تعد الهدنة البحرية أو معاهدة السلام الدائم هي تلك الهدنة التي قد تم توقيعها بين كل من شركة الهند الشرقية وهي من الشركات الهندية البريطانية وبعض من شيوخ القبائل العربية في محيط الخليج العربي خلال عام 1853، وتجدر الإشارة أن تلك الهدنة كان لها تأثير كبير في استقرار الأوضاع في منطقة الخليج العربي وما يخص الأمن والنظام في مياة الخليج بشكل أدق، وقد أصبح لبريطانية مركز هام جدا في تلك المنطقة منذ ذلك اليوم.
معلومات عن معاهدة السلام الدائم 1853
قبل سنوات عدة من تلك المعاهدة تم تأسيس شركة الهند الشرقية البريطانية وذلك خلال عام 1600 تحديدا، وقد أنحصرت الأعمال الخاصة بتلك الشركة منذ الإنطلاق وحتى عام 1616 في الأعمال التجارية داخل بلاد فارس من خلال جاسك وخلال عام 1617 عملت على تأسيس وكالتين بالمناطق الداخلية في أصفهان وشيراز وخلال العام ذاته حصلت تلك الشركة على فرمان من ملك الفرس الملك عباس والذي يمنحها أحتكار الحرير من بلاد الفرس.
وخلال عام 1623 تمكنت تلك الشركة من فتح أول وكالة لها في الخليج على ساحل الفرس الجنوبي وتحديدا في بندر عباس، وذلك عقب الانتصار الفارسي البريطاني على البرتغال خلال عام 1622، وعلى مدار 150 عام من ذلك التاريخ أصبحت التجارة في بندرعباس هي المقر الرئيسي للتجارات في الخليج وقد زاد ازدهار التجارة البريطانية على الرغم من محدوديتها في ظل انخفاض التجارة الهولندية ولكن أدي الصراع الفرنسي البريطاني على السيادة في التجارة بالهند إلى حالة من عدم الاستقرار.
ونظرا لما شهدتة المنطقة من توتر تعرضت مكانة البريطانيين هي الأخرى إلى الاضطرابات والتجارة في بلاد الفرس، ولكن سرعان ما عادت السيادة البريطانية إلى السيطرة مرة أخرى لمدة 200 عام عندما تمكنوا من فتح مقر خاص بإقامة مسؤول بريطاني وقد تمكن من احتكار الصوف وإبعاد الأوروبيين عن الأمر، ومع أواخر القرن الثامن عشر أصبحت المهمة الخاصة بشركة الهند الشرقي هي حماية مصالح بريطانيا.
وذلك من خلال حماية البر والبحر في الطرق التي تؤدي إلى الهند وحماية كل ما يخص الاستعمار البريطاني في ذلك الوقت، وخلال الفترة ما بين 1763 و1947 إنشاء المقيمات الوكالات في الكثير من الدول العربية وبوهشر ما أدى إلى تراجع سلالة الصوفيين داخل إيران ونظرا لحدوث أضطرابات عدة في الخليج بدأت الدول العربية ومنها عمان في الاستحواذ على أكبر قدر من التجارة البحرية وما يخص الهند.
ونتيجة طبيعية لمخاوف البريطانيين على التجارة الخاصة بشركة الهند الشرقية من الهجمات عملت على الاتحاد مع مسقط وشاة فارس عملا على تزويدهم بالأسلحة والذخيرة، وقد أيقنت بريطانيا خلال تلك الفترة أن القواسم يهددون السلام البحري في الخليج العربي فقد أبدت بريطانيا على الفور رغبتها في السيطرة على المنطقة التجارة في البحر بين كل من الخليج والهند، الأمر الذي أدي إلى تفاقم المشاكل وخلال عام 1806 تم التوصل إلى اتفاقية القلنامة.
وولكن الأعمال التي كانت تقوم ضد الملاحة البحرية البريطانية كانت مستمرة ولم تتوقف بموجب تلك المعاهدة، لتتوالي من بعدها هجمات بريطاني على القواسم والدخول في الكثير من المعاهدات حتى الوصول إلى معاهدة السلام الدائم خلال عام 1835.
تفاصيل معاهدة السلام الدائم
تلك المعاهدة التي استمرت إلى عشر سنوات بداية من عام 1843 وحتى عام 1853 والتي أثرت بشكل كبير وملحوظ على الأمن والأمان في مياه الخليج، وقد كانت من المعاهدات الهامة بالنسبة لبريطانيا حيث زادت قوتها في المنطقة وقد أكد الشيوخ في تلك الحقبة من التاريخ أن بريطانيا هي المسؤولة عن حماية الخليج في ظل تلك الهدنة وملزمة بالدفاع عنهم في حالة تعرض شيوخ السواحل إلى الخطر والتجارة تصبح آمنة في تلك المنطقة.
وعلى الرغم من إنتهاك الهدنة خلال عام 1953 إلا أنه قد تم إعادة تمديد الهدنة وقد أرسلت بريطانيا إلى الكابتن كيمبال وهو الذي شغل منصب المقيم البريطاني في بوشهر ليعرف مدى رغبة شيوخ السواحل في تمديد تلك الهدنة وقد أجتمع بهم ليؤكد الجميع رغباتهم في تمديد تلك الهدنة من أجل حماية التجارة في الخليج العربي، وبالفعل قد تم التوقيع على المعاهدة الدائمة خلال عام 1853 والتي قد تضمنت ثلاثة بنود وقد حضر تلك المعاهدة كل من الأتي.
1- الشيخ سلطان بن صقر وهو زعيم القواسم.
2- الشيخ سعيد بن طحنون زعيم بني ياس.
3- الشيخ سعيد البطي زعيم دبي.
4- الشيخ حميد الثاني زعيم عجمان.
5- الشيخ عبد الله بن راشد زعيم أم القيوين.
وعن البنود الثلاثة التي تضمنتها تلك المعاهدة فكانت على النحو التالي.
1- أن يتم التوقف عن كافة الأعمال العسكرية في البحر من قبل الجهات المعنية بالمعاهدة بداية من 1853.
2- أن يقتص كل شيخ من رعاياه ممن يعتدون على ممتلكات الشيوخ الآخرين.
3- أن يتم إبلاغ المقيم البريطاني الذي يقيم في بوشهر بكل تعدي يحدث في البحر وتعمل بريطانيا على تقييم كل ما يحدث لتنفيذ البنود وسوف تقوم بأعمال المراقبة.