أبي جعفر الطبري ، أبرز المفسرين وأيضا المؤرخين في تاريخ الإسلام، الإمام الذي تمحورت حياته حول العلم والمعرفة، والذي يتمتع بالعديد من الصفات الجميلة من الذكاء والقدرة العالية على الحفظ وعفة النفس واللسان والتواضع وقول الحق بجرأة وشجاعة كبيرة، كيف كان في صغره! وكيف تأهل ليصبح عالم وإمام! و الأهم كيف مات الطبري!، في هذا المقال نستعرض إجابات وافية عن تلك الأسئلة.
الامام الطبري
– الإمام الطبري هو محمد بن جرير بن يزيد بن غالب، ولد في طبرستان عام 224 هجريا، نشأ الطبري تحت إشراف وتوجيه والده الذي دعمه ليحفظ القرآن الكريم في صغره في عامه السابع، وكان الحافز للطبري لمواصلة العلم والمعرفة طوال حياته رؤيا رآها له والده والتي كان تفسيرها أن الطبري سوف يصبح ناصح للناس في الدين.
– وفر والد الطبري المال الكافي للطبري ليكمل مسيرة تعليمه على أكمل وجه وقد جمع الطبري بين مختلف العلوم من الفقه والتفسير وأيضا التأريخ من مدارس العلماء والفقهاء.
– تنقل الطبري من مكان لآخر بهدف طلب العلم، وقد كانت أولى رحلاته في سن صغير في عامه الثاني عشر عام 236 هجريا وقد كانت رحلته إلى بلدة الري، انتقل بعد ذلك إلى بغداد بهدف مقابلة الإمام أحمد بن حنبل ولكن توفى الإمام أحمد قبل وصوله، انتقل بعد ذلك إلى البصرة ثم إلى الكوفة ثم إلى مصر وعاد في النهاية إلى بغداد وتوفى بها.
– قدم الطبري العديد من المؤلفات التي أظهرت غزارة وقوة علمه ومنها تفسير الطبري، تاريخ الطبري، الخفيف في أحكام شرائع الإسلام، المسند المجرد، القراءات وتنزيل القرآن الكريم وغيرها من المؤلفات الهامة.
– والجدير بالذكر أن الطبري لديه مؤلفات أخرى ولكن لم تكتمل كتابتها ومنها الموجز في الأصول، فضائل أبي بكر الصديق، فضائل علي بن أبي طالب، فضائل العباس.
– عرف عن الطبري عدم الميل إلى التقليد، وتميز بالزهد في معيشته حيث اعتمد على ريع البستان الذي ورثه عن والده ورفض أي عطايا مقدمة له من الملوك والأخرين، ولم يتزوج قط.
كيف مات الطبري
– اتفقت العديد من المصادر على عام وفاة الطبري وهو عام 310 هجرية ولكن لم يتم الاتفاق على يوم الوفاة تحديدا، وأن الطبري تم دفنه ليلا وتم منع دفنه نهارا، كما أنه كان محتجب في داره قبل الوفاة بسبب المحنة التي تعرض لها وبسبب ما وصل إليه من ضرر وأذى، ولكن اختلفت المصادر في سبب ذلك الضرر.
– وقد ذكر السبب ياقوت موضحا أن السبب يرجع إلى تأويل الطبري حديث الجلوس على العرش بالإضافة إلى سبب آخر وهو عدم ذكر الطبري في كتابه اختلاف الفقهاء خلاف أحمد بن حنبل.
– واتفق ابن الأثير مع ياقوت في جزئية واحدة وهي أن سبب الضرر تأليف الطبري لكتاب اختلاف الفقهاء وقيام الحنابلة عليه بسبب ذلك الكتاب.
– وقد برر الطبري سبب عدم ذكر خلاف أحمد بن حنبل في كتابه موضحا أنه لم يرى أن الخلاف روي عن أحمد بن حنبل.
– أما ابن السبكي ذكر أن الطبري تحجب عن الأراذل من عامة الناس، وأن الحنابلة أقل في الشأن من أن يحتجب الطبري بسببهم، ولأن ابن السبكي كان على خلاف مع الحنابلة وعداوة فلا ينبغي الالتفات إلى السبب الذي وضحه حول حجب الطبري في داره.
– أي أن سبب حجب وحصر الطبري في داره في أواخر أيامه كان بسبب الخلافات المذهبية، وقد توفى الطبري عن عمر يناهز 85 عام وقضى تلك الأيام التي حجب فيها في محراب العلم في داره.