نشأة عبد الله سنان محمد :
هو أحد الشعراء المعروفين في التاريخ الكويتي ، ولد عبد الله سنان في عام 1917م في الحي القبلي لمدينة الكويت ، و توفي في عام 1984م ، تعلم عبد الله القرآن الكريم في الكتاتيب التي كانت موجودة في هذا الوقت و تعلم فيها أيضا مبادئ القراءة و الكتابة ، أنتقل بعد ذلك إلى مدرسة حمادة ثم إلي مدرسة العنجري ، و أخيرًا أنتقل إلى مدرسة الأحمدية التي تخرج منها ، قرأ الكثير من الكتب السياسية و التاريخية و الإجتماعية و كذلك الكثير من الدواوين الشعرية القديمة و التي نشرت في عهده .

في عام 1939م عمل مدرسًا في مدرسة عبد العزيز حمادة و التي كان يملكها الملا محمد العلي و تركها في عام 1942م ، عمل كاتبًا في إدارة التموين أثناء الحرب العالمية الثانية و بعدها سافر إلى الهند مع أحد التجار الكويتيين ليعمل محاسبًا له ، و عاد بعدها بأربع سنوات إلى الكويت و شغل وظيفة إدارية في الصحة ، كما عمل مديرًا للشؤون الإدارية في وزارة الأوقاف من عام 1953م إلى عام 1969م .

و في عام 1969م قرر أن يتقاعد عن العمل ليتفرغ إلى أعماله الخاصة و فتح مكتبة ليبيع فيها الكتب و أطلق عليها مكتبة القلم ، و في عام 1964م طبع عبد الله سنان أولى قصائده و لقد طبعها في أكثر من ديوان شعري ، كما أنه لم يطبعها في أي مكان آخر إلا في الكويت ، و هذا يدل على شدة حبه لوطنه و إنتماءه له ، كانت أشعاره تتميز بصدق ما يقول حيث أنه كان يصف المجتمع الكويتي و طموحاته و كان يصف فيها هموم الناس و القضايا التي تحدث في مجتمعهم بكل صدق .

أهم أعمال عبد الله سنان محمد الأدبية :
1- ديوان نفحات الخليج الجزء الأول في عام 1964م و أعيد طباعته في عام 1983م و لكن باسم “البواكير”.
2- ديوان نفحات الخليج الجزء الثاني في عام 1983م و طبعت الطبعة الأولي باسم “الله .. الوطن”.
3- ديوان نفحات الخليج الجزء الثالث في عام 1983م و طبعت الطابعة الأولى باسم “الأنسان”.
4- ديوان نفحات الخليج و الشعر الضاحك و مسرحية عمر و سمر .

أراء الأدباء و النقاد في عبد الله سنان محمد :
أولًا : قال الدكتور محمد حسن عبد الله عن عبد الله سنان أن شعره لا يعكس فقط الشعر في تلك الفترة عند العرب ؛ ولكنه يعكس حياتهم اليومية و ما يمرون به من أحزان و أفراح و انتصاراتهم و هزائمهم ، و قال أيضًا أنه يصعب على أي شاعر أن يصل إلى هذا الوصف الدقيق لحياة الناس كما وصل عبد الله سنان محمد ، و ذلك لأنه عاش فيهم فترة و كان مهتم بهم إهتمام قوي و بأحاديثهم مما جعله يخرج هذا الأسلوب الرائع من الشعر و الوصف لحياة العرب في الفترة التي عاش فيها .

ثانيًا : قال الدكتور خليفة الوقيان في وصفه لما كتبه عبد الله سنان محمد لوصف النكسة الكويتية ، أن أسلوب عبد الله سنان محمد قوى في تساؤله الموجه للعرب عن مبررات سكوتهم و تجاهلهم للعدو الذي دخل و أحتل الأراضي العربية بينما يتركها أهلها دون أن يدافعوا عنها بل يكتفون بالهرب ، و قال أيضًا أنه دائمًا كان يحاول بث الشجاعة في نفوس العرب من خلال شعره فكما فعل في النكسة الكويتية ، جاء رده في عام 1967م عندما مرت الذكرى الأولى و تلتها الذكرى الثانية على عدوان حزيران ، حيث بث فيهم الشجاعة بشعره.

ثالثًا : قال عبد الله زكريا الأنصاري عن شعر عبد الله سنان محمد أنه كان كثيرًا ما يشعر بالحزن في شعره و أسلوبه ، و لكنه كان أيضًا مميزًا في حزنه لأنه لم يكن حزن شخصي أو حزن على فراق المحبوبة كما يفعل معظم الشعراء و لكنه كان حزنًا على الأمة العربية و حال العرب ، و قال أيضًا أنه كان دائمًا يستخدم أسلوب موسيقي جذاب و رائع في شعره مما يجعل القارئ يتأثر به بسرعة و أن أسلوبه كان دوما ما يتميز بالحركة لقوة تشبيهاته و دقتها .