إن العلاقة بين أمراض القلب والأمراض الأخرى هي علاقة متصلة ووثيقة ، فالقلب نفسه يتأثر بأعضاء الجسم المختلفة ويؤثر فيها أيضآ بشكل كبير ، فالقلب هو العضو المتحكم في عمل وحياة أعضاء الجسم الأخرى ، وهو أيضآ العضو الأهم بين أعضاء الجسم على الإطلاق ، فالقلب هو العضلة التي تعمل دون إرادة من الإنسان فتمنحه الدم اللازم لمساعدة أعضاءه المختلفة على العمل والاستمرار فيه ، والقلب هو العضو الأهم والعضلة الأقوى بالجسم ، وبما أن أعضاء الجسم تعمل بالأساس نتيجة لعمل القلب فإن القلب يؤثر بشكل كبير في الجسم ، وتأتي الصحة الجيدة للجسم من صحة القلب ويمرض الجسم ويتأثر بالمضاعفات الصحية الخطيرة نتيجة لمرض القلب أيضآ .

والأمراض القلبية هي أخطر الأمراض والتي أصبحت تتسبب في العديد من المشكلات الصحية للكثيرين ، وأصبحت أمراض القلب في الفترة الأخيرة أحد أكثر الأمراض شيوعآ وإنتشارآ ، حيث زادت في الفترة الأخيرة هذه الأمراض نتيجة عدة عوامل كالعادات الصحية والغذائية الخاطئة والضارة بالقلب ، بالإضافة إلى الأمراض المزمنة والتي تؤثر على صحة القلب أيضآ ، وبالرغم من توقع الكثيرين أن تنخفض نسبة الإصابة بأمراض القلب إلا أن هذه النسبة حتى الآن في تزايد مستمر بالرغم من التقدم التكنولوجي الكبير الذي حدث في مجال الطب في الفترة الأخيرة ، وقد شكل هذا التزايد الكبير في الإصابة بأمراض القلب مخاوف لدى الكثيرين ممن هم معرضون للإصابة بها ، نظرآ لمخاطر أمراض القلب ومضاعفاتها الضارة على الصحة .

وترتبط الأمراض القلبية بغيرها من أمراض الجسم الأخرى ، فقد تتسبب في أحيان كثيرة أمراض القلب في إصابة شخص ما بأمراض أخرى بالجسم ، كبعض أمراض الرئة والجهاز الهضمي ، وأيضآ أمراض الكبد والكلى والدماغ أيضآ ، ولا يتوقف الأمر عند ذلك فترتبط بعض الأمراض التي تصيب الجسم وأعضاءه المختلفة بأمراض القلب ، حيث تتسبب بعض الأمراض أحيانآ في إصابة القلب بأمراض خطيرة تؤثر عليه وعلى عمله وتحدث مضاعفات خطيرة للمريض تصل إلى وفاته أو معاناته من أمراض عدة .

وأحد أخطر الأمراض التي ترتبط بأمراض القلب هي إنخفاض ضغط الدم الإنتصابي ، وضغط الدم بشكل عام يرتبط بالقلب ، وعند إرتفاع هذا الضغط أو إنخفاضه بشكل يفوق المعتاد فإن هذه الحالة تشخص كمرض وقد تنتج من الإصابة بأمراض القلب أو قد تتسبب هذه الحالة في الإصابة ببعض أمراض القلب ، وضغط الدم بشكل عام يعرف بأنه هو القوة التي تدفع الدم داخل الشرايين والاوردة ، ويجب أن يبقى ضغط الدم في معدلات طبيعية دون أن يزيد عنها او ينخفض ، وإنخفاض ضغط الدم الإنتصابي هو إنخفاض ضغط الدم الوضعي المرتبط بقيام الشخص من مكانه أو تغيير وضعيته بشكل مفاجيء ، كقيامه من مكانه بعد الاستلقاء بشكل مفاجيء ، ويعد إنخفاض ضغط الدم الإنتصابي حالة مرضية قد تكون خطيرة أو بسيطة لا تتسبب في مشكلات صحية ، وقد تكون هذه الحالة دليلآ على الإصابة بأحد أمراض القلب ، والأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض هم كبار السن ، فهم معرضون لإنخفاض ضغط الدم عند القيام من الجلوس ، أو عند القيام بعد الاستلقاء لفترة ، وقد تستدعي هذه الحالة تدخلآ طبيآ سريعآ لحل المشكلة ، أو قد لا تتطلب الحالة تدخلآ طبيآ كبيرآ مع الإكتفاء بمتابعة الحالة الصحية للمريض فقط .

أسباب الأصابة بإنخفاض ضغط الدم الإنتصابي :
تتسبب بعض الأمراض في إضعاف قدرة القلب على ضخ الدم للشرايين بشكل كاف ،  وهذه الأمراض هي :
1 – أمراض القلب :
إن أمراض قصور القلب وإعتلال عضلة القلب هم أكثر الأمراض تتسببآ في إصابة المريض بإنخفاض ضغط الدم الإنتصابي ، نتيجة ضعف القلب وعدم قدرته على ضخ الدم للشرايين بشكل كاف .

2 – داء السكري :
إن داء السكري يتسبب في مضاعفات للأوعية الدموية ، وهو ما يساهم في الإصابة بإنخفاض ضغط الدم الإنتصابي .

3 – الجفاف :
إن الجفاف هو احد أخطر العوامل المتسببة في الإصابة بإنخفاض ضغط الدم بشكل عام ، كما أنه يتسبب في أمراض خطيرة أخرى بالجسم .

أعراض إنخفاض ضغط الدم الإنتصابي :
تتلخص أعراض ضغط الدم الإنتصابي في الدوار الشديد ، وعدم وضوح الرؤية والإغماء في كثير من الأحيان ، بالإضافة إلى الصداع والقيء .

التشخيص والعلاج : يتم اللجوء من قبل الطبيب المعالج لاستخدام طرق ووسائل تشخيص أمراض القلب للتعرف على حالة انخفاض ضغط الدم الإنتصابي وعند التأكد من إصابة المريض بهذه الحالة يبدأ الطبيب في علاج السبب الرئيسي المتسبب في هذه الحالة المرضية الخطيرة .