اشتهر الكاتب إدغار آلان بو بكتابة القصص القصيرة و لم يكتب في حياته سوى رواية واحدة و هي “حكاية آرثر غوردن بيم من نانتكيت” ، و التي تحولت فيما بعد لحادث حقيقي مروع .
نبذة عن رواية “حكاية آرثر غوردن بيم من نانتكيت” :
تعتبر تلك الرواية هي الوحيدة المكتملة لدى الكاتب إدغار آلان بو التي تم نشرها عام 1838م ، و تحكي الرواية عن بحار شاب يُدعى آرثر يقوم بالعديد من المغامرات البحرية و في إحدى تلك المغامرات يجد آرثر نفسه على سفينة مع ثلاثة بحارة ، و بعد ذلك تغرق السفينة نتيجة المواجهة الشديدة مع عاصفة بحرية و يقوم البحارة الأربعة بأخذ قارب صغير و متهالك و ساروا به في المحيط لأسابيع عديدة ، و حاولوا صيد الأسماك و السلاحف لتمكنهم من الحياة و لكن دون جدوى فقد أوشكوا على الموت جميعًا .
بعد ذلك قرر البحارة الأربعة أن يقيموا قرعة فيما بينهم و الخاسر يضحي بنفسه من أجل الآخرين و يقومون بأكله حتى يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة ، و بالفعل أتموا القرعة و الخاسر هو فتى في سن المراهقة يُدعى ريتشارد باكر ، و ما لبث البحارة إلا و هجموا عليه و قتلوه باستخدام بعض أسلحة الصيد ثم قاموا بأكله ، و قد أثارت تلك الرواية كثيرًا من الجدل في هذا الوقت و لم تحقق نجاحًا كبيرًا عند نشرها لأول مرة ، و لكن بعد وقوع حادث مشابه لتلك الحادثة في الحقيقة زادت مبيعات الرواية و أخذت شهرة عالمية .
حادثة غرق السفينة ميغنونيت :
في عام 1884م قام أحد الرجال الأثرياء بشراء يخت من انجلترا و أراد نقله إلى استراليا ، و لكن من الصعب على يخت صغير أن يعبر المحيط و لذلك استعان بأربعة بحارة ليقوموا بهذه المهمة ، كان ثلاثة منهم بالغين أما الرابع فقد كان شابًا مراهقًا لم يسبق له الإبحار ، خرج اليخت من ميناء انجلترا و بعد مروره منتصف الطريق لم يستطع مقاومة الرياح و الأمطار و غرق و لكن تمكن البحارة الأربعة من النجاة بواسطة قارب صغير و تلك الأحداث مشابهة كثيرًا لما جاء في رواية إدغار آلان .
و بعد أسابيع عديدة عانى فيها البحارة من قلة الماء و الجوع الشديد و ندرة اصطياد الأسماك أصاب البحارة الأربعة الضعف و أوشكوا على الموت ، حتى قرروا أن يقتلوا أحدهم و يأكلوه و وقع الاختيار على أصغرهم سنًا لأنه شرب من ماء البحر كثيرًا و أصابته حمى و أوشك على الموت ، خلال نومه قاموا بربط يديه و قدميه و أخذ أحدهم سكينًا و شق بها عنقه و شربوا دمه و أكلوا لحمه ، بعد حوالي ثلاث أيام تم إنقاذ هؤلاء البحارة من قبل سفينة مارة .
فيما بعد تم تقديم الثلاث بحارة للمحاكمة بتهمة قتل البحار الرابع ، و حُكم عليهم بالإعدام ، و لكن بعد ذلك قدم البحارة طلب إعادة نظر في القضية و برروت قضية القتل بأنه كان مصاب بغيبوبة نتيجة شربه الكثير من ماء البحر و أنه كان سيموت على أي حال ، و لذلك قامت المحكمة بإطلاق سراحهم ، و كانت المفاجئة التي أذهلت العالم أجمع هي أن الفتى الصغير الذي تم قتله و أكله من قبل البحارة يُدعى ريتشارد باكر ، و هو نفس اسم الفتى المقتول في قصة إدغار آلان بو ، فبعد نشر الرواية بحوالي 50 عام و قعت تلك الحادثة فهل كان إدغار آلان يتنبأ بالمستقبل ؟!.