معاهدة سان فرانسيسكو ، هي معاهدة السلام مع اليابان ، والتي يطلق عليها ” معاهدة سان فرانسيسكو للسلام” أو معاهدة السلام في سان فرانسيسكو . معاهدة سان فرانسيسكوعقدت معاهدة سان فرانسيسكو بين اليابان ودول الحلفاء ، حيث تم التوقيع رسميا من قبل 48 دولة في يوم 8 سبتمبر لعام 1951 ، في بيت النصب التذكاري للحرب بالأوبرا في سان فرانسيسكو بكاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية ، ودخلت حيز التنفيذ في 28 أبريل عام 1952 ، ووفقا للمادة رقم 11 من معاهدة سان فرانسيسكو ، فقد أصبحت اليابان تقبل للأحكام الصادرة عن المحكمة العسكرية الدولية للشرق الأقصى والحلفاء ومحاكم جرائم الحرب الأخرى التي فرضت على اليابان داخل اليابان وخارجها على حد سواء .

وخدمت هذه المعاهدة في وضع حد رسميا لموقف اليابان كقوة إمبريالية ، لتخصيص تعويضات المدنيين الحلفاء وأسرى الحرب السابقين الذين عانوا من جرائم الحرب اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية ، ووضعت حد لاحتلال الحلفاء بعد الحرب في اليابان والعودة لسيادة تلك الأمة ، وقامت بإستخدام هذه المعاهدة على نطاق واسع من ميثاق الأمم المتحدة مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تعلن أهداف الحلفاء .

وقد وقعت هذه المعاهدة ، جنبا إلى جنب مع معاهدة الأمن في اليوم نفسه ، ويقال بالتحديد مع بداية ” نظام سان فرانسيسكو” ، لهذا المصطلح الذي صاغه المؤرخ جون دبليو ، وهذا يدل على آثار العلاقة بين اليابان والولايات المتحدة ودورها في الساحة الدولية على النحو التي تحدده هاتين المعاهدتين ، حيث استخدمت لمناقشة السبل التي يمكن من خلال هذه الآثار أن تحكم مرحلة ما بعد تاريخ الحرب في اليابان .

ودخلت هذه المعاهدة أيضا ضمن مشكلة الوضع القانوني لتايوان بسبب افتقارها للخصوصية لأي بلد ، حيث كان من المقرر إستسلام تايوان ، إلا أن مؤيدي استقلال تايوان ثاروا بسبب سيادة تايوان التي لا تزال غير محددة .

الدول المشاركة في المؤتمر :
الأرجنتين ، أستراليا ، بلجيكا ، بوليفيا ، البرازيل ، كمبوديا ، كندا ، سيلان ، شيلي ، كولومبيا ، كوستاريكا ، كوبا ، تشيكوسلوفاكيا ، جمهورية الدومينيكان ، الإكوادور ، مصر ، السلفادور ، إثيوبيا ، فرنسا ، اليونان ، غواتيمالا ، هايتي ، هندوراس ، اندونيسيا ، إيران ، العراق ، اليابان ، لاوس ، لبنان ، ليبيريا ، لوكسمبورغ ، المكسيك ، هولندا ، نيوزيلندا ، نيكاراغوا ، النرويج ، باكستان ، بنما ، باراغواي ، بيرو ، الفلبين ، بولندا ، المملكة العربية السعودية ، جنوب أفريقيا ، الاتحاد السوفياتي ، حضر سريلانكا “سيلان حاليا ” ، سوريا ، تركيا ، المملكة المتحدة ، الولايات المتحدة ، أوروغواي ، فنزويلا ، وفيتنام .

الدول الغير مشاركة في المؤتمر :
لم تدعي جمهورية الصين ” ROC ” في تايوان ولا جمهورية الصين الشعبية في البر الرئيسي للصين بسبب حالة الحرب الأهلية الصينية والجدل حول شرعية الحكومية ، وبالتالي أدى إلى عدم دعوة كل من هذه الأطراف في الوضع السياسي المثير للجدل من تايوان . وتركت إدارة جمهورية الصين وسيادتها على تايوان المتنازع عليها دون حل في القانون الدولي منذ معاهدة السلام .

ودعيت بورما والهند ويوغوسلافيا أيضا ، إلا أنهما لم يشتركا ، حيث أعتبرت الهند لبعض أحكام المعاهدة بأنها تشكل القيود المفروضة على السيادة اليابانية والاستقلال الوطني ، حتى وقعت الهند على معاهدة سلام المنفصلة في 9 يونيو لعام 1952 بإعتبارها معاهدة السلام بين اليابان والهند ، وبغرض إعطاء اليابان للموقف الصحيح من الشرف والمساواة بين مجتمع الدول الحرة ، ونتيجة لU .K .-U .S . جاء الخلاف حول المشاركة الصينية ، ولم تدعي كوريا الشماليه ولا الجنوبية ، ولم تدعي إيطاليا ، على الرغم من أن الحكومة قد أصدرت إعلانا رسميا للحرب على اليابان في 14 يوليو عام 1945 ، وقبل بضعة أسابيع فقط من نهاية الحرب ،كانت باكستان هي الدولة التي لم تكن موجودة في وقت الحرب حتي دعيت على أي حال بإعتبارها دولة خلفا للهند البريطانية ، وكانت مقاتل كبير ضد اليابان ، على الرغم من أن أراضي تيمور الشرقية قد غزتها اليابان ، وتجاهلت وضع البرتغال كبلد محايد في الحرب أيضا وليست حتى من المدعوين .

معارضة الاتحاد السوفياتي للمعاهدة :
كان على رأس الوفد نائب وزير الخارجية السوفياتي أندريه غروميكو ، حيث أعرب الاتحاد السوفيتي من بداية المؤتمر أنه على استعداد للمعارضة القوية والصوتية إلى نص مشروع المعاهدة من جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة .

وقام الوفد السوفيتي بعدة محاولات فاشلة ومماطلة في الإجراءات ، والتي وردت تفاصيلها باعتراض الاتحاد السوفيتي في 8 سبتمبر لعام 1951 ببيان غروميكو ، حيث تضمن البيان عددا من مطالب الاتحاد السوفيتي والتأكيد : علي أن المعاهدة لم تقدم أي ضمانات ضد صعود النزعة العسكرية اليابانية ، وان الصين لم تدع للمشاركة على الرغم من كونها واحدة من الضحايا الرئيسيين للعدوان الياباني ، والتي لم تستشير الاتحاد السوفيتي بشكل صحيح عندما كان يجري إعداد المعاهدة ؛ حيث أن المعاهدة تضع اليابان في قاعدة عسكرية أمريكية وتوجه اليابان إلى تحالف عسكري موجه ضد الاتحاد السوفيتي ، وكانت المعاهدة سارية المفعول كمعاهدة سلام منفصلة ، وأن مشروع المعاهدة ينتهك حقوق الصين وتايوان والعديد من الجزر الأخرى ؛
وتم التنازل عن العديد من الجزر اليابانية بموجب المعاهدة للولايات المتحدة على الرغم من ان الولايات المتحدة ليس لها أي حق مشروع لهم ، وأن مشروع المعاهدة ، يساعد علي انتهاك لاتفاق يالطا ، ولم يعترف بسيادة الاتحاد السوفيتي على جنوب سخالين وجزر الكوريل ، إلي جانب اعتراضات أخرى .
وحتى 19 أكتوبر عام 1956 ، لم تكن اليابان والاتحاد السوفيتي وقعت على الإعلان المشترك لإنهاء الحرب واعادة العلاقات الدبلوماسية .

اعتراضات المعاهدة :
قدمت الحرب الأهلية الصينية الجارية ، المسألة المعضلة التي كانت تشرعها الحكومة الصينية في إرسالها إلى مؤتمر المنظمين ، حيث أرادت الولايات المتحدة أن تدعو جمهورية الصين “ROC” في تايوان لتمثيل الصين ، في حين تمنت المملكة المتحدة في دعوة جمهورية الصين الشعبية لتكون ممثلا في البر الرئيسي للصين كحل وسط .

وخلال يوم 15 أغسطس عام 1951 و18 سبتمبر 1951 نشرت لجان المقاومة الشعبية بيانات شجب المعاهدة ، مشيرا إلى أنها غير قانونيه ويجب أن لا يتم الاعتراف بها ، إلى جانب استبعاد العامه والخاصة بهم في عملية التفاوض ، وادعت لجان المقاومة الشعبية أن شيشا ” جزر باراسيل ” ، ونانشا ” جزر سبراتلي” ودونغشا
“جزيرة براتاس” التي تقع في بحر الصين الجنوبي ، حيث كانت في الواقع جزء من الصين ، إلا أن المعاهدة لم تعالج هذه الجزر ، وحولت جزيرة براتاس إلى الأمم المتحدة .

الموقعة والمصادقة عليها :
كانت الدول الموقعة على المعاهدة ، هما : الأرجنتين ، أستراليا ، بلجيكا ، بوليفيا ، البرازيل ، كمبوديا ، كندا ، سيلان ، شيلي ، كولومبيا ، كوستاريكا ، كوبا ، جمهورية الدومينيكان ، الإكوادور ، مصر ، السلفادور ، إثيوبيا ، فرنسا ، اليونان ، غواتيمالا ، هايتي ، هندوراس ، إندونيسيا ، إيران ، العراق ، لاوس ، لبنان ، ليبيريا ، لوكسمبورغ ، المكسيك ، هولندا ، نيوزيلندا ، نيكاراغوا ، النرويج ، باكستان ، بنما ، باراغواي ، بيرو ، الفلبين ، المملكة العربية السعودية ، جنوب أفريقيا ، سوريا ، تركيا ، المملكة المتحدة ، والولايات المتحدة الأمريكية ، أوروغواي ، فنزويلا ، فيتنام واليابان .

صدقت الفلبين علي معاهدة سان فرانسيسكو في يوم 16 يوليو 1956 ، بعد توقيع اتفاق تعويضات بين البلدين في مايو من ذلك العام ، إلا أن اندونيسيا لم تصدق على معاهدة السلام في سان فرانسيسكو ، وبدلا من ذلك ، فقد وقعت مع اليابان على اتفاق التعويضات لمعاهدة السلام الثنائية في 20 يناير عام 1958 ، وهي معاهدة منفصلة ، ومعاهدة تايبيه ، المعروفة رسميا باسم معاهدة السلام بين الصين واليابان ، والتي وقعت في تايبيه في 28 نيسان من عام 1952 ، بين اليابان و ROC ، قبل ساعات من معاهدة سان فرانسيسكو ، كما ذهبت لحيز التنفيذ في 28 أبريل . والأمر الغير منطقي الواضح من المعاهدتين يرجع ذلك إلى الفرق بين المناطق الزمنية . ولم توقع كلا من كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية على المعاهدة أو على اتفاق السلام المنفصل مع اليابان .The San Francisco Conference