سارو بريرلي شاب أسترالي من أصل هندي انفصل عن أمه وهو في الرابعة من عمره واستطاع أن يعثر عليها مرة أخرى بعد 25 عامًا، قام سارو بكتابة سيرته الذاتية في مؤلفة طويلة تحت عنوان طريق طويل للمنزل، وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي تحت عنوان Lion والفيلم مرشح للحصول على جوائز “أفضل فيلم، أفضل موسيقى تصويرية، أفضل نص مقتبس، أفضل تصوير، أفضل ممثلة في دور مساعد، أفضل ممثل في دور رئيسي”.
نشأة سارو بيررلي:
ولد سارو عام 1981 في مدينة خاندوا، ترك والده أمه بعد ولادته مباشرة وعاش سارو هو وأخويه جودو وكالو وأخته شيكيلا مع والدتهم كاميلا مونشي تحت سقف واحد دون أي معيل مما اضطر الأم للعمل في طائفة البناء كانت تعمل على جمع الحجارة وعندما وصل إلى الخامسة من عمره كان يخرج سارو وأخوه للتسول في محطات القطار، أو لسرقة الفحم واستبداله بالطعام، وفي أحد الأيام من عام 1986 كان سارو يبحث عن أخوه جودو في محطة القطار كالعادة ولكنه لم يجده فجلس ليستريح داخل العربات من عناء البحث وراح في نوم عميق ليصحو من غفوته بعد 14 ساعة من النوم ليجد نفسه ما زال داخل القطار ولكن في مكان آخر.
من كالكاتا إلى استراليا:
ظل سارو يبحث عن أي أحد يعرفه لكن دون جدوى فهو لا يعرف اسم بلدته ولا أي شيء عنها فقط اسمه واسم والدته وأخوته، ويحكي سارو عن ذلك اليوم فيقول: “كنت أشعر بالرعب الشديد، ولم أعرف المكان الذي كنت فيه، وأخذت أنظر في وجوه المارة وأوجه إليهم أسئلة” وأخيرًا تم إيداعه إحدى دور الرعاية للأيتام في كالكاتا لينتقل بعدها إلى أستراليا مع الأسرة التي تبنته وهي عائلة “بيررلي” لينطلق إلى بيت جديد وعائلة جديدة وحياة مختلفة.
الحنين إلى العائلة:
على الرغم من انتقال سارو إلى عائلة ومكان أفضل إلى أن حلم العودة إلى أمه لم يفارق مخيلته، فقد كان دائمًا يحلم بالعودة إلى حضنها الدافئ لكنه كان يخشى أن لا يتحقق ذلك الحلم فهو لا يعرف عن عائلته سوى أسمائهم حتى انه لا يعرف اسم المدينة التي ولد فيها، لذلك كان يتملكه اليأس من العثور عليهم، تمكن سارو في تلك الفترة تعلم اللغة الإنجليزية ودراسة إدارة الأعمال في كلية السياحة والفندقة الأسترالية الدولية في كانيبرا، ومتابعة حياته كشخص بالغ وسط عائلته التي أمدته بالاحتواء والعطف والحنان.
Google Earth خطوة على طريق العودة:
وبعد فترة طويلة تنبه سارو إلى إمكانية استخدام خدمة Google Earth في العصور على بعض الأماكن التي يحتمل أن يكون أتى منها خاصة أنه كان يتذكر بعض الملامح لمدينته ولمحطة القطار الخاصة بها وكذلك النافورة بالقرب منها، وعن طريق بعض الحسابات استطاع حساب الوقت الذي قضاه في القطار وهو 14 ساعة مع حساب سرعة القطارات الهندية فوجد أن المسافة تقريبًا حوالي 1200 كم من كالكاتا وعن طريق الخرائط استطاع تحديد المنطقة الأقرب وكانت مدينة خاندوا ، كذلك استطاع التعرف على النافورة الموجودة بالقرب من المحطة وبعض الشوارع القريبة منها.
على الفور توجه سارو إلى مدينة خاندوا وهناك بدأ بالبحث عن الشوارع والمعالم التي كانت محفورة في ذاكرته حتى استطاع التوصل إلى بيته ولكن كانت المفاجأة أن البيت خاوي ولا يوجد به أحد، قام بسؤال الموجودين بنفس الحي إلا أنهم وجدوا صعوبة في تذكر عائلته ولكنه حاول معهم بعد أن أظهر صورة له وهو في الخامسة من عمره فاستطاع احدهم التعرف عليه وعلى عائلته وإرشاده إلى مكانهم الجديد.
مرة أخرى في بيت أمي:
يقول سارو عن هذه اللحظة التي واجه فيها أمه: “آخر مرة قابلتها كانت في الـ 34 من عمرها. أمسكتني من يدي وأخذتني إلى منزلها. لم تستطع أن تقول شيئا لي فقد كانت لا تزال تشعر بالمفاجأة لظهور ابنها مرة أخرى بعد 25 عاما”. وهناك علم أن أخيه جودو وجد مقتولًا بعد اختفائه بشهر واحد على رصيف القطار ولكن حتى الآن يظل القاتل مجهولا وكذلك سبب القتل، وأن أخيه كالو وأخته شيكيلا قد أكملا تعليمهما وبصحة جيدة.
وقد تناقلت جميع وسائل الإعلام الهندية خبر لم شمل العائلة وعودة الإبن الضائع بعد 25 عاماً إلى والدته باهتمام بالغ، مما جعل سارو يقدم على كتابة مؤلفة تحوي قصة حياته منذ اللحظة الأولى لفقده عائلته حتى استطاع الوصول إليهم مرة أخرى.
Lion فيلم سينمائي عن قصة A Long Way Home:
بعد قيام سارو بيررلي بكتابة هذه القصة التي تروى تفاصيل حياته منذ أن فقد عائلته في مدينة خاندوا وكيف استطاع بعد 25 عام الوصول إليهم مرة أخرى، قام المخرج غارث ديفيس بتحويله إلى فيلم سينمائي في سبتمبر 2016 وقام لوك ديفيس بكتابة السيناريو الخاص بالفيلم، تمثيل نيكول كيدمان وديفيد وينهام وديف باتل الذي قام بأداء دور سارو بريرلي، وتم إنتاج الفيلم في عام 2016 وترشيحه لجوائز الأوسكار أفضل فيلم، أفضل موسيقى تصويرية، أفضل نص مقتبس، أفضل تصوير، أفضل ممثلة في دور مساعد، أفضل ممثل في دور رئيسي.