومن المؤسف أن هذه الجزيئات لا تؤثر بشكل سلبي فقط على البيئة إذا ما وصلت إليها بكثرة ، ولكنها تترك العديد من الاثار السلبية السيئة داخل جسم الإنسان أيضًا ؛ حيث أشارت الدراسة إلى أن تراكم هذه المواد في خلايا جسم الإنسان على المدى البعيد تؤدي إلى حدوث اضطرابات وخلل في الأنظمة البيولوجية داخل الجسم ؛ وهذا يؤدي إلى حدوث خلل في معدل إفراز الهرمونات المختلفة في الجسم ، ويؤدي أيضًا إلى حدوث خلل في معدل انقسام خلايا الجسم وخلايا الدم ؛ وبالتالي يكون الإنسان عرضة إلى الإصابة بأنواع مختلفة من مرض السرطان .

وقد أوصى القائمين على هذه الدراسة بضرورة الرجوع إلى استخدام الشاي المعبأ في العبوات العادية والتوقف عن استخدام اكياس الشاي البلاستيكية ؛ وخصوصًا أن الجزيئات البلاستيكية التي تطلقها تلك الأكياس تكون صغيرة بشكل كبير جدًا وبالتالي يصعب تمييزها بالعين المجردة ؛ كما أنها لا تؤثر على طعم أو رائحة الشاي ولذلك ؛ فهي بمثابة القاتل الصامت ، غير أن هذه الدراسة قد تم تجربتها على أكياس الشاي البلاستيكية التابعة إلى ثلاثة من أكبر العلامات التجارية ، مما يوضح أن هذا الخطر ينطبق على جميع أنواع أكياس الشاي البلاستيك.

ويُذكر أن نتائج هذه الدراسة قد تم نشرها مؤخرًا في المجلة العلمية الدولية Environmental Science & Technology .