ورقة بن نوفل هو ابن عم السيدة خديجة رضي الله عنها، وقد كان له موقف عظيم مع النبي صلى الله عليه وسلم عندما نزل الوحي عليه، وقد عُرف عنه الحكمة والبصيرة .
نسب ورقة بن نوفل
هو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي، وهو ابن عم السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حدث اختلاف في آراء العلماء ما إذا كان ورقة بن نوفل صحابي أم لا، فالبعض يرجح أنه صحابي؛ وذلك للقاؤه بالنبي صلى الله عليه وسلام وإيمانه برسالته وموته في فترة نزول الوحي، والبعض الآخر يرى أنه ليس صحابيًا؛ لأنه مات في بداية النبوة وقبل الرسالة .
دين ورقة بن نوفل
كانت قبيلة قريش في يوم من الأيام تحتفل بأحد أصنامها، وفي ذلك الوقت اجتمع أربعة رجال وهم : ورقة بن نوفل، وعبيد الله بن جحش، وعثمان بن الحويرث، وزيد بن عمرو بن نفيل، وقد كانوا متيقنين أن هذه الأصنام ليست آلهة، ولا يمكن اتخاذها كوسيلة للتقرب من الله عز وجل كما كان يدعي المشركون، ومن ثم فقد قرروا أن عبادة الأصنام ليست بمثابة الدين الصحيح، وحاولوا البحث عن دين إبراهيم عليه السلام الصحيح .
عاد ورقة بن نوفل إلى كتب الأقدمين فوجد النصرانية الصحيحة واتبعها وأصبح من علمائها، كذلك تنصر عثمان بن الحويرث، وظل زيد بن عمرو على ما ظن من أن دين إبراهيم عليه السلام في مكة، أما عبيد الله بن جحش فقد أدرك الإسلام ودخل به .
ويقال في رواية أخرى أن ورقة بن نوفل كان متبع للحنيفية، وما يثبت هذا الرأي هو قوله لأصحابه عن القوم الذين عبدوا الأصنام بأنهم لا يتبعون الدين الصحيح، وأنهم تركوا دين إبراهيم عليه السلام، كذلك هناك دليل آخر وهو أنه عندما تم سؤاله عن الذي حصل مع محمد صلى الله عليه وسلم، فقال ورقة بن نوفل أن هذا الناموس الذي أتى لموسى عليه السلام ، ولم يقل عيسى عليه السلام .
موقف ورقة بن نوفل مع النبي صلى الله عليه وسلم
عندما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم للمرة الأولى وكان يتعبد في غار حراء، قال : اقرأ وقام بإعادتها ثلاث مرات، وكان الملك جبريل عليه السلام يقوم بضم النبي صلى الله عليه وسلم ضمة قوية في كل مرة، مما أجهد الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرًا ، وعندما تركه جبريل عليه السلام، عاد إلى بيته خائفًا ومضطربًا، وفي تلك الأثناء رأته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فحاولت طمأنته وأخبرته بأن الله تعالى لا يضيع أعمال البر والخير التي يسعى بها إلى الناس .
بعد ذلك ذهبت السيدة خديجة رضي الله عنها إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وقصت عليه ما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليها ورقة بن نوفل قائلاً : ” قُدّوس قُدّوس، والذي نفس ورقة بيده إن كنت صدقتني يا خديجة، لقد جاءه النّاموس الأكبر الذي كان يأتي لـ موسى عليه السّلام، وإنّه لنبيّ هذه الأمّة، فقولي له: فليثبت ” ، فعادت السيدة خديجة مرة أخرى للرسول صلى الله عليه وسلم وأخبرته بما أخبرها به ورقة بن نوفل، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم للقاء ورقة بن نوفل، وقص له ما حدث مرة أخرى وما حصل معه في الغار .
بعد أن سمع ورقة أن نوفل ما حدث مع الرسول مرة أخرى، فقال له أن ما أتاه هو الناموس الأكبر وهو الذي جاء إلى موسى عليه السلام، وأنه بذلك هو نبي هذه الأمة، ثم قال له أنه سيتعرض للأذى والابتلاء وسيخرج من مكة المكرمة، وأكد له للنبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون معه وسينصره .
وفاة ورقة بن نوفل
ورد عن عائشة رضي الله عنها : ” ثمَّ لم يَنْشَبْ ورقةُ أنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الوحْيُ فَتْرَةً، حتى حَزِنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ” ، فهو سرعان ما توفى بعد تبشيره للنبي صلى الله عليه وسلم بنبوته ، وبعض الروايات تذكر أن وفاة ورقة ابن نوفل كانت بعد أن بشر النبي بيوم أو يومين فقط .