لقد كان صحابة رسول الله رضوان الله عليهم جميعًا من خير الصحابة الذين حملوا لواء الأمة وتحملوا التنكيل والتعذيب وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده حتى كتب الله تعالى لهم النصر والفتح ، وقد برز دور بعض من الصحابة الكرام جليًا وواضحًا فيما بذلوه من الغالي والنفيس في سبيل نصرة الله ورسوله ونشر الدعوة الإسلامية وقد بشر رسول الله – صل الله عليه وسلم – بعض الصحابة بدخول الجنة وهم المعروفين لدينا باسم العشرة المبشرون بالجنة .
العشرة المبشرين بالجنة
لقد بشر سيدنا محمد – صل الله عليه وسلم – بعض من أصحابه بدخول الجنة ، وقد كانت تلك البشرى مبنية على ما قدموه من تضحيات لا مثيل لها في سبيل الله وفي سبيل الدعوة الإسلامية ، وهذا لا يعني أن باقي الصحابة لم ينعموا بالجنة ، وإنما تم اصطفاء العشرة المبشرين بالجنة لهذه البشرة لحكمة يعلمها الخالق عز وجل ، وقد تم ذكرهم في الحديث الشريف عن عبدالرحمن بن عوف – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلَّ الله عليه سلم – : { أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، وسعد بن أبي وقاص في الجنة ، وسعيد بن زيد في الجنة ، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة } رواه أحمد والترمذي .
ألقاب العشرة المبشرين بالجنة
كان لكل صحابي من صحابة رسول الله المبشرين بالجنة لقب خاص به على النحو التالي :
أبو بكر الصديق
اسمه بالكامل هو عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمر ولُقب بـ ” الصديق ” ، وقد وُلد في مكة المكرمة عام 573م ، وكان سيدنا أبو بكر الصديق هو أول من أسلم من الرجال وكان خير صاحب لرسول الله – صل الله عليه وسلم – قبل وبعد البعثة النبوية ، و هل تعلم أن سيدنا أبو بكر هو أول من صدق رسول الله في معجزة الإسراء والمعراج ولذلك أخذ لقب الصديق ، وكان لا يتوانى في شراء الرقيق وتحريرهم ، وقد كان أول خليفة للمسلمين بعدما انتقل رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه إلى الرفيق الأعلى .
عمر بن الخطاب
لقب سيدنا عمر بن الخطاب هو (الفاروق) وقد أخذ هذا اللقب لأنه كان قويًا وجريئًا في الحق وقد فرق بين الحق والباطل وهو أول من أخذ لقب أمير المؤمنين أيضًا ، وقد كان هو ثاني الخلفاء الراشدين بعد وفاة رسول الله ووفاة سيدنا أبي بكر الصديق .
عثمان بن عفان
لقبه هو ذو النورين ، واسمه بالكامل عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ، وقد لُقب بـِ ذي النورين لأنه قد تزوج من ابنتي سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وهما السيدة رقية والسيدة أم كلثوم ، ومن ألقاب سيدنا عثمان بن عفان أيضًا المستحي ، وقد كان يتميز بطول القامة وحسن المظهر ، وهو ثالث الخلفاء الراشدين .
علي بن أبي طالب
لقب سيدنا علي كان ” أبو تراب ” ، وهو ابن عم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وأول من امن معه من الصبية ، وقد تربى في كنف النبي وتزوج من ابنته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، وقد كان رابع الخلفاء الراشدين .
الزبير بن العوام
اسمه بالكامل هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد ، ولقبه هو ” حواري الرسول ” ؛ حيث قال عنه رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم ـ { إن لكل نبي حواريًا ، وحوارييَّ الزبير } ، وقد شهد الزبير غزوة بدر وقد مات شهيدًا عام 36 هـ .
طلحة بن عبيد الله
لقبه هو ” طلحة الجود ” ، واسمه بالكامل هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمر بن كعب ، وأمه هي الصعبة بنت الحضرمي ، وقد كان يتميز بالشكل الحسن والقوة البدنية وكان جوادًا ورحب الصدر ، وقد استشهد يوم الجمل وكان عمره حينذاك 63 سنة .
سعد بن أبي وقاص
يُلقب بـِ ” رامي السهام ” ، لأنه أول من رمى سهمًا في سبيل الله ، وقد كان سعد مُجاب الدعوة ؛ ويرجع ذلك إلى دعوة رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – له حين قال : { اللهم سدد رميته ، وأجب دعوته } ، وقد مات سنة 55 هـ ودُفن في البقيع .
أبو عبيدة بن الجراح
هو ” أمين الأمة ” ، واسمه كاملًا هو أبو عبيدة عامر بن الجراح بن هلال ، وقد شهد بعض الغزوات الإسلامية وهو الذي قد قام بفمه بخلع الحلقتين اللاتي قد غُرستا في وجنتي سيدنا محمد يوم أُحد ولذلك وقعت ثنيتاه ، وقد لقبه رسول الله بأمين الأمة حين قال : { إن لكل نبي أمينًا ، وأميني أبو عبيدة } .
عبدالرحمن بن عوف
لقبه هو ” الغني ” ، واسمه هو أبو محمد عبدالرحمن بن عوف ، وكان له اسم اخر قبل الإسلام حيث ذكرت بعض كتب التاريخ أن اسمه كان عبد الحارث ، وقال البعض أن اسمه كان عبد الكعبة ، ورسول الله هو الذي أسماه عبدالرحمن بعد إسلامه ، وهو من الذين ثبتوا يوم غزوة أحد مع رسول الله ، وصل الرسول الكريم خلفه في غزوة تبوك ، حيث أن سيدنا محمد قد ذهب للوضوء ، وعندما عاد وجد عبدالرحمن بن عوف قد افتتح الصلاة ، فصلى عليه الصلاة والسلام خلفه ثم أتم ما فاته ، وقال : { ما قُبض نبي قط حتى يُصلي خلف رجل صالح من أمته } .
سعيد بن زيد
كان سعيد بن زيد يُلقب بـِ ” الزاهد مُستجاب الدعوة ” ، واسمه هو أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو ، أسلم مُبكرًا ، وقد وافته المنية وعمره ما يقرب من سبعين عام أو أكثر قليلًا وكان ذلك عام 51 هـ .