عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان مشهور بطيبة قلبه وعطفه على الفقراء والمساكين، كما كان مصاحب للرسول عليه الصلاة والسلام دائما، وله العديد من المواقف المشهورة التي كان يؤثر فيها الفقراء على نفسه.
حياة عبد الله بن عمر بن الخطاب
ولد رضي الله عنه قبل بعثة الرسول بعامين، وأبيه هو الفروق عمر بن الخطاب ووالدته هي زيب بنت مظعون الجحمية رضي الله عنها، ويقال أنه أمن بالرسول عليه الصلاة والسلام مع أبيه عمر بن الخطاب، ولكنه هاجر قبل أبيه إلى المدينة المنورة، وهناك شك في ما إذا كان قد شهد غزوتي أحد وبدر أم لا، وهذا بسبب صغر سنه وقتها، ولكن المجمع عليه أنه شهد غزوة الخندق.
إشتهر عبد الله بن عمر رضي الله عنه بملازمته للرسول عليه الصلاة والسلام، فكان يرافقه في كل مكان يذهب إليه، كما كان يصلي حيث يصلي عليه الصلاة والسلام، ولهذا السبب فهو ثاني الصحابة رواية للحديث، وهذا بعد أبي هريرة، فقد روي عبد الله بن عمر بن الخطاب 2630 حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان رضي الله عنه مشهور ببعده عن الفتن وحبه للتصدق على الفقراء والمساكين.
عرضت الخلافة على عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عدة مرات، ولكنه رفض، حتى أنه بعد وفاة عثمان بن عفان حاول المسلمين جعله يوافق أن يكون خليفة لهم، فرفض أيضا، وحاولو وقتها تخويفه بل وهددوه بالقتل لو لم يقبل بالخلافة، ولكنه أصر على الرفض، وأيضا لم يرضى المشاركة في الخلاف الذي نشب بين علي بن أبي طالب ومعاوية، فقد كان يرفض أن تقام حرب بين المسلمين وتراق فيها الدماء.
توفي رضي الله عنه في عام ثلاثة وسبعون من الهجرة الرسول وهناك روايات تقول في عام أربعة وسبعون، وفي كل الأحوال حين توفى كان هو أخر الصحابة على قيد الحياة، أي أنه أخر من مات منهم، وقد توفي في مكة المكرمة ، وكان عنده ثلاثة عشر إبنا حين وفاته.
كيف كان عبدالله بن عمر بن الخطاب يعطف على المساكين
كان عبد الله بن عمر رحيم بالمساكين كثير التصدق عليهم، فقد كان لا يتناول طعامه إلا وهناك يتيم يشاركه مائدة طعامه، وكان يشرك المساكين في طعامه وشرابه، حتى أنه لو كان يريد تناول طعام معين ويرى أحد المساكين يفضله على نفسه، ويعطيه له.
من المواقف التي تدل على عطفة على الفقراء وكرمه، أنه في يوم ما كان يريد تناول العنب، فطلب من أهل بيته شرائه، وبالفعل جائوا له به، وعندما هم لتناوله، دق الباب سائل طالب للصدقة، فقال للجاية إعطيه عنقود العنب، فقالت له أنت تشتهيه، عندنا ما هو أفضل منه، فقال لها بل إعطيه العنقود.
وهناك رواية أخرى أنه قد طلب من زوجته صفية أن تطبخ له السمك، وبالفعل جائت بسمكة وصنعتها كما يشتهي، وما إن مسكها حتى دق بابه سائل للصدقة، فقال إعطوه السمكة، فقالت له زوجته صفية ولكنك لم تطعم منها شئ، قال إعطوها له، فقالت نرضيه بشئ آخر، فقالت للسائل بأن عبد الله بن عمر يشتهي هذه السمكة، فقال السائل وأنا أيضا أشتهيها، فأعطته صفية دينار حتى يرضى، فسأله عبد الله هل رضيت قال نعم، فقال له خذ السمكة أيضا.
كان رضي الله عنه لا يتناول طعامه إلا وقد تناول منه الفقراء والمساكين، فقد قامت زوجته بإرسال طعام إلى مجموعة من الفقراء، وقالت لهم إذا دعاكم عبد الله بن عمر فلا تأتوا، فلما جاء من صلاته وأرسل في طلبهم لم يأتوا، فرفض هذا اليوم تناول العشاء لأنه لا يشاركه فيها محتاج.