سورة الغاشية: هي أحد السور المكية التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وهي السورة الثامنة والثمانون في ترتيب القرآن الكريم، ونزلت بعد سورة الذاريات، ويبلغ عدد آيات السورة ستة وعشرون آية، ويبلغ عدد كلماتها اثنتان وتسعون كلمة، ويبلغ عدد حروفها ثلاثمائة وأحد وثمانون حرفا، وهي من السور العظيمة التي تعرض أهوال يوم القيامة، وعاقبة الكافرين وشدة عذابهم وسوء نهايتهم، واثبات حقيقة البعث والجزاء.

سبب تسمية سورة الغاشية بهذا الاسم:
سميت سورة الغاشية بهذا الاسم بسبب ذكر كلمة الغاشية في الآية الاولى من السورة، حيث قال تعالى (هل أتاك حديث الغاشية) والغاشية هو أحد اسماء يوم القيامة، وقد ورد عن ابن عاشور في سبب تسمية سورة الغاشية: (سميت في المصاحف والتفاسير (سورة الغاشية)، وكذلك عنونها الترمذي في كتاب التفسير من (جامعه) لوقوع لفظ (الغاشية) في أولها).

وعرفت سورة الغاشية أيضا في السنة باسم (هل أتاك حديث الغاشية)، وذلك حسب ما ورد عن الضحاك بن قيس أنه سأل النعمان بن بشير: بم كان رسول الله يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة؟ قال: {هل أتاك حديث الغاشية}، كما سميت أيضا بسورة (هل أتاك).

فضل سورة الغاشية:
يعتبر قراءة سورة الغاشية له الكثير من الفضل فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر قراءتها يوم الجمعة وفي العيد، وقد قال أبي عبد اللّه عن فضل سورة الغاشية: (من أدمن قراءة : {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ } في فريضة أو نافلة ، غشّاه اللّه برحمته في الدنيا والآخرة ، وآتاه الأمن يوم القيامة من عذاب النار).

روى عن الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: (من قرأ هذه السورة حاسبه اللّه حسابا يسيرا ، ومن قرأها على مولود بشر أو غيره صارخ أو شارد ، سكّنته وهدّأته)، عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ سورة الغاشية حاسبه الله حساباً يسيراً.

وعن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا علي مَنْ قرأها كَتَب الله له بعدد آيات القرآن حسنات، وله بكلّ آية قرأها بيتٌ من الزعفران في وسط الجنَّة).

وقال الصادق عن سورة الغاشية أنها تساعد من يقرأها على تسكين الآلام، كما أنها من السور التي تزيد الرزق.

اسباب نزول سورة الغاشية:
– من أسباب نزول سورة الغاشية هو التعرف على أهوال يوم القيامة ومدى هولها على الكفار، ومدى العذاب الذي ينتظرهم حيث قال تعالى مخاطبا الرسول (هل أتاك حديث الغاشية* وجوه يومئذ خاشعة* عاملة ناصبة* تصلى نارا حامية* تسقى من عين آنية *ليس لهم طعام إلا من ضريع- لا يسمن ولا يغني من جوع).

– ومن أسباب نزول سورة الغاشية هو وصف النعيم الذي ينتظره المؤمنين الصالحين في الجنة، حيث قال تعالى (وجوه يومئذ ناعمة * لسعيها راضية * في جنة عالية * لا تسمع فيها لاغية * فيها عين جارية* فيها سرر مرفوعة * وأكواب موضوعة * ونمارق مصفوفة * وزرابى مبثوثة).

– وكان من أسباب نزول قوله تعالى (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) أن المشركين شعروا بالعجب الشديد عندما سمعوا وصف الله للجنة فنزلت هذه الآية، حيث قال قتادة قال: (لما نعت الله ما في الجنة عجب من ذلك أهل الضلالة، فأنزل الله: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ})، وقد نزلت السورة حتى تبين قدرة الله تعالى ووحدانية وابداعه في خلق الكون والسماء والابل، والجبال.