إن النسيان صفة بشرية قد يتعرض لها أي شخص في حياته، وقد يحدث هذا الأمر للمسلم عند قراءة القرآن والوضوء وكذلك عند الصلاة، ويكون هذا النسيان أو السهو نابع من الشيطان الذي يريد إلهاءه عن التقرب من الله، وفي هذا المقال سنتحدث عن السهو في الصلاة وكيف يمكن تصحيحه من خلال سجود السهو .
ما هو سجود السهو ؟
يُعرف الفقهاء السهو في الصلاة بأنه الخلل الذي يرتكبه المسلم أثناء تأديته للصلاة، وهذا الخلل إما يكون عمدًا أو نسيانًا، إلا أنه سمي بسجود السهو نظرًا لأن المسلم في العادة لا يسهو عن صلاته عمدًا، ويتم اللجوء لسجود السهو من أجل تصحيح هذا الخلل الذي حدث .
آراء الفقهاء في تأدية سجود السهو :
– الإمام الشافعي :
حسب فقه الشافعية فإن سجود السهو يتشكل من سجدتين يشبهان سجدات الصلاة العادية، وفيها يعقد المسلم النية على سجود السهو، ويقوم بأداءها في آخر الصلاة بعد الانتهاء من التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقبل السلام .
– الإمام أبو حنيفة :
يختلف الأمر عند فقه أبو حنيفة، فبحسب رأيه فإن سجود السهو يتم بعد الانتهاء من التسليم على اليمين فقط، وبعد التسليم وأداء سجود السهو فإن المصلي يستشهد ويسلم بعد التشهد .
– الإمام مالك والإمام ابن حنبل :
أما عند فقه المالكية يتم تأدية سجود السهو بطريقتين، إما أن طريق أداء السجدتين ويتشهد بعدها قبل السلام، أو أداء السجدتين ويتشهد بعدها بعد السلام وذلك باختلاف السبب، ويتشابه فقه الحنابلة مع فقه المالكية في هذا الأمر .
ماذا يقال في سجود السهو :
إن ما يقوله المصلي في سجود السهو لا يختلف عن ما يقوله في أي سجدة عادية، وهو قول ” سبحان ربي الأعلى ” ثلاث مرات، ولم يحدد لنا النبي صلى الله عليه وسلم أي دعاء معين لسجود السهو، وقد قال الإمام النووي : ” سُجُودُ السَّهْوِ سَجْدَتَانِ بَيْنَهُمَا جَلْسَةٌ، وَيُسَنُّ فِي هَيْئَتِهَا الافْتِرَاشُ، وَيَتَوَرَّكُ بَعْدَهُمَا إلَى أَنْ يُسَلِّمَ، وَصِفَةُ السَّجْدَتَيْنِ فِي الْهَيْئَةِ وَالذِّكْرِ صِفَةُ سَجَدَاتِ الصَّلاةِ ” .
الأسباب التي تؤدي للقيام بسجود السهو :
– الشك :
وهو عندما يكون المصلي متحير في عدد الركعات التي قام بتأديتها، ففي هذه الحالة يمكنه أداء سجود السهو .
– الزيادة :
بمعنى أن يقوم المصلي بأداء ركوع أو سجود أو وقوف أو غير ذلك ولكنه أزيد من المطلوب ودون قصد، لذلك فإنه يؤدي سجود السهو لتصحيح هذا الأمر .
– النقصان :
يعني أن يسهى المصلي عن أداء ركوع أو سجود أو وقوف أو غير ذلك دون قصد، لذلك يلجأ إلى أداء سجود السهو .
وقد رُوي أنَّه ( صلَّى النبيُ صلى الله عليه وسلم قال إبراهيم : لا أدري زاد أو نَقَصَ، فلما سلّم قيل له : يا رسولَ اللهَ، أَحَدثَ في الصلاةِ شيءٌ ؟ قال : وما ذاك . قالوا : صلَّيْتَ كذا وكذا، فثنى رِجْلَيْه، واستقبلَ القبلةَ، وسجد سجدتين، ثم سَلَّم . فلما أقبل علينا بوجهِه قال : إنه لو حدث في الصلاةِ شيءٌ لنبأتُكم به، ولكن، إنّما أنا بشرٌ مثلُكم، أنسى كما تنسوْن، فإذا نَسِيتُ فذكروني، وإذا شك أحدُكم في صلاتِه، فليتحرَّ الصوابَ فليُتِمَّ عليه، ثم ليُسلِّمْ، ثم يَسجُدْ سجدتين ) .