إن الحوار هو وسيلة التواصل الأساسية بين الجنس البشري أجمع ، فنجد أن حوار الحضارات إستطاع أن يحول العالم إلى قرية واحدة صغيرة فريدة من نوعها ، وبعيدا عن ذلك هناك العديد من الأنواع المتباينة من الحوار مثل حوار زملاء العمل ، حوار الأصدقاء وغيرها من حوارات جوانب الحياة المختلفة.
كما أن الحوار البناء يؤثر على العلاقات السليمة بين الناس ، ومن أهم أنواعه ( الحوار بين الآباء والأبناء ) ، ومما لا شك فيه أن هذا الحوار ذو أهمية كبرى وله تأثير قوي على الأسرة والمجتمع بالكامل ، فهو وسيلة التواصل داخل الأسرة ، يساعد على تنميتها ، ترابطها وتقويتها ، كما يؤثر على نفسية الأبناء ، وطريقة تربيتهم ، فهمهم لدينهم ، كما أن له أثر أخلاقي وإجتماعي كل أفراد الأسرة ، لذلك يجب الحرص على تفعيل الحوار الأسري بشكل دوري ومنتظم حفاظا على كيان الأسرة .
كيفية الحوار السليم بين الآباء والأبناء
ينبغي على الآباء إتباع الأسس السليمة في بناء الحوار السليم مع الأبناء ، والذي يقوم على احترام وتبادل الآراء بينهما ، وحتى يتمكنوا من ذلك يجب البدء بتدريب أنفسهم أولا ، ثم التقرب إلى الأبناء وإيجاد سبل التواصل بينهم ، وبالتالي ينشا حوار راقي بناء بين جميع أفراد الأسرة ، بالإضافة إلى ذلك ينبغي الحرض على تخصيص وقت لمساعدتهم في حل المشاكل والصعوبات المختلفة التي تواجههم .
أهمية الحوار السليم بين الآباء والأبناء
– دعم النمو النفسي للأطفال
حيث يعمل الحوار البناء على تقوية التطور النفسي لهم ، ويساعدهم على التعبير عن مشاعرهم الدفينة ، مما يخفف لديهم الصراعات الداخلية والخارجية التي تداهمهم ، حيث يمكنهم خلال هذا الحوار التخلص من المشاعر السلبية وتفريغ طاقاتهم المكبوتة ، ويقوم الآباء بتقديم الارشادات الصحيحة ووضع حلول مناسبة لمشاكل الأبناء .
– الجو الأسري الصحي
حيث يعمل الحوار على خلق جو من الود والسلام الأسري ، مما يعزز تكوين شخصيات قوية وإيجابية تنفع المجتمع ، كما يعمل على زيادة ثقتهم بأنفسهم .
– تقوية العلاقات الأسرية
يساعد الحوار في تعزيز العلاقات داخل الأسرة ، وحتى بين الوالدين ، وبالتالي يسود الاحترام المتبادل بين الجميع ، كما ينتشر الود ، والحب والتعاون بينهم ، .
– إتخاذ القرارات الصحيحة
عندما تزداد ثقة الأبناء بانفسهم ، يصبح لديهم دافع لإتخاذ القرارات السليمة ، الخاصة بمستقبلهم وتحمل مسئولية اختياراتهم .
– الصداقة بين الآباء والأبناء
عندما يتمكن الآباء بناء حوار سليم مع الأبناء ، يعود ذلك عليهم بتكوين صداقة حقيقة بينهم ، وبالتالي يثق الأبناء في آبائهم ويزول حاجز الرهبة والخوف بينهم ، والذي يحول بين وجود ثقة متبادلة بينهم ، لذلك يستطيع الأبناء التحدث إلى الآباء بحرية وثقة متناهية ، مما يسهل دور الآباء في التوجه والإرشاد إلى الصواب .
– إستقرار العلاقة الزوجية
فالحوار السليم بين أفراد الأسرة يذيب المشاكل الزوجية ، التي قد تسبب الطلاق وهدم الأسرة ، حيث يعمل على التخلص من الأفكار الهدامة والسلبية التي يكون الإنفصال ناتجا عنها .