ألم القلب مصطلح يُستخدم بكثرة ويكون بأشكال مختلفة تتراوح من ألم خفيف إلى طعنات حادة، وقد يكون أحيانًا على شكل سحق أو حرق، وفي بعض الحالات قد ينتقل الألم إلى أعلى الرقبة أو إلى الفك أو إلى اليدين، وهنالك العديد من المشاكل المختلفة التي يمكن أن تسبب ألم في الصدر، بعضها قد يشير إلى وجود مشاكل خطيرة، وقد يكون ألم الصدر المرتبط بالحالة النفسية مثل وجود ألم القلب عند الزعل مشابهًا لأعراض النوبة القلبية حيث قد يصاحبه خفقان في القلب وضيق في التنفس.

وبالرغم من تحذيرات الأطباء من أضرار الغضب خاصة المتكرر إلا أن شعور الغضب اصبح سمة عصرنا الحالي ، فقد أصبحنا نعيش في أجواء يشوبها التوتر والضغوط النفسية والشد العصبي في أوقات كثيرة ، كما أن الحياة أصبحت مضغوطة يعاني الشحص فيها من مشكلات كثيرة في مجال العمل وعلى مستوى العلاقات الشخصية أيضآ في دائرة الأهل والأقارب والأصدقاء ، فيصبح الغضب نتيجة طبيعية لكل هذه الأمور ، أي أن الغضب ردة فعل  تجاه الضغوط اليومية المختلفة ، سواء كانت بسيطة أو معقدة .

ودائمآ ما يحذر الأطباء المتخصصون في المجالات الطبية المختلفة من الغضب خاصة الغضب الناتج عن إنفعال زائد ، سواء كان هذا الغضب يمر به شخص مريض أو شخص صحيح ، فالغضب بشكل عام يؤثر على الصحة ويضر بالقلب ، وجميعنا يعرف منذ القدم أن الغضب الشديد يسبب إرتفاع ضغط الدم ، أو أن نوبات الغضب الكبيرة قد تؤدي بمرضى القلب إلى الإصابة بالجلطات القلبية إلا أن ذلك لم يكن كل ما في الأمر ، فمع زيادة خطر أمراض القلب وإنتشارها في الفترة الأخيرة بدأت الدراسات الحديثة تهتم بمعرفة كل ما يخص أمراض القلب بالإضافة إلى دراسة جميع العوامل الخاصة بالأمراض القلبية والعوامل التي تسبب أضرار للقلب وتصيبه بالأمراض  ، وقد أجمع الأطباء على أن الغضب يؤدي إلى الإصابة بمشكلات صحية خطيرة تخص القلب ، وهو ما ركزت الدراسات عليه للتعرف على ماهية الأضرار التي تنتج عن الغضب ويتحملها القلب .

أكدت دراسة صينية حديثة أن الغضب الشديد ، أو الغضب المتكرر قد يؤدي إلى الموت القلبي المفاجيء ، ويعرف الموت القلبي المفاجيء بأنه  حالة تصيب عضلة القلب فتتوقف تمامآ عن العمل ويحدث فشل في تزويد الدماغ بالدم مما ينتج عنه الوفاة في الحال ، قد يحدث توقف القلب المفاجئ دون وجود سبب مرضي فتحدث هذه الحالة من تلقاء نفسها ، وقد تؤدي الإصابة ببعض الأمراض القلبية للإصابة بموت القلب المفاجئ ، كأمراض الجلطات القلبية والسكتات الدماغية وأيضآ أمراض الشريان التاجي ، لكن تبقى نوبات الغضب هي السبب الأول موت القلب بشكل مفاجيء .

وقد أوضحت الدراسة أن الإنسان عندما يشعر بالسعادة والهدوء والاسترخاء ، فإن الجسم يقوم بإفراز مادة تساعد على عمل أعضاء الجسم بكفاءة وخاصة القلب ، كما تساعد هذه المادة في إنتظام ضغط الدم واستقراره أيضآ ، كما يحدث العكس تمامآ عند الشعور بغضب كبير ، فالأدرينالين الزائد الذي يفرزه الجسم يؤدي إلى تسارع شديد في ضربات القلب ، وتصبح ضربات القلب قوية أيضآ إلى جانب تسارعها ، يصاحب هذه الأعراض إرتفاع شديد في ضغط الدم ، فقد ينتج كل هذه التغيرات المفاجئة في الجسم والتي يقع عبئها على القلب توقف القلب المفاجيء ، فقد يحدث موت القلب بعد فترة بسيطة تبدأ من دقائق قليلة إلى ساعات أو يومآ واحدآ على أقصى تقدير .

وذكرت الدراسة في ختامها أنه لا يوجد حل لتجنب الأضرار الخطيرة الناجمة عن الغضب إلا أن يدرب الشخص نفسه على التحكم في غضبه ، وألا يلقي بنفسه في التهلكة من خلال إنفعاله الزائد ، فقد أصبح خبراء التنمية البشرية الآن يعلمون الناس كيفية السيطرة على الغضب وتجنبه منعآ لأضراره الصحية الخطيرة ، ففي حالة كنت تعاني من الغضب الشديد يجب أن تطلب مساعدة من أحد الخبراء ، قبل أن يودي بك غضبك لأمراض قلبية خطرة تهدد حياتك .