تعد ظاهرة التشرد من إحدى الظواهر الشديدة الانتشار في المجتمعات الإنسانية على الرغم من اختلافها وذلك بنسب متفاوته وهي من إحدى الظواهر السلبية في أي مجتمع ، حيث قد أشارت العديد من الدراسات إلى وجود ما يقارب ( 100 ) مليون شخصاً من المشردين في العالم إذاً فأن ظاهرة التشرد هي من إحدى تلك الظواهر التي تعاني منها كل المجتمعات سواء المجتمعات الغربية أو العربية ، حيث أن الاختلاف يكون فقط في النسبة والظروف في كل مجتمع عن الأخر ولكن تظل الظاهرة أبرز بشكل كبير ومخيف وخطيراً للغاية في الدول النامية ومفهوم التشرد هو مفهوم مختلف عليه عند الأخصائيون في كيفية تعريفه تحديداً وذلك راجع إلى اختلاف معايير التقييم حسب المجتمع المراد به الدراسة وأيضاً الهدف منها ولكن بالمفهوم العام لها فهي تعني بقاء شخصاً أو مجموعة من الأشخاص في العراء دون وجود مكان يأويه بشكلاً ثابتاً ، أما بالنسبة إلى مكان مبيته فهو يوجد في عدة أماكن مختلفة وغير محددة .

 المشرد

هو الشخص الذي يفتقد الأمان والحماية وهو لا يوجد لديه أي خطط أو أهداف مستقبلية لحياته وإنما يكون مدى تفكيره محصوراً فقط على نقطة واحدة وهي تأمين طعامه اليومي وتأمين مكان يقضي فيه ليلته وفي الغالب ما يعيش الشخص المشرد على تلك البقايا من الأطعمة التي تكون عبارة عن بقايا الأطعمة سواء في المطاعم أو المنازل أو يكون معتمداً في غذائه على تقديم المساعدات الغذائية له من الآخرين (الشكل الخيري ).

تعريف ظاهرة التشرد

فهي تلك الظاهرة المتشابهة في الكثير من المظاهر مع ظاهرة التسول ولكنها تختلف معها في بعضاً من التفاصيل فالشخص المتسول قد يكون في عدد من الحالات له مأوى يعيش فيه وأسرة متواجد معها ولكنه ينقصه المال فيقوم بطلبه من الناس بينما المشرد فأنه هو ذلك الشخص الفاقد للمأوى الثابت والفاقد للأسرة أيضاً .

الأسباب المؤدية إلى التشرد

أولاً :- أن يكون الفرد المشرد لا يوجد لديه عمل وذلك إما لمعاناته من عجز جسدي ما أو عدم قدرة دولته على تأمين وظيفة له .

ثانياً :- عدم وجود رعاية صحية له .

ثالثاً :- الكوارث الطبيعية مثال الأعاصير والبراكين والفيضانات والزلازل .

رابعاً :- وجود حروب أو صراعات سياسية .

خامساً :- المشاكل الأسرية مثل وفاة الوالدين أو مرضهما أو العنف الأسري بأشكاله .

سادساً :- معاناة المشرد من مرض عقلي .

سابعاً :– تسرب الأطفال من التعليم .

ثامناً :- وجود سياسات عنصرية في بعض الدول مثل التمييز بين مواطنيها على أساس دينهم أو لونهم أو عرقهم مما ينتج عنه إهمالها لبعض الفئات وحرمانها من التمتع برعاية الدولة وبالتالي يكونون ضحايا للتشرد .

نتائج ظاهرة التشرد

يوجد العديد من النتائج التي تكون نتاجاً طبيعياً لظاهرة التشرد ومنها :-

أولاً :- تنامي وانتشار ظاهرة العنف والعدوانية بين المشردين أي بعضهم البعض ، حيث يرسخ لديهم مبدأ البقاء للأقوى .

ثانياً :-اعتماد المشردين على استعطاف الناس بشكلاً ملحاً وذلك في سبيل الحصول على المال دون الحاجة إلى اللجوء للعمل وبالتالي تنامي ظاهرة التسول .

ثالثاً :– شيوع تلك النظرة من الكراهية والحقد بين المشردين اتجاه أفراد المجتمع الآخرين واللذين ينعمون بالحياة الطبيعية والمستقرة .

رابعاً :– الانتشار الشديد للكثير من تلك السلوكيات السلبية والتي تتمثل في العناد والغيرة ومحاولة اختلاق المشاكل عن طريق التحرش بالآخرين وترهيبهم في سبيل إظهار القوة وعدم الخوف .

خامساً :- الاعتياد من جانب المشردين على اتخاذ الكذب وسيلة لكسب تعاطف المحيطين بهم وتقديم المساعدة لهم .

سادساً :- انتشار العديد من العادات الخطيرة بين المشردين كتعاطي المواد المخدرة أو المشروبات الكحولية .

سابعاً :- انتشار الكثير من تلك الآفات المدمرة والخطيرة بين المشردين مثل الشذوذ الجنسي أو التحرش بين أفراد الفئة نفسها وبالتالي فمن الممكن انتشار العديد من الأمراض بينهم .

أنواع المشردين

يقسم المشردين إلى فئات أساسية وهي :-

اسر كاملة :–  وهي تلك الأسر التي جاء تشردها نتيجة الكوارث الطبيعية أو الحروب مثل الحروب الأهلية .

الأطفال والمراهقين :- واللذين كان العامل الرئيسي في تشردهم هو وجود مشاكل اجتماعية يعانون منها في الأساس مثل انهيار الأسرة أو الفقر .

المسنون :– وهم تلك الفئة التي تقدم بهم السن ولم يعودوا قادرين على رعاية أنفسهم وغير موجود لديهم أشخاصاً آخرون يوفرون لهم الرعاية وبالتالي يشردون .

المعاقون ذهنياً :– وهم تلك الفئة من الأشخاص الذين لا تتوافر لديهم القدرة العقلية على الإدراك والفهم والتفكير .