يُعرّف مرض الربو (بالإنجليزية: Asthma) على أنّه حالةٌ مرضيةٌ مزَمنة تصيبُ الإنسان، ينتجُ عنها حدوث التهاب في الممرات الهوائية، فتنتفخ وتُنتج مخاطاً إضافياً، ممّا يؤدي لتضيّقها ومعاناة المصاب من نوبات متكررة من ضيق التنفس خاصة عند تعرّضه لأحد مهيّجات الجهاز التنفسي، وعلى الرغم من أنّ مرض الربو ليس له علاج شافٍ، إلا أنّه يُمكن التخفيف من الأعراض المُصاحبة له والسيطرة عليها باستخدام مجموعةٍ من العلاجات الدوائية التي يصفها الطبيب.
الحساسية والربو
يسير كل من الحساسية والربو غالبا جنبا إلى جنب ، والتهاب الأنف التحسسي (يسمى حمى القش) ، وهو التهاب داخل جدار الأنف ومن أكثر أنواع الحساسية المزمنة ، والأشخاص الذي يعانون من هذه الحالة ، تزداد لديهم الحساسية للمواد ، مما يسبب إطلاق الخلايا المناعية للحساسية في استجابة للمواد المثيرة للحساسية ، ومعظم هذه المواد تدخل الجسم خلال ممرات الهواء .
عند الإصابة بالتهاب الأنف التحسسي ، ربما تشعر برشح الأنف باستمرار ، العطس المستمر ، تورم ممرات الأنف ، المخاط الزائد ، بحة الصوت والعيون الدامعة ، يمكن أن يحدث السعال نتيجة تنقيط الأنف المستمر ، ووربما يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية للتحكم في الحساسية ، وبالتالي يختفي السعال والأعراض الأخرى المصاحبة لها .
الربو الناتج عن التمارين الرياضية
يعتبر هذا النوع من الحساسية الناجمة عن القيام بالتمارين الرياضية أو المجهود البدني ، فالكثير من مرضى الربو يعانون من بعض الأعراض مع ممارسة الرياضة ، على الرغم من ذلك يوجد الكثير من الأشخاص الذين لا يعانون من الربو ، مثل الرياضيين الأولمبيين ، الذين يعانون من أعراضها فقط أثناء ممارسة الرياضة .
تنجم الأزمة عند ممارسة الرياضة ، ويضيق مجرى الهواء من 5-20 دقيقة بعد البدء في التمارين الرياضية ، مما يصبح من الصعب التقاط الأنفس ، وربما تعاني من أعراض نوبة الربو مع الصفير والسعال ، ويمكن أن يخبرك الطبيب إذا كنت بحاجة إلى استنشاق الربو قبل ممارسة هذه الأعراض غير المريحة .
الربو مغاير الأزمة
في هذا النوع من الأزمة يكون السعال الشديد من الأعراض السائدة ، وهناك أسباب أخرى عديدة للسعال تشمل تنقيط الأنف المزمن ، التهاب الجيوب الأنفية ، مرض ارتجاع المريء (حرقة الصدر) ، والسعال بسبب التهاب الجيوب الأنفية مع الربو أمر شائع .
وهذا النوع من الربو صعب التشخيص والعلاج ، ومن أكثر الأسباب الشائعة له هو عدوى الجهاز التنفسي وممارسة الرياضة .
ينصح باستشارة الطبيب في حالة السعال المستمر ، فربما يطلب الطبيب اختبارات محددة للربو ، مثل اختبار وظائف الرئة ، لاكتشاف كيفية عمل الرئتين ، وربما تكون بحاجة إلى زيارة متخصص في أمراض رئة ، للمزيد من الاختبارات قبل تشخيص المرض .
الربو المهني
يعد من أنواع الربو الناجم عن أماكن العمل ، ويسبب صعوبة التنفس وظهور أعراضها فقط في أيام العمل ، يعاني الأشخاص المصابون بربو العمل من بعض الأعراض مثل الرشح ، الاحتقان ، تهيج العين أو السعال بدلا من الصفير التقليدي .
تشمل الوظائف الشائعة المسببة للربو العمل مربي الحيوانات ، المزارعين ، مصففي الشعر ، الممرضات ، الرسامين وعمال الخشب .
الربو الليلي
يعد الربو الليلي من أكثر الأنواع الشائعة لهذا المرض ، فإذا كنت تعاني من الربو ، ففرص ظهور أعراضه أثناء النوم كبيرة ، لأن الربو يتأثر بقوة دورة النوم البيولوجية ( إيقاعات الساعة البيولوجية ) ، وتشمل أعراض الربو الصفير ، السعال ومشاكل التنفس ، وهي شائعة ولكنها خطيرة خاصة ليلا .
أظهرت الدراسات أن معظم حالات الوفاة ترتبط بالربو الذي يحدث ليلا ، على الرغم من ذلك يمكن أن يحدث نتيجة التعرض لمثيرات الربو ، برودة ممرات الهواء وإفرازات الهرمونات التي تتبع الساعة البيولوجية ، وفي بعض الأحيان حرقة الصدر يمكن أن تسبب الربو ليلا ، فيعد كل من التهاب الجيوب الأنفية والربو من المشاكل التي تحدث ليلا غالبا ، وخاصة عندما يسبب تنقيط الأنف إثارة هذه الأعراض .
إذ كنت تعاني من الربو ولاحظت أن الأعراض تزيد سوء مع تقدم الليل ، فهذا هو الوقت المناسب لرؤية الطبيب ، وتحديد أسباب الربو ، لتحديد الأدوية المناسبة للعلاج والتحكم في أعراضها والحصول على نوم هادئ.
حالات صحية تحاكي الربو
توجد بعض الأمراض التي يمكن أن تسبب أعراض مشابهة لأعراض الربو ، على سبيل المثال الربو القلبي وهو أحد أشكال قصور القلب الذي يحاكي بعض أنواع الربو المنتظم ، كما أن ضعف الحبال الصوتية أحد الأمراض الأخرى التي تحاكي الربو ، وقد لفتت العديد من التقارير الأخيرة الانتباه إلى متلازمة غريبة تسبب شذوذ الحبال الصوتية وتسبب الصفير ، والتي يتم تشخيصها على أنها ربو ، وهذه الحالة أكثر شيوعا لدى الإناث الذين يعانون من نوبات شديدة من الصفير ولا تستجيب للأدوية الموسعة للشعب الهوائية .