مالك بن سنان هو الصحابي الجليل، مَالِكُ بن سِنَانَ بنَ ثعلبة بن عُبَيد بن الأَبْجَر، واسمه خُدْرَةُ بن عوف بن الحارث بن الخزرج، كما جاء في كتاب الطبقات الكبير لمؤلفه محمد بن سعد البغدادي، أيضا هو والد الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري الذي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وروي عنه سبعين ومائة وألف حديثا.
قصة مالك ومص دم الرسول صلي الله عليه وسلم
يعد الصحابي الجليل مالك بن سنان ضمن الصحابة الأوائل الذين دخلوا إلى الإسلام بعد فترة قصيرة من ظهور الدعوة والإعلان عنها، وقد شارك في حرب أحد ضد المشركين الذين كانوا يحاولون الثأر لهزيمتهم في موقعة بدر.
بدء القتال في غزوة أحد يشتد وجيش المسلمين يحقق تفوقا كبيرا كاد من خلال بسالة جنوده أن يحقق انتصارا على جيش المشركين للمرة الثانية كما حدث في بدر، لكن خطأ جسيما ارتكبه الرماة إذ خالفوا أمر قائد المعركة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، حيث تركوا أماكنهم، ما جعل الموقف العسكري للمعركة يتغير ويميل لصالح جيش المشركين.
فقد باغت جيش المشركين جيش المسلمين، ونجحوا في إحداث ربكة وفوضي في صفوفهم، لدرجة أن الجيش تفرق، وبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلة من أصحابه، الذين دافعوا عنه ببسالة وفداء، وذلك بعد أن قوي ضغط المشركين على الرسول الكريم للنيل منه.
إصابة الرسول صلى الله عليه وسلم في أحد
وتذكر كتب ودراسات أن أربعة من قريش هم من عقدوا النية على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم عبد الله بن شهاب، أبي بن خلف، عمرو بن قمئة، عتبة بن أبي وقاص.
تعرض جسد الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم للضرب، فقد أصيبت الشفة السفلى للنبي الكريم وكسرت رباعته اليمنى، كما تلقي ضربة سيف على عاتقه، وشجت وجنته حتى دخلت فيها حلقتان من حلق المغفر.
اشتدت حماسة ثلة من الصحابة في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حوله: علي بن أبي طالب أبو دجانة الأنصاري طلحة الأنصاري عمر بن الخطاب، مصعب بن عمير سهل بن حنيف، قتادة بن النعمان حاطب بن أبي بلتعة مالك بن سنان رضوان الله عليهم.
أظهر كل بطل من هؤلاء شجاعة منقطعة النظير في الدفاع عن الرسول العظيم، ورأى الصحابي الجليل مالك بن سنان دما طاهرا يسيل من وجنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقدم من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ومص الدم من على وجنته الشريفة وابتلعه.
انطلق مالك بن سنان يبحث عمن أصاب وجنة الرسول صلي الله صلى الله عليه وسلم، ويقال أن أحد فرسان المشركين وهو غراب بن سفيان الكناني اعترضه وضربه بسيف، وقضي نحبه شهيدا.
روى ابنُ أبي عاصم، والبغوي، مِنْ طريق موسى بن محمد بن علي الأنصاري، حدثتني أمي أم سعد بنت مسعود بن حمزة بن أبي سعيد أنها سمعَتْ أم عبد الرحمن بنت أبي سعيد تحدِّثُ عن أبيها، قال أصيب وَجْه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فاستقبله مالك بن سنان فمصَّ الدم عن وجهه، ثم ازدرده؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، “مَنْ ينظر إلى مَنْ خالط دَمُه دمي فلينظر إلى مالك بن سنان “.
ويري دارسين أن باعث مالك بن سنان على مص الدم عن النبي صلى الله عليه وسلم، هو ما معرفته من أن الدم المتخثر في موضع الجرح، إذا لم يخرج، يؤدي إلى التهاب الجرح، إضافة إلى احتمال دخول بعض أجزاء حلقات المغفر الذي كان على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم داخل جبهته، فقصد مالك استخراجها بمص الدم.